السعودية تربط بين حرب غزة والتوتر في البحر الأحمر

وزير الخارجية السعودي يقول "لا نرى أدلة على أن الأهداف الإسرائيلية في غزة قريبة التحقيق"، داعيا إلى إفساح المجال لمسار يمكّن السلطة الفلسطينية ويسمح بالمضي قدما نحو السلام.

جنيف/الرياض - أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم الثلاثاء أن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر مرتبطة بالحرب في غزة، مشددا على الحاجة الماسّة لوقف فوري لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني، فيما يتناغم هذا التصريح مع موقف الرياض التي دعت إلى خفض التصعيد في المنطقة، في وقت ترى أن اتساع الصراع من شأنه أن يقوّض جهودها المتقدّمة لإحلال السلام في اليمن.

وقال الأمير فيصل بن فرحان خلال جلسة بمنتدى دافوس المنعقد في سويسرا بعنوان "تأمين عالم غير آمن" "لا نرى أدلة على أن الأهداف الإسرائيلية في غزة قريبة التحقيق وعلينا إفساح المجال لمسار يمكّن السلطة الفلسطينية ويسمح بالمضي قدما نحو السلام".
وتابع "أولويتنا إيجاد مسار للتهدئة عبر تفاعل حقيقي في المنطقة ويجب التركيز على تخفيف حدة التوترات من خلال وقف إطلاق النار في غزة".
وبينما أعرب عن سروره "لانضمام أصوات دولية إلى المطالبة بوقف إطلاق النار لوضع حد للمعاناة الإنسانية الناجمة عن الحرب في غزة"، اعتبر أن "الدعوات غير كافية" وطالب بتكثيفها وجعلها أكثر جدية لتحقيق هذا المطلب.
وبخصوص التوترات الإقليمية في سياق تداعيات الحرب على غزة، قال بن فرحان "نحن قلقون بشأن الأمن الإقليمي وحرية الملاحة والأولوية للتهدئة وتقليل التصعيد"، مشددا على أنه "يجب التركيز على الوضع في غزة لأنه يؤثر على المنطقة ويزيد التوتر في البحر الأحمر".
وتابع "يجب أن تكون الأولوية لخفض التصعيد في البحر الأحمر والمنطقة بأكملها"، معتبرا أن "استمرار المعاناة في غزة غالبا سيخلف دوائر لا تنتهي من العنف".
وتضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية شنت جماعات موالية لإيران بينها حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في العراق وسوريا هجمات على أهداف إسرائيلية وأميركية غير أن أبرز تطوّر كان في اليمن، حيث يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن بالبحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل، الأمر الذي قوبل بتحرك عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة تحت اسم "حارس الازدهار".

وتخطط السعودية لتنفيذ حزمة من المشاريع في إطار الخطة الاقتصادية الطموحة 'رؤية 2030' ومن بينها المشروع الإنمائي السياحي الذي يسمى "البحر الأحمر الدولية"، فيما أكد عدد من المستثمرين الأجانب رغبتهم في إنشاء سلسلة من المنتجعات، في وقت تسعى فيه المملكة إلى التحول إلى وجهة سياحية عالمية.

وأثارت الضربات الأميركية البريطانية الأخيرة مخاوف سعودية من ضرب الاستقرار الإقليمي، فيما أعربت الرياض عن قلقها البالغ تجاه هذه التطورات، داعية إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد.