السراج يراهن على المصالحة الوطنية للخروج من الأزمة

رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية يأمل أن تكون عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم بداية لعودة جميع النازحين والمهجّرين داخل البلاد وخارجها.
السراج يدعو جميع الليبيين إلى الخروج من الماضي
توقيع مدينتي تاورغاء ومصراتة الليبيتين على ميثاق صلح بينهما

طرابلس ـ قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، إنه لا مخرج للبلاد من الأزمة الراهنة إلا بمصالحة وطنية عمادها التسامح، وتضميد الجراح وجبر الضرر وتغليب مصلحة الوطن العليا.

جاء ذلك في بيان له الاثنين نشره مكتبه الإعلامي عبر صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك"، بعد ساعات من توقيع مدينتي تاورغاء و مصراتة الليبيتين (غرب)، مساء الأحد، على ميثاق صلح بينهما ينهي خصومة امتدت لسبعة أعوام، ويقضي بعودة أهالي تاورغاء المهجرين لمدينتهم التي نزحوا منها في 2011. ودعا السراج، الجميع إلى الخروج من الماضي والتطلع نحو المستقبل.

وأشار البيان، إلى أن السراج، يأمل في أن تكون عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم بداية لعودة جميع النازحين والمهجّرين داخل البلاد وخارجها إلى مدنهم وبيوتهم.

والأحد، أعلن وكيل ديوان بلدية مصراتة، أسامة بادي، ترحيب أهالي مدينته "بدخول أهالي تاروغاء، من النازحين إلى مدينتهم منذ اللحظة".

وكان من المقرر عودة آلاف من أهالي تاورغاء منذ بداية فبراير/شباط الماضي، إلى مدينتهم التي لا تبعد سوى 30 كلم شرق مدينة مصراتة (200 كلم شرق العاصمة طرابلس)، بعد 7 أعوام قضوها في مخيمات في مدن متفرقة غربي وشرقي البلاد، غير أن ممثلين مدنيين وعسكريين من مصراتة عارضوا عودتهم.

وعقب انتصار الثورة التي أنهت نظام معمر القذافي في 2011، تم تهجير أهالي تاورغاء بالكامل بقوة السلاح لاتهامهم بموالاة القذافي، ووقوفهم ضد الثوار في مصراتة المجاورة.

ولا توجد إحصائية رسمية حول أعداد مهجري تاورغاء، لكن مصادر غير رسمية تقدرهم بنحو 40 ألف نسمة.

وفيما يتعلق بالجانب الأمنتي في البلاد يحاصر الجيش الوطني الليبي مدينة درنة الواقعة في الشرق منذ يوليو/تموز 2017. ويعارض قائد الجيش الوطني خليفة حفتر الحكومة المعترف بها دوليا ومقرها في الغرب.

تحديات سياسية وأمنية
تحديات سياسية وأمنية

وتقع درنة على الساحل على بعد 270 كيلومترا تقريبا من الحدود مع مصر. وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في شرق ليبيا خارج سيطرة الجيش الوطني الليبي.

وقال تقرير الأمم المتحدة "أعلن الجيش الوطني الليبي أنه يسيطر الآن على المداخل الشرقية والغربية للمدينة... والمناطق المحيطة التي تشهد اشتباكات". ويقول الجيش الوطني الليبي إن خصومه في درنة مرتبطون بتنظيم القاعدة. وتواجد تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة في 2014 لكن مجلس شورى مجاهدي درنة طرده منها.

وقالت الأمم المتحدة إن درنة لم تشهد دخول أي مساعدات منذ منتصف مارس/آذار، فيما عدا مواد تستخدم في الغسيل الكلوي وأدوية دخلت في وقت سابق الاسبوع الماضي.

واعلن الأطراف الأربعة الرئيسيون في النزاع الليبي الذين عقدوا اجتماعا مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس، الثلاثاء الماضي  التزامهم العمل معا لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في العاشر من كانون الأول/ديسمبر بحسب إعلان قرئ في نهاية اللقاء.

وجاء في "الإعلان السياسي في شأن ليبيا" أن "القادة الليبيين يلتزمون العمل بشكل بناء مع الأمم المتحدة لتنظيم انتخابات سليمة وذات مصداقية".