السراج يستجدي دعما خارجيا لمنع انهيار حكومته

دعوة حكومة الوفاق لن تجد اذانا صاغية من الدول الخمس المعنية باستثناء الحليف التركي في وقت عبرت فيه روسيا عن رفضها للتهديدات التي يطلقها المسؤولين الأتراك بالتدخل العسكري في ليبيا.
جنود أتراك يقاتلون على الأرض الى جانب قوات الوفاق في محور خلة الفرجان بطرابلس
مواقف بعض الدول مثل ايطاليا تغيرت بعد الانتصارات الاخيرة للجيش الليبي

طرابلس - تسعى حكومة الوفاق إلى إيقاف خسائرها المتتالية جنوب طرابلس مع تقدم ثابت لقوات الجيش الوطني الليبي في عدة محاور وذلك بالاستعانة بالدعم الاجنبي.
وفي هذا الاطار دعا رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية فائز السراج الخميس، 5 دول هي الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا وإيطاليا والجزائر، إلى تفعيل الاتفاقيات الأمنية مع ليبيا والبناء عليها.
جاء ذلك في بيان للمكتب الإعلامي للسراج عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك". 
وطالب السراج، الدول الخمس، بـ"مساعدة حكومة الوفاق في صد العدوان على طرابلس من أي مجموعات مسلحة خارج شرعية الدولة"،في اتهامات قديمة ومكررة للجيش الوطني الليبي.
ودعا السراج الدول الخمس أيضا إلى "التعاون مع حكومة الوفاق في مكافحة المنظمات الإرهابية على رأسها تنظيما داعش والقاعدة اللذان زاد نشاطهما بسبب العدوان" في محاولة لكسب التعاطف والتأييد رغم ان مختلف التقارير تؤكد تورط الجماعات والميليشيات الداعمة للوفاق في علاقات مشبوهة مع التنظيمات المتطرفة.
ويظهر من خلال طلب الدعم الخسائر التي تكبدتها الميليشيات خلال الايام الماضية في محاور عديدة جنوب طرابلس.
وحث السراج، وفق البيان ذاته، الدول المعنية على "تكثيف التعاون في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر". 

لكن يبدو ان دعوة السراج لن تكون لها آذان صاغية من قبل الدول المعنية باستثناء تركيا الحليف الايديولوجي لحكومة الوفاق وصاحبة المصلحة الاقتصادية من بقاء حكم الميليشيات.
فمواقف الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا اصبحت اقرب الى مواقف الجيش الليبي خاصة فيما يتعلق بضرورة مكافحة الارهاب والتطرف اضافة الى الشكوك التي تحوم حول المجاميع الداعمة لحكومة السراج بتبني الافكار المتطرفة.
والولايات المتحدة الاميركية تشدد دائما على ضرورة مواجهة الارهاب والتطرف بينما تحاول حكومة السراج تفسير ذلك بانه دعم لها في مواجهة الجيش الليبي.
واما الجزائر المنشغلة بأوضاعها الداخلية خاصة بعد الانتخابات الرئاسية فقد اوضح رئيسها الجديد عبدالمجيد تبون انه يدعم الحل السياسي لذلك فمن المستبعد انخراط الجزائر في دعم حكومة الوفاق.
وبدورها عدلت ايطاليا من مواقفها بعد ان دعمت بشكل واضح حكومة الوفاق في الفترة الماضية حيث قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو إنه" طلب من قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر المساهمة في حل سياسي للأزمة الليبية". 
ونقلت وكالة "نوفا" الإيطالية عن دي مايو، قوله خلال جلسة استماع أمام مجلس النواب الإيطالي الأربعاء: "طلبت من الجنرال حفتر، الذي أتوقع أن ألتقيه في روما قريبًا، المساهمة في حل سياسي للأزمة.. لقد طلبت نفس الشيء من رئيس مجلس النواب في طبرق(عقيلة صالح)". 
ويمثل الموقف الايطالي الاخير انعطافة في السياسة الايطالية الداعمة لحكومة الوفاق وذلك وفق معلومات على الأرض تشير الى تقدم الجيش.

وكان السراج قد التقى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان  في 27 تشرين الثاني/نوفمبر في اسطنبول حيث وقّعا اتفاقا يرسّم الحدود البحرية المثيرة للجدل الى جانب اتفاق تعاون أمني يتيح لتركيا تقديم مساعدات عسكرية إلى حكومة الوفاق.
وفي خضم دعوة السراج صعدت روسيا من مواقفها الرافضة للتدخلات التركية حيث نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر بوزارة الخارجية قوله الجمعة إن موسكو قلقة بشدة من احتمال إرسال تركيا قوات إلى ليبيا مضيفا أن الاتفاق الأمني بين تركيا وحكومة الوفاق يثير تساؤلات كثيرة.
ويعتبر هذا الموقف الاول من نوعه من الجانب الروسي في مواجهة التدخلات التركية والحديث المتداول عن قرب تورط تركيا في دعم الميليشيات لينضاف الى الأصوات الدولية الرافضة للقرار.
وتحولت روسيا الى لاعب بارز على الساحة الليبية تزامنا مع الانتصارات التي يحققها الجيش الليبي جنوب العاصمة في مواجهة المجموعات الداعمة لحكومة الوفاق.
ورغم ان مبعوث تركيا إلى طرابلس امر الله ايشلر استبعد قيام بلاده ارسال قوات إلى ليبيا بموجب اتفاق عسكري مع حكومة الوفاق لكنه قال في مؤتمر صحفي في انقرة ان بلاده يمكنها ارسال خبراء لتقديم الاستشارات العسكرية والتدريب حال طلبت طرابلس ذلك،حسبما ذكرت الجمعة وكالة بلومبرج. 
وقالت مصادر عسكرية ليبية الجمعة أن هناك فرق اقتحام وقناصة أتراك يقاتلون في صفوف حكومة الوفاق في محور خلة الفرجان بالعاصمة الليبية طرابلس. 
وقال المصدر العسكري، الذي فضل عدم الكشف عن أسمه لدواعي عسكرية في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" نشرت اليوم الجمعة، "لقد رأينا جنودا أتراك يقاتلون على الأرض في محور خلة الفرجان بطرابلس في صفوف المليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق ونراهم بأعيننا"، مؤكدا على أن "الجنود هم عبارة عن قناصة وفرق اقتحام أتراك". 
وأشار المصدر أن "المليشيات المسلحة والمرتزقة الذين معهم كل يوم في تراجع إلى الوراء أمام مدفعيات قواتنا المسلحة"، مشيرا إلى أن "الجيش الوطني الليبي والوحدات العسكرية تسيطر كل يوم على أماكن جديدة ولكن تقدم قواتنا بطئ لكن دائم".