'الدعم السريع' تُوسع ضرباتها بقصف قاعدة بحرية في بورتسودان

مسيّرات قوات الدعم السريع تستهدف قاعدة فلامنغو البحرية، فيما يهدف التكتيك الجديد إلى قطع الإمدادات على الجيش السوداني.

الخرطوم - نفذت قوات الدعم السريع اليوم الأربعاء هجوما بمسيّرات استهدف قاعدة فلامنغو في بورتسودان، أكبر قاعدة بحرية في السودان، على ما أكده مصدر عسكري، في اليوم الرابع من الهجمات ضدّ المدينة التي تضمّ المقرّ المؤقت للحكومة الموالية للجيش.

وتعكس الضربات المكثفة تغييرا في تكتيكات قوات الدعم السريع، ضمن مساعيها لترميم خسائرها إثر فقدانها السيطرة على عدد من المقار الحيوية في العاصمة نتيجة الدعم العسكرية الذي حصلت عليه قوات البرهان ولعب دورا بارز في ترجيح كفة الصراع لفائدتها خلال المعارك الأخيرة.

ويتوقع مراقبون أن تؤدي الهجمات المباغتة التي تنفذها الدعم السريع على بورتسودان إلى قطع الإمدادات بالسلاح على الجيش السوداني، فيما يشير هذا التطور إلى أن الحرب تنفتح على المزيد من التصعيد.

وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي" قد أكد بعد استعادة الجيش السيطرة على العاصمة، أن الحرب لم تنته بعد، متوعدا برد قاس ومؤلم.

وعززت هذه القوات خلال الآونة الأخيرة مكاسبها الميدانية بالسيطرة على مدن ذات أهمية استراتيجية مثل النهود في غرب كردفان، ما يمكنها من تطويق أو عزل ما تبقى من معاقل الجيش السوداني في المنطقة.

وبورتسودان التي تمرّ عبرها المساعدات الإنسانية والتي تضمّ وكالات الأمم المتحدة ونزح إليها آلاف المهجّرين السودانيين، ظلّت نسبيا بمنأى من الحرب. وهي تحتضن المقر المؤقت للحكومة التي جعلتها العاصمة المؤقتة في أعقاب اندلاع الحرب، لكنّ المدينة تتعرّض بصورة يومية منذ الأحد لهجمات بطائرات مسيرة.

ومنذ أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان صراعا داميا بين قائد الجيش الجنرال عبدالفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب عام 2021، ونائبه السابق الجنرال محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع.

وقال المصدر العسكري طالبا عدم نشر اسمه إن "مسيّرات هاجمت قاعدة فلامنغو البحرية والمضادّات الأرضية تتصدّى لها"، فيما أفاد شهود بسماع دوي مضادّات أرضية وانفجارات متتالية مصدرها شمال مدينة بورتسودان حيث القاعدة البحرية.

ويوم أمس، طالت ضربات نسبها الجيش إلى قوات الدعم السريع مطار بورتسودان، وهو آخر المطارات قيد الخدمة للنقل المدني في البلد وقاعدة عسكرية ومحطة كهرباء ومستودعات وقود.

وألحقت هذه الضربات أضرارا ببنى تحتية إستراتيجية في بورتسودان التي تضم أكبر ميناء في البلد الواقع في الشرق الإفريقي.

وعلى بعد نحو 600 كيلومتر إلى الجنوب استهدفت ثلاث مسيّرات منشآت للمطار في مدينة كسلا المحسوبة على الجيش بالقرب من الحدود من اريتريا، وفق مصدر أمني.

وأوقعت الحرب في السودان عشرات الآلاف من القتلى وأدّت لتهجير 13 مليون شخص وتسبّبت بـ"أسوأ كارثة إنسانية" في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

ولم تعلّق قوات الدعم السريع على الهجمات التي طالت بورتسودان هذا الأسبوع على بعد حوالي 650 كيلومترا من أقرب موقع لها على تخوم العاصمة الخرطوم.

وتصل إلى بورتسودان الغالبية العظمى من المساعدات الإنسانية إلى السودان الذي أعلنت المجاعة في بعض أجزائه ويعاني نحو 25 مليونا من سكانه من انعدام الأمن الغذائي الشديد.

وتزداد المخاوف من أن يتسببّ قصف المدينة في توقّف تدفّق المساعدات الإنسانية. وأعرب توم فليتشر، المسؤول عن الشؤون الإنسانية وتنسيق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة، عن "بالغ القلق إزاء الضربات بالمسيّرات في بورتسودان، محور عملياتنا الإنسانية وبوابة دخول أساسية للمساعدات".

وتعتبر الأمم المتحدة المدينة بمثابة "رابط حيوي للعمليات الإنسانية"، فيما حذّرت الوكالة الأممية من معاناة جديدة في خضمّ ما هو أصلا أكبر أزمة إنسانية في العالم.

ومنذ خسارة الدعم السريع مواقع عسكرية في الخرطوم ووسط السودان، زاد اعتمادها على الطائرات المسيّرة والمدافع البعيدة المدى.

ويقضي الهدف من هذه الإستراتيجية بقطع إمدادات الجيش، بحسب خبراء. وقسّمت الحرب السودان بين مناطق في الوسط والشمال والشرق يسيطر عليها الجيش وأخرى في الجنوب تحت قبضة قوات الدعم السريع التي تسيطر على منطقة دارفور (الغرب) بالكامل تقريبا.