الدول العربية تدعو لضبط النفس بعد هجوم إيران خوفا من التداعيات

السعودية وقطر وسلطنة عمان والكويت اضافة لمصر والأردن ولبنان والعراق تعتقد أن التصعيد بين إسرائيل وإيران سيكون تهديدا كبيرا لأمنها القومي على المدى القريب.
سوريا تؤكد أن إيران مارست حقها في الدفاع عن نفسها في الهجوم على إسرائيل
ملك الأردن ورئيس الإمارات يؤكدان أهمية التنسيق العربي بعد الهجوم الايراني

القاهرة - دعت دول عربية الأحد إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف التصعيد وتجنيب المنطقة مخاطر الحروب، إثر الرد العسكري الإيراني على إسرائيل حيث تخشى دول عربية وخليجية من تداعيات توسع النزاع.
جاء ذلك في بيانات صادرة من السعودية وقطر وسلطنة عمان والكويت، إلى جانب مصر والأردن ولبنان والعراق، عقب رد إيران العسكري، مساء السبت، على مهاجمة إسرائيل مطلع أبريل/نيسان الجاري، مقر بعثتها الدبلوماسية بالعاصمة السورية دمشق.
ودعت السعودية في بيان للخارجية، "الأطراف كافة للتحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب".
وأكدت على "موقف المملكة الداعي لضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، لاسيما في هذه المنطقة وللحيلولة دون تفاقم الأزمة التي سيكون لها عواقب وخيمة في حال توسع رقعتها".

كما دعت قطر، في بيان للخارجية، "جميع الأطراف المعنية إلى وقف التصعيد وممارسة أقصى درجات ضبط النفس" مطالبة "المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لنزع فتيل التوتر وخفض التصعيد في المنطقة".
بدورها، أكدت سلطنة عمان، في بيان للخارجية، أهمية ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب، مؤكدة ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين.
وشددت على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة وفتح ممرات المساعدات الإنسانية والإغاثية لكافة مناطق القطاع دون عوائق.
كما دعت الكويت في بيان للخارجية، إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر التصعيد مؤكدة"أهمية اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين وتفادي الحروب".
من جهتها طالبت مصر، في بيان للخارجية بـ"ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر".
وأكدت مصر على أنها على "تواصل مستمر مع جميع الأطراف المعنية لمحاولة احتواء الموقف ووقف التصعيد، وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار".

ودعت الحكومة الأردنية في بيان إلى "ضبط النفس والتعامل بانضباط ومسؤولية مع تزايد التوترات التي تمر بها المنطقة وعدم الانجرار نحو أي تصعيد ستكون له مآلات خطيرة".

وأكد ملك الاردن عبدالله الثاني ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد ال نهيان الأحد، على أهمية تنسيق الجهود العربية في ظل التطورات التي يشهدها الإقليم وذلك خلال اتصال هاتفي.
ولم يذكر بيان نشره الديوان الملكي الأردني ما إذا كان الزعيمان تطرقا خلال الاتصال الهاتفي للرد العسكري الإيراني، لكنه قال إنهما أكدا على "أهمية مواصلة تنسيق الجهود العربية، خاصة في ظل التطورات التي يشهدها الإقليم".
وعلى مستوى المنظمات العربية، دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، في بيان "جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس، لمنع أي تصعيد إضافي يهدد استقرار المنطقة وسلامة شعوبها".
وشدد على "دور المجتمع الدولي في دعم جهود السلام والاستقرار لتفادي أية تداعيات قد تؤدي إلى المزيد من التصعيد"، وحث "جميع الأطراف المعنية على الالتزام بالحفاظ على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي".

في المقابل قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الأحد إن إيران مارست "حقها في الدفاع عن نفسها" في الهجوم على إسرائيل بالمسيرات والصواريخ ليل السبت الأحد.

وجاء في في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "إن ما قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو الرد المناسب وحق مشروع لها"، مستنكراً ما وصفه بـ "المواقف الغربية المتخاذلة وسكوتها عما يقوم به الكيان الصهيوني من مجازر وأفعال ضد الإنسانية".

وعلى مستوى التنظيمات العربية، اعتبرت حركة "حماس" "العملية العسكرية التي قامت بها إيران ضد الكيان الصهيوني المحتل (إسرائيل)، حقا طبيعيا وردا مستحقا على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال عددٍ من قادة الحرس الثوري فيها".

وأشادت جماعة حزب الله اللبنانية اليوم الأحد بالهجوم الإيراني على إسرائيل ووصفته بالقرار "الشجاع".
وجاء في بيان للجماعة المدعومة من إيران "مارست الجمهورية الإسلامية حقها الطبيعي والقانوني بالرغم من التهديد والتهويل والضغوط ونفذت وعهدها لصادق بشجاعة منقطعة النظير وحكمة كبيرة متعالية وتقدير رفيع للموقف على مستوى المنطقة".
وأعلن كل من لبنان والأردن والعراق، غلق المجال الجوي نظرا للتطورات عقب الرد الإيراني، فيما قررت مصر تعليق رحلاتها الجوية من وإلى تلك البلدان "نظرا للأحداث الإقليمية وإغلاق المجال الجوي بها، وذلك لحين إشعار آخر"، وفق بيان لشركة مصر للطيران (حكومية).
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة بمصر، عن "مصدر أمني مصري رفيع المستوى"، لم تذكر اسمه،، أن "الدفاعات الجوية المصرية في حالة تأهب قصوى".
كما أعلنت الخطوط الجوية الكويتية، في بيان، "تحويل مسار جميع الرحلات القادمة والمغادرة بعيداً عن مناطق التوتر، على أن يتم جدولة الرحلات وفقا لخط سيرها الجديد".
وأرجعت ذلك إلى "الحالة الأمنية التي تمر بها المنطقة، حرصا على سلامة مسافريها".
وصباح الأحد، أعلن لبنان والعراق والأردن، إعادة فتح الأجواء بعد "تخطى جميع المخاطر وإعادة تقييمها"، وفق بيانات رسمية لوزارة النقل اللبنانية، وهيئة تنظيم الطيران المدني الأردنية، وسلطة الطيران المدني العراقية.
والأحد أكد الجيش الإسرائيلي أن معظم الصواريخ الإيرانية التي انطلقت ليل السبت الأحد، تم اعتراضها، لكنه أقر في الوقت ذاته بسقوط عدد ضئيل من الصواريخ داخل الأراضي الإسرائيلية، لافتا أن ذلك تسبب في أضرار طفيفة بقاعدة عسكرية وحدوث إصابة خطيرة جنوبي إسرائيل.
فيما تحدث التلفزيون الإيراني الرسمي من جانبه عن أن نصف الصواريخ التي تم إطلاقها أصابت أهدافا إسرائيلية "بنجاح".
وفجر الأحد، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي في بيان، انتهاء الرد الإيراني، فيما فوض المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس، باتخاذ قرارات الرد على الهجوم الإيراني.
ويأتي الرد الإيراني، وهو الأول من نوعه الذي تنفذه طهران من أراضيها وليس عبر الحلفاء، انتقامًا بعد تعرض القسم القنصلي في السفارة الإيرانية بدمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري، لهجوم صاروخي إسرائيلي، أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال البارز محمد رضا زاهدي.
ولم تعترف إسرائيل رسميا باغتيال زاهدي، لكنها لم تنفِ مسؤوليتها عن الاغتيال أيضا.