
الروائي عبدالرحيم كمال يتبرأ من 'زلزال'
القاهرة - في خطوة غير مرتقبة ومفاجئة لعشاق الدراما الرمضانية المصرية وأعمال الممثل المشهور محمد رمضان، تبرأ السيناريست والروائي عبدالرحيم كمال من مسلسل "زلزال" الذي قام بكتابته.
ووواصل عبدالرحيم كمال تقديم دراما الصعيد وتألق في مسلسلات "الرحايا" مع نور الشريف، و"شيخ العرب همام" و"الخواجة عبدالقادر" و"دهشة" مع يحيى الفخراني، و"يونس ولد فضة" بطولة عمرو سعد.
و"زلزال" من تأليف عبدالرحيم كمال، إخراج إبراهيم فخر، إنتاج شركة سينرجى، وبطولة كوكبة من ألمع نجوم الفن المصري مثل محمد رمضان وحلا شيحة وماجد المصري ونسرين أمين ومني عبدالغني وحسام داغر وسلوى عثمان.
وبعد عرض عشر حلقات من "زلزال" لكل من محمد رمضان وحلا شيحة، سارع عبدالرحيم كمال إلى اللجوء الى نقابة المهن السينمائية من أجل الحفاظ على حقوقه المعنوية والأدبية.
وأكد عبدالرحيم أن المخرج تدخل بشكل سافر وغير قانوني في سيناريو العمل وقام بالتحوير والتغيير فيه وإضافة شخصيات واهية وغير مقنعة مما أضر بشكل ومضمون الموضوع الأصلي.
واتهم الكاتب مخرج العمل إبراهيم فخر بتجاوز كل أعراف المهنة، وتجاهله خمسة عشر حلقة مكتوبة ومسلمة للشركة المنتجة بعد الموافقة عليها من قبله واستبدالها بسيناريو من عنده دون الرجوع له.
وأشار أنه علم بأن التغييرات طالت القيم الأساسية المبني عليها للعمل، وأن صناعه قاموا بتغيير نهايته لتنتصر للبلطجة وانحلال الأخلاق.
وأعلن المؤلف عن أسفه للتعاون مع إبراهيم فخر لعدم التزامه بأخلاقيات المهنة، مؤكدا أن المسلسل لا ينتسب إليه بأي حال من الأحوال.
وأكد المؤلف انه يتواصل مع نقابة المهن السينمائية لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد المخرج، وإيقاف ما وصفه بالابتذال الفني.
ولم يكترث المخرج إبراهيم للاتهامات المنسوبة له، وقال في تصريحات صحافية "كلام لا يستحق الرد عليه"، مشيرا إلى أنه ينشغل حاليا بالتصوير وليس لديه وقت للرد على ذلك".
وأضاف أن كل المعلومات التي ذكرها الكاتب مغلوطة وعارية تماما عن الصحة.
وتدور أحداث المسلسل المصري الجديد حول رجل يشتري منزله بأقساط محددة المدة والقيمة، وحين يأتي موعد سداد القسط الأخير يطالب صاحب المنزل بتسجيل البيت باسمه والتنازل عن ملكيته، إلا أن البائع يُماطل إلى أن يقع "زلزال 1992" الذي يلقى فيه الشاري حتفه وينهار المنزل ويتحول الى انقاض وركام.
ويطالب الأبناء بنقل ملكية الأرض لهم، لكن البائع يرفض تسليمها لهم، ويدخلون في دوامة من المشاكل والقضايا الشائكة.
ويتشبث البائع بعدم التفويت في قطعة الأرض وفي الأثناء يدخل أحد أبناء الشاري القديم في علاقة عاطفية مع ابنته.
ووقع زلزال القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول 1992 بالقرب من دهشور.

واستمر الزلزال لمدة نصف دقيقة تقريباً وأصاب معظم بيوت شمال مصر القديمة بتصدعات وبعضها تهدم.
بلغت قوة الزلزال 5.8 درجة على مقياس ريختر ولكنه كان مدمرا بشكل غير عادي بالنسبة لحجمه، وقد تسبب في وفاة 545 شخصا وإصابة 6512 آخرين وشرد الآلاف.
ومسلسل "زلزال" هو التعاون الثالث بين رمضان والسيناريست عبدالرحيم كمال.
وتلعب الممثلة حلا شيحا الغائبة عن الساحة الفنية منذ سنوات طويلة دور البطولة في المسلسل، ويعتبر "زلزال" عملها الأول بعد تراجعها عن الاعتزال وخلعها الحجاب.
وحلا شيحا اعتزلت العمل الفني منذ العام 2006 بعد الانتهاء من تصوير فيلمها الأخير "كامل الأوصاف" مع المطرب الراحل عامر منيب، وأعلنت ارتداء الحجاب ومن بعده النقاب، وتفرغت لتقديم الدروس الدينية في كندا صحبة زوجها، ولكنها باغتت الجميع بقرارها خلع الحجاب والعودة إلى الأضواء، وأكدت أنها ستعود مع الدراما التلفزيونية أولاً، ثم تنتقي الأدوار المناسبة لها في عالم السينما.
وآخر أعمال محمد رمضان مسلسل "نسر الصعيد" الذي حقق نجاحاً لافتاً وشارك في بطولته درة وعائشة بن أحمد ووفاء عامر وسيد رجب ودينا وإخراج ياسر سامي.
ويتمتع محمد رمضان بشعبية كبيرة في الوطن العربي الا ان النخب المثقفة تتهمه بنشر ثقافة البلطجة وقانون الغاب في أعماله الفنية السينمائية والتلفزيونية.
ويحاول رمضان التنويع والتجديد في أدواره.
وجسد محمد رمضان في "نسر الصعيد" شخصية ضابط الشرطة زين القناوي الذي يعمل في الصعيد ويمتاز بالطيبة والشهامة، ويعيش صراعات عدة سواء في مجال عمله مع مجموعة من المجرمين والبلطجية وتجار السلاح والمخدرات، أو في محيط أسرته.
وأكد رمضان أن دوره في "نسر الصعيد" يختلف تماما عن دور الضابط الذي جسده في فيلم "شد أجزاء"، موضحا أنه يبرز من خلاله مجهود جهاز الشرطة الذي يبقى ساهرا ومضحيا بحياته من أجل تحقيق الأمن والأمان للمواطن المصري.
وتتعالى بعض الأصوات مطالبة بمقاطعة الأعمال الفنية التي تروج للفجور والبلطجة، في حين يرى البعض الاخر أنها تصور الواقع كما هو دون زيف أو تجميل.
وقالت الناقدة ماجدة موريس إن الدراما ليس من شأنها نقل الواقع الاجتماعي بشكل دقيق، ومهما حدث لن تتمكن من نقل الصورة الواقعية بأكملها، لا سيما أنها تتكون من شرائح مجتمعية متعددة، وكل منها تحمل سمات مختلفة عن الأخرى، مشيرة إلى أنه يقع على عاتق صناع الدراما تسليط الضوء على جزء بسيط مما يحدث في واقعنا اليومي.