الدعم السريع تحذر جهاز الشرطة من الانضمام للجيش

قوات الدعم السريع تؤكد انضمام قوة من شرطة الاحتياطي المركزي الى الجيش لشن هجوم على مواقعها في الخرطوم في خضم استمرار انتهاك الهدنة.
الدعم السريع تؤكد انها ستعتبر جهاز الشرطة جهازا عدوا في حال انضم للجيش
الخرطوم تشهد ضربات جوية واشتباكات مستمرة

الخرطوم - حذرت قوات الدعم السريع في السودان من محاولات الجيش السوداني التصعيد وشن هجوم واسع في الخرطوم عبر ضم قوات من احتياط الشرطة رغم التفاهمات بشان تمديد هدنة يوم الخميس لمدة 72 ساعة.
وأشارت القوات في بيان السبت ان "قوة من شرطة الاحتياطي المركزي انضمت اليوم السبت، إلى قوات الانقلابيين في منطقة الشجرة في الخرطوم وتستعد الآن إلى الهجوم على مناطق تمركز قواتنا".
وحذرت الدعم السريع "بشدة جميع قيادات قوات الشرطة من الانخراط في المعارك الدائرة الآن وسحب جميع منسوبيها من المشاركة مع الانقلابيين مؤكدة بانها " تعلم بنوايا وترتيبات الانقلابيين وفلول النظام البائد المتطرف الذين يريدون توسيع دائرة الحرب لتمرير اجندتهم الخبيثة."
ودعت "الشرفاء من قوات الشرطة إلى عدم الانسياق وراء دعوات الفلول والزج بمنسوبيهم في معركة هم ليسوا طرفًا فيها وتعريض منسوبيهم للخطر مشددة على ان "الشرطة جهاز مدني قومي يجب ألا ينحاز لأي طرف دون الأخر
وقالت "انها تطلق هذا التحذير لجميع قوات الشرطة وقياداتها بعدم التدخل حتى لا نضطر إلى التعامل معها كعدو".

وشهدت الخرطوم غارات جوية وإطلاق نار السبت فيما تواصل إجلاء آلاف الأجانب من السودان مع دخول المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعها الثالث رغم الهدنة المعلنة والجهود الدولية لوقف القتال.
وغرق السودان في الفوضى منذ افجر في منتصف نيسان/ابريل الصراع الدامي على السلطة بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقّب "حميدتي".
وأوقعت الحرب ما لا يقل عن 512 قتيلا و4193 جريحا، وفق الأرقام الرسمية لكن يرجح أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك.
ونزح حوالى 75 ألف شخص الى الدول المجاورة مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما تنظم دول أجنبية عمليات إجلاء واسعة.
في هذا السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لاستمرار القتال فيما "ينهار البلد"، حسب ما قال في تصريح لقناة "العربية" الإخبارية السعودية.
ويتبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاك الهدنة التي تم تمديدها لمدة ثلاثة أيام بوساطة دولية، وتنتهي الأحد في منتصف الليل 
ويعاني السكان الذين يحاولون الفرار أو يقبعون في منازلهم، أزمات شاملة مع انقطاع المياه والكهرباء ونقص الغذاء.
وقال أحد سكان جنوب الخرطوم "استيقظنا من جديد على أصوات الطائرات الحربية ومضادات الطائرات في كل الحي".
وأكد شاهد آخر أن المعارك مستمرة منذ الفجر خصوصا حول مقر القناة التلفزيونية العامة في ضاحية أم درمان بشمال الخرطوم.
وأعلنت نقابة الأطباء السودانيين أن 70% من المرافق الصحيّة في المناطق القريبة من مواقع القتال باتت خارج الخدمة والعديد منها طاوله للقصف.
وتتواصل عمليات الإجلاء، ووصلت السبت سفينة تقل نحو 1900 شخص من جنسيات مختلفة إلى جدة في غرب المملكة العربية السعودية. وأعلنت السعودية أنه تم في الإجمال إجلاء نحو 4879 من مواطنيها ومواطني 96 دولة أخرى عبر المملكة.
ومهرداد مالك زاده (28 عامًا) الذي نشأ في السودان كان من أوائل الإيرانيين الذين تم إجلاؤهم السبت. وفي جدة وصف القصف والانفجارات اليومية في الخرطوم، قائلا "لم نتخيل أبدا أن الوضع سيصبح متوترا جدا".
نهب وتدمير وحرائق

عمليات الاجلاء لا تزال متواصلة في السودان
عمليات الاجلاء لا تزال متواصلة في السودان

ويتوقع برنامج الأغذية العالمي أن يواجه ملايين الأشخاص الإضافيين الجوع في أحد أفقر بلدان العالم حيث كان قرابة ثلث السودانيين البالغ عددهم 45 مليونا يحتاجون الى مساعدات غذائية قبل اندلاع الحرب.
وفي غرب دارفور، قتل 96 شخصا على الأقل منذ الاثنين في مدينة الجنينة، بحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان التي وصفت الوضع بأنه "خطير".
وتتزايد أعمال النهب والتدمير وإضرام الحرائق بما في ذلك داخل مخيمات النازحين، بحسب منظمة أطباء بلا حدود التي اضطرت الى "وقف كل أعمالها تقريبا في غرب دارفور" بسبب العنف، بحسب ما قال نائب مدير المنظمة في السودان سيلفان بيرون.
وحذّر بيرون في بيان من أن منظمته "قلقة جدا من تأثير أعمال العنف على الذين سبق أن عانوا موجات من العنف".
وشهد إقليم دارفور حربا دامية بدأت في العام 2003 بين نظام البشير ومتمردين ينتمون الى أقليات إثنية ما أسفر عن مقتل 300 الف شخص ونزوح 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.