الدعم السريع مستعدة لأي تفاهم ينهي مأساة السودانيين

الجيش السوداني يرفض جميع الوساطات لتنفيذ هدنة في رمضان مستغلا التقدم الذي أحرزه خلال الأيام الأخيرة رغم إدراكه أنها لا تحسم المعركة.

الخرطوم – أكدت قوات الدعم السريع في السودان إنها مستعدة للوصول لأي تفاهمات من شأنها إنقاذ حياة السودانيين، بينما يصر الجيش السوداني على رفض جميع الوساطات لتنفيذ هدنة في رمضان مستغلا التقدم الذي أحرزه خلال الأيام الأخيرة رغم إدراكه بصعوبة الحل العسكري.

ولم تفلح حتى الآن الجهود الدبلوماسية في تحقيق أي اختراق يوقف الحرب، ويرى متابعون أن الإشكال الرئيسي هو أن الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، يرفض أي تفاوض وفي حال موافقته عليها يضع شروطا غير قابلة للتنفيذ.

وذكرت قوات الدعم السريع أنها أصدرت تعليمات لعناصرها بعدم إعاقة وصول المساعدات لمناطق سيطرتها وحماية العاملين بالمجال الإنساني. وقالت قوات الدعم السريع في بيان "تشدد قيادة قوات الدعم السريع على عدم إعاقة حركة المساعدات الإنسانية، وتوفير الحماية لفرق المنظمات العاملة والمتطوعين في الحقل الإنساني، وتؤكد على أنها لن تتسامح مع أي جهة تعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها".

كما أكدت على استعدادها "للوصول لأي تفاهمات تمكن من إنقاذ حياة المواطنين كأولوية قصوى، فضلا عن احترام المواثيق والمعاهدات الدولية المنظمة للعمل الإنساني".

وشدد البيان على أن الدعم السريع تحث المجتمع الدولي والمنظمات على الإيفاء بتعهداتها في تقديم الدعم العاجل لمئات الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن بعد أن أصبحوا على "حافة الكارثة".

وفي بداية مارس، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الحرب الدائرة في السودان "قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم" في بلد يشهد أساسا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي. فيما قالت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية الدولية الأربعاء، إن نحو 220 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد وأكثر من سبعة آلاف أُم جديدة في السودان قد يمتن جوعاً في الأشهر المقبلة ما لم يتوفر مزيد من التمويل للإغاثة الإنسانية.

وتعرقلت جهود الإغاثة كثيراً بسبب منع الجيش وصول ونهب إمدادات المساعدات. وأدى القتال إلى انهيار سلسلة التوريد داخل السودان للأغذية المستخدمة في علاج الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد، وفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة.

كما يحاول الجيش ووزارة الخارجية السودانية، عرقلة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي غير الملزم بإيقاف العمليات القتالية خلال شهر رمضان بوضع اشتراطات مبنية على إعلان جدة الموقع في 11 مايو/ الماضي.  بينما تقوم القاهرة بدعم مساعي تنسيقة القوى المدنية الديمقراطية "تقدم"، وتبحث عن مقاربات، لحل الأزمة السودانية وفق منظورها، فيما اقترح رئيسها عبد الله حمدوك، أن تستضيف مصر لقاءً بين الجنرالين المتحاربين في السودان.

وتضم “تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية”، أحزابا ومنظمات مدنية أبرزها؛ قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)، وتكونت التنسيقية بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، على أمل توحيد المدنيين بهدف الضغط لإنهاء الأزمة.

ومع الدعاية المكثفة للجيش السوداني حول المعارك، أكد مستشار قوات الدعم السريع في السودان، مصطفى محمد إبراهيم على المزاعم التي تتحدث بأن “انسحاب قوات الدعم من مبنى الإذاعة والتلفزيون، جاء بترتيبات من القيادة”، واصفا الاتهامات التي وجهت لهم بتحويل مباني الإذاعة والتلفزيون إلى معتقلات بـ”المزاعم غير الصحيحة”.

ونقل موقع “أخبار السودان” عن إبراهيم قوله إن “معتقلات الدعم السريع معروفة وحتى الجيش السوداني يعرفها جيدا”، مؤكدا أن مباني الإذاعة أصلا غير مهيأة لكي تكون معتقلات أو سجون”.

وقلل إبراهيم من أهمية سيطرة الجيش السوداني، على مبنى الإذاعة والتلفزيون، وأوضح أنه “بسبب التزام قائد الدعم السريع أمام المجتمع الدولي باستمرار الهدنة، سحب هذه القوة حتى لا تقع معارك مع الجيش لكي يُنسب لنا أننا خرقنا الهدنة، لذلك لم تجد قوات الجيش عندما دخلت الإذاعة أي فرد من قوات الدعم السريع”.

وتتواصل منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة في السودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.