الخداع التركي يتجلى في إرسال المرتزقة لليبيا واتهام الخليج

النظام التركي يواصل إرسال المرتزقة والأسلحة لليبيا ويحاول التغطية على تلك الانتهاكات عبر حملة تشويه ممنهجة ضد دول الخليج.
مطالبة على مواقع التواصل بوقف دعم قطر لإرهاب أردوغان
أردوغان يلجأ إلى القضية الفلسطينية للتغطية على انتهاكاته في ليبيا
التوافق الإماراتي مع تونس والجزائر يثير غضب أنقرة
حملة تركية قطرية ممنهجة لمواجهة فضيحة المرتزقة بتلفيق التهم للإمارات

أبوظبي - استنكر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش السياسة "المتدنية" التي يستخدمها المسؤولون الأتراك تجاه دول الخليج وقادتهم، بهدف التغطية على تدخل بلادهم السافر والخطير في الشؤون الخارجية للدول العربية التي أصبحت أسلوب السياسة التركية الحالية بامتياز.

وقال قرقاش في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر اليوم الأحد إن "اللغة السياسية المتدنية للمسؤولين الأتراك، والتي أصبحت سمة من سمات خطابهم تجاه دول الخليج العربي وقادته، مؤسفة".

وأكد أن تلك "المفردات تسعى للتغطية على واقع لا يمكن تغطيته ألا وهو أن أنقرة هي التي تتدخل في الشأن العربي وتعيد إنتاج أوهام إستعمارية ولى زمنها"، في إشارة للتدخل العسكري التركي مؤخرا في ليبيا وقبلها في سوريا رغم الإدانات الدولية والعربية.

وتقود حكومة العدالة والتنمية في تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، حملات ممنهجة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للتغطية على نشر الفوضى في ليبيا بعد فضيحة إرسالها للمقاتلين السوريين إلى ليبيا عبر رحلات سرية تم تنسيقها من مطار إسطنبول نحو طرابلس، حيث مقر حكومة الوفاق التي يهيمن عليها الإسلاميون وتدعمها أنقرة سياسيا وعسكريا إلى جانب ميليشياتها.

وتزايدت الاتهامات لأردوغان بسبب تدخلاته الخطيرة في ليبيا في الأسابيع الماضية، كان آخرها تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء الماضي، حيث انتقد تناقض سلوك تركيا المثير للقلق في ليبيا مع ما التزم به الرئيس التركي في مؤتمر برلين.

وأكد ماكرون إرسال تركيا لسفن حربية إلى طرابلس واتهم أنقرة بانتهاك سيادة ليبيا وتعريض أمن أوروبا وغرب أفريقيا للخطر.

وقال ماكرون "شاهدنا في الأيام الأخيرة وصول سفن حربية تركية برفقة مرتزقة سوريين إلى الأراضي الليبية. هذا انتهاك واضح وخطير لما تم الاتفاق عليه في برلين. إنه إخلاف للوعد".

وجاءت اتهامات ماكرون لأردوغان بعد أن أفادت مصادر إعلامية أن تركيا بدأت إنزال جنودها ومرتزقة الأربعاء لدعم ميليشيات الوفاق لصد قوات الجيش الوطني الليبي التي تسعى إلى اقتحام طرابلس وتحريرها.

وسبق وان وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان وصول المرتزقة إلى ليبيا محذرا من التحركات المشبوهة التي تقوم بها تركيا في الشمال السوري، حيث فتحت منذ مدة مكاتب لتسجيل المقاتلين الراغبين في الذهاب للقتال في ليبيا وتقديم مغريات مادية لهم.

وقال المرصد أمس السبت إنه يواصل مواكبة ورصد ومتابعة عملية نقل تركيا للمرتزقة إذ "ارتفع عدد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن إلى نحو 2900 مرتزق، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1800 مجند، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير سواء في عفرين أو مناطق “درع الفرات” ومنطقة شمال شرق سوريا".

وأشار إلى أن والمتطوعين هم من فصائل "لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وفيلق الشام وسليمان شاه ولواء السمرقند".

أردوغان يضغط منذ فترة في اتجاه فرض هدنة دائمة تثبّت الوضع الحالي وتمنع سيطرة الجيش على طرابلس حتى يضمن بقاء الإسلاميين في السلطة

وللتغطية على تلك الانتهاكات الخطيرة والموثقة اتجه أردوغان إلى شن هجوم على قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في أكثر من مناسبة، فيما اتجه مستشاره ياسين أقطاي إلى اتهام الإمارات بإرسال الشباب السودانيين إلى القتال في ليبيا.

وقال أقطاي في تغريدة على تويتر إن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد "تبين" أنه "خدع الشباب السوداني بوعد بالعمل في الإمارات العربية المتحدة وقادهم إلى الحرب في ليبيا".

وأثارت تغريدة أقطاي موجة غضب وسخرية واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتب مغرد على تويتر "لن نسمح لقطر أن تساعد تركيا وتقوم بإنشاء خط جوي خاص يربط بين الدوحة والخرطوم ثم يحملون إرهابهم ويهربونه من خلاله عبر الحدود إلى الميليشيات في ليبيا فنحن نقف لهم بالمرصاد وسنكون مثل بقية الدول التي لم تسمح لهم بذلك".

ويركز الإعلام التركي والقطري منذ أيام على تضخيم وقفة احتجاجية لعشرات الأشخاص الذين لا يستبعد مراقبون أن يكونوا مأجورين أمام سفارة الإمارات في السودان ادعوا أنهم أولياء مقاتلين أرسلتهم شركة أمنية إماراتية للقتال في ليبيا بعدما أوهمتهم بأن مكان العمل في الإمارات.

ونفت شركة “بلاك شيلد” الإماراتية، في بيان تلك الاتهامات وقالت إنها شركة حراسات أمنية خاصة. كما نفت كافة الادعاءات المتعلقة بخداع العاملين لديها بخصوص طبيعة العمل أو نظامه أو موقعه أو العاملين لديها.

وأطلق نشطاء سودانيون هاشتاغ #قطر_تدعم_ارهاب_اردوغان للتنديد بالمساعدة القطرية التي تقوم بها الدوحة للتغطية على الانتهاكات التركية في ليبيا.

وغرد ناشط "قطر وتركيا يحاولون بكل الطرق الاستيلاء على ليبيا وأخذ ثرواتها عن طريق تدعيم ميشليات المسلحة والمرتزقة لذلك سوف تقوم شركة بدر للطيران بتدشين خط جوى إرهابى الخرطوم-الدوحة للوصول لأهدافهم لتهريب الأسلحة إلى ليبيا".

ن
نجاح الدبلوماسية الإماراتية يثير حفيظة أردوغان

وكان لافتا توجيه تركيا في الأسابيع الأخيرة سهامها نحو الإمارات للخداع والتغطية على حقيقة تورطها الخطير في الصراع الليبي، حيث لم تجد وسلية للدفاع عن جرائمها بحق الليبيين بإرسال مرتزقة سوريين للقتال مع ميليشيات حكومة الوفاق في طرابلس التي أغرقتها بالسلاح منذ سنوات، سوى الهجوم على دول خليجية عبر حملة إعلامية منسقة تلفق من خلالها التهم لكل من يفضح توجهاتها في المنطقة.

كما عمد قياديون في ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق للترويج على فيسبوك إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يرسل مرتزقة للقتال إلى جانب الجيش الليبي ما أثار سخرية عارمة بين النشطاء.

وتساءل ناشط على تويتر "كيف للنظام التركي وبكل وقاحة أن يقتحم دولةً عربية بدعم الإرهاب وتمويل مرتزقة وفق زعمه، فيما بلاده تقوم بذلك في كل من سوريا وليبيا؟ أليست أنقرة هي من ترسل مقاتلي المعارضة السورية إلى طرابلس؟ أليست أنقرة من جلبت كل مرتزقة العالم الإسلامي عرباً وعجماً للقتال في سوريا؟ فكيف تتهم أنقرة الإمارات بما هي تفعله علناً؟".

وزاد الحقد التركي ضد الإمارات بعد أن نجحت الأخيرة في الاتفاق مع دول جوار ليبيا على السعي لإيجاد حل ليبي-ليبي لإنهاء الصراع ورفض التدخل الخارجي.

وقطعت الزيارة الناجحة التي قام بها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى الجزائر وتونس، الطريق أمام الطموحات التوسعية في منطقة شمال إفريقيا والبحر المتوسط للرئيس التركي الذي فشل سابقا في استمالة جارتي ليبيا لدعم حكومة الوفاق وميليشياتها.

وكانت تلك الزيارة بمثابة جرس الإنذار الذي جعل المسؤولين الأتراك يستنفرون ويصعدون عدائهم للإمارات التي أولت اهتماما مع مصر والسعودية أيضا بالتطورات المتسارعة في الجزء الغربي من المنطقة العربية، حيث كان الموقف العربي الموحد الرافض للتدخل التركي في منطقة شمال أفريقيا وتحييدها عن الصراعات الإقليمية المتصاعدة، مستفزا لتركيا.

ولللهروب من الاتهامات الخطيرة التي يواجهها بسبب تدخله في الدول العربية، وجد أردوغان في القضية الفلسطينية ملاذا لانتقاد مواقف الدول الإسلامية وخاصة السعودية موجها لها اتهامات حيال "صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ورغم أن تركيا هي أول دولة ذات أغلبية إسلامية تعترف بإسرائيل كوطن قومي لليهود على حساب الفلسطينيين، منذ بداية علاقتهما الثنائية الرسمية في عام 1949، إلا أن أردوغان لا يتردد في المتاجرة بالقضية الفلسطينية بكلمات رنانة دأب عليها في كل مناسبة.

وقال الجمعة "أحزن عند النظر إلى مواقف الدول الإسلامية، وعلى رأسها السعودية، حيث لم يصدر منها أي تصريح (رافض لصفقة القرن)، فمتى سنسمع صوتكم؟".

وشن نشطاء خليجيون حملة شرسة على تويتر ضد أردوغان مذكرين إياه بالمواقف السعودية "المشرفة" للقضية الفلسطينية على عكس ما يقوم به من "متاجرة يسعى من خلالها على تغطية جرائمه في حق السوريين والليبيين".

وتسائل مغرد "بماذا رد أردوغان على شارون قبل أعوام في زيارته لإسرائيل عندما قال له الأخير: " أهلاً بك في القدس عاصمة إسرائيل؟".