الدبيبة يُحرّض الليبيين على رفض الضريبة على العملات الأجنبية

رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها يقول إن قرار الضريبة على العملات الأجنبية "يسرق" من 26 في المئة من مدخرات الليبيين.

طرابلس - دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، الليبيين إلى رفض قرار فرض ضريبة على سعر العملات الأجنبية الذي اتخذه مجلس النواب في طبرق بناء على طلب من محافظ البنك المركزي الصديق الكبير، في أحدث فصل من فصول الشدّ والجذب بين السلطة في غرب ليبيا ونظيرتها في الشرق وفي أوضح إشارة على تفكك تحالفه مع الكبير الذي سبق ووجه له انتقادات حادة وأسئلة انطوت على اتهامات بتبديد المال العام من خلال النفقات الضخمة وأخرى حول وعوده (الدبيبة) بزيادة المرتبات ومعالجة أزمة انهيار الدينار. 

وقال الدبيبة "إن قرار فرض ضريبة على سعر صرف العملات الأجنبية يسرق نحو 26 بالمئة من مدخرات الليبيين الكادحين ومرتباتهم، ويجب رفضه من الجميع"، في ما تبدو محاولة لتأليب الليبيين على السلطة التشريعية وعلى محافظ البنك المركزي.

ويواجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية ضغوطا شديدة للتنحي عن السلطة لاتاحة الفرصة لتشكيل حكومة وطنية وفق ما خلص إليه الاجتماع الثلاثي الأخير في القاهرة بمشاركة رئيسي مجلس النواب عقيلة صالح والأعلى للدولة الليبية محمد تكالة والمجلس الرئاسي محمد المنفي.

وفي العاشر من مارس عُقدت جلسة حوار ثلاثي تحت مظلة جامعة الدول العربية بدعوة من أمين عام الجامعة أحمد أبوالغيط بهدف تقريب وجهات النظر وحل النقاط الخلافية المتعلقة بكيفية التوصل إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية توافقية.

خلص الاجتماع إلى الاتفاق على "ضرورة تشكيل حكومة موحدة" تقود البلاد إلى انتخابات رئاسية وتشريعية. كما تم الاتفاق على تغيير قادة المناصب السيادية وتشكيل لجنة مشتركة لإعداد القوانين ومراجعة القوانين الأخيرة الصادرة عن البرلمان وخلق توافق أكبر عليها.

وحاول الدبيبة في كلمة له خلال افتتاح فعاليات موسم مصراتة الرمضاني الأول، عكس الهجوم على خصومه بالتأكيد على  أنه "حان وقت محاسبة من بذروا أموال الشعب وعلى الليبيين محاسبتهم"، مضيفا أنه "مستعد للمحاسبة أمام الشعب وهو القادر على محاسبة الجميع"، في ما يبدو ردا على اتهامه بتبديد المال العام.

وقال وفق ما نقلت عنه السبت مواقع إخبارية الليبية، إن "الشعب الليبي يعيش اليوم أجواء الحرية والديمقراطية"، مضيفا أنه بإمكان المواطن الليبي أن ينتقد أي أحد في أي ميدان.

وعلى خلاف العادة في الكلمات الرسمية والشعبية، عبر عن رفضه رفع صور لأشخاص في الميادين، مطالبا "برفع علم ليبيا والشهداء والأبطال".

وهاجم الدبيبة منتقديه وخصومه السياسيين بالقول إن "هناك من يسعى لإعادة الماضي الأسود الذي بنوه"، معبرا عن استعداده للتضحية "لمنع ذلك ولإرساء الاستقرار في ليبيا". وقال، إن "هؤلاء حكموا 10 سنوات ما قدروش يديرو حتى لامبة ضي والآن يريدون أن يحكموا من جديد."

وجاءت تصريحات رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها بينما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي قرارات مزيفة منسوب للمجلس الأعلى للقضاء تبطل قرار فرض ضريبة على سعر صرف العملات الأجنبية. ونفى المجلس السبت، صحة تلك المعلومات وأنه لم يتخذ أي قرار ببطلان قرار فرض ضريبة على سعر صرف النقد الأجنبي.

وفي القرار الذي وصفه المجلس بالمزيف، ورد تحذير للمواطنين من القيام بتعهد بموافقة على دفع الضريبة وأن هذا التعهد سوف يسقط الحكم القانوني أمام القضاء".

وكان عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي قد اصدر في 15 مارس/اذار قرارا بـ"فرض رسم على سعر الصرف الرسمي للعملات الأجنبية بقيمة 27 في المئة لكل الأغراض حتى نهاية العام 2024". كما وجه مصرف ليبيا المركزي المصارف بتنفيذ القرار.