الخطوط البريطانية تسجل خسائر للمرة الاولى منذ خصخصتها

لندن - من فريدريك بري
المستقبل ما زال غير واضح بالنسبة للشركة العريقة

سجلت شركة بريتيش ايروايز، شركة الطيران الاولى في اوروبا، خسائر خلال السنة المالية 2001/2002، وذلك للمرة الاولى منذ انتقالها الى القطاع الخاص عام 1987، بسبب انعكاسات هجمات 11 ايلول/سبتمبر والانكماش الاقتصادي ومنافسة الشركات التي تنظم رحلات باسعار مخفضة.
وبلغت خسائر شركة الطيران البريطانية قبل اقتطاع الضرائب 200 مليون جنيه استرليني (322.6 مليون يورو) للسنة المالية 2001/2002 (المنتهية في 31 اذار/مارس) مقابل ارباح بقيمة 150 مليون جنيه استرليني (242 مليون يورو) خلال السنة المالية السابقة، بحسب ما اعلنت الشركة الاثنين.
وكانت الشركة تمكنت حتى بعد حرب الخليج من الابقاء على توازن في حساباتها.
وغالبا ما رددت الشركة البريطانية خلال الاشهر الماضية انها تخسر مليون جنيه استرليني في اليوم، واحدث الاعلان الاثنين عن حجم خسائرها مفاجأة سارة في الاسواق التي توقعت في الحقيقية ان تبلغ الخسائر 400 مليون جنيه (645 مليون يورو).
وارتفع سعر سهم الشركة في بورصة لندن 0.85% ليبلغ 2.375 جنيه استرليني.
واوضحت الشركة ان هذه النتائج "تعكس التراجع الكبير في العائدات الواردة من الركاب والشحن بسبب هجمات 11 ايلول/سبتمبر وتباطؤ الاقتصاد العالمي وتفشي الحمى القلاعية" التي اثرت على عدد السياح القادمين الى بريطانيا.
وطبقت الشركة ازاء هذه الازمة برنامجا صارما لخفض النفقات، ينص بصورة خاصة على الغاء 13500 وظيفة بحلول اذار/مارس 2004 من اصل عدد اجمالي من الموظفين يصل الى 56700 موظف.
كما اعيد النظر في مجمل الرحلات القصيرة والمتوسطة بشكل يسمح بمواجهة منافسة الشركات التي تقدم رحلات باسعار مخفضة مثل ايزيجيت وراينير.
واتاح هذا البرنامج الذي كشفت خطوطه العريضة في شباط/فبراير خفض النفقات بنسبة 5.9% خلال السنة المالية الماضية و12.1% خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة منها.
واعلن المدير العام رود ادينغتون "اضطررنا هذه السنة الى اتخاذ سلسلة من القرارات الصعبة لحماية شركة بريتيش ايروايز على المدى الطويل".
وتابع خلال مؤتمر صحافي ان هذه القرارات "تضمنت تضحيات واوقات صعبة بالنسبة الى موظفينا"، مشيرا الى انه لا يتوقع الغاء المزيد من الوظائف.
واعرب عن "عزمه" على التوصل الى "مستوى مقبول من المردودية"، لكنه رفض تحديد اي جدول زمني لتحقيق هذا الهدف. واوضح انه "من الصعب جدا توقع التطور في المردود هذه السنة" لان المخاوف المرتبطة بالتهديدات الارهابية "لا تزال قائمة".
واوضح ان عدد ركاب شركة بريتيش ايروايز زاد لبعض الرحلات فوق الاطلسي، بعد ان تاثرت هذه الرحلات الى حد بعيد من جراء ازمة المواصلات الجوية. وتعتبر هذه الرحلات اساسية للشركة التي تجني منها القسم الاكبر من ارباحها.
وتوقع المدير العام للشركة ان تسجل الرحلات القصيرة والمتوسطة توازنا بين النفقات والايرادات بحلول العام 2004.
واعتبر جوناثان ووبر المحلل في مصرف "دويتشي بنك"، وهو من اكبر المصارف الالمانية والاوروبية، ان النتائج "تفوق توقعات السوق"، معتبرا ان "بريتيش ايروايز قامت بعمل جيد في مجال خفض النفقات".
لكنه اضاف ان "الافاق لا تزال غامضة جدا ولا اعتقد ان هذا سيشكل خطة تنمية تجارية مستديمة ان لم يسجل نمو" في مبيعات الشركة.
وقد تراجع رقم الاعمال بنسبة 10% الى 8.34 مليار جنيه استرليني (13.45 مليار يورو) خلال السنة المالية 2001/2002.