السعودية تسعى للعب دور وساطة لنزع فتيل التوتر بين الهند وباكستان

جهود الرياض في لعب دور الوساطة تستند إلى العلاقات القوية والمتوازنة التي تربطها بكل من نيودلهي وإسلام أباد، إضافة إلى ما تحظى به المملكة من ثقة لدى الطرفين باعتبارها وسيطًا نزيهًا يتمتع بالمصداقية والحياد.
الخطوة السعودية ليست بمعزل عن دور أوسع للرياض في تسوية النزاعات الإقليمية والدولية
السعودية ترتبط بعلاقات سياسة واقتصادية وثيقة مع الهند وباكستان

الرياض - في ضوء التصعيد الحدودي المتواصل بين الهند وباكستان، تبرز زيارة وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية إلى البلدين كجزء من تحرك دبلوماسي سعودي مدروس يهدف إلى نزع فتيل التوتر وتعزيز فرص التهدئة. وتستند جهود الرياض في لعب دور الوساطة إلى العلاقات القوية والمتوازنة التي تربطها بكل من نيودلهي وإسلام أباد، إضافة إلى ما تحظى به المملكة من ثقة لدى الطرفين باعتبارها وسيطًا نزيهًا يتمتع بالمصداقية والحياد.
ولا تأتي هذه الخطوة السعودية بمعزل عن دور أوسع للرياض في تسوية النزاعات الإقليمية والدولية، إذ سبق للمملكة أن استضافت جولات حوار مهمة بين أطراف متنازعة، من أبرزها استضافة ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة في إطار المساعي الدولية لحل الأزمة الأوكرانية، إلى جانب استقبال طرفي الصراع في السودان على طاولة الحوار. هذه الجهود تؤكد مكانة المملكة كفاعل دبلوماسي مؤثر قادر على لعب أدوار بنّاءة في القضايا الدولية الحساسة.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) بيانا جاء فيه "قام وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث شؤون المناخ عادل بن أحمد الجبير بزيارة لجمهورية الهند وجمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة" خلال يومي 8 و9 من الشهر الجاري.
أضافت أن الجولة تأتي "في إطار مساعي المملكة للتهدئة ووقف التصعيد وإنهاء المواجهات العسكرية الجارية، والعمل على حل كافة الخلافات من خلال الحوار والقنوات الدبلوماسية".

وترتبط السعودية بعلاقات سياسة واقتصادية وثيقة مع البلدين الغريمين حيث تستضيف العمال الهود والباكستانيين، وهم يشكلون أكثر من ربع قوة العمالة الأجنبية بالمملكة الخليجية الثرية.
وتصاعد التوتر بشكل كبير بين القوتين النوويتين على خلفية هجوم أسفر عن مقتل 26 مدنيا في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، حمّلت نيودلهي مسؤوليته لإسلام آباد.
وشنت الهند ضربات الأربعاء على الأراضي الباكستانية ردّا على هجوم 22 نيسان/أبريل في الشطر الهندي من كشمير، سرعان ما ردّ الجانب الباكستاني عليها، لتندلع مواجهة عسكرية هي الأعنف منذ أكثر من عقدين بين القوتين النوويتين.
ومنذ ذلك الحين تتوالى الضربات الصاروخية وعمليات القصف المدفعي والهجمات بالمسيّرات بين البلدين، وقد أسفرت الاشتباكات الحدودية المستمرة منذ ثلاثة أيام عن مقتل نحو خمسين مدنيا لدى الطرفين.
والشهر الماضي، أفاد مسؤول سعودي أنّ بلاده تبذل جهودا لاحتواء التوتر بين الهند وباكستان قائلا"كلا البلدين حليفان للمملكة، ولا نريد أن يخرج الوضع عن السيطرة بينهما".
كما أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالين هاتفيين بنظيريه في الهند وباكستان.
وتحرص السعودية مؤخرا على أداء دور الوسيط في السياسة الدولية، فاستضافت في شباط/فبراير اجتماعات بين كبار المسؤولين الأميركيين والروس في الرياض.
وكان ذلك أول اجتماع أميركي روسي على هذا المستوى وبهذه الصيغة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. كما استضافت اجتماعا أميركيا أوكرانيا في جدة لبحث وقف الحرب بين موسكو وكييف.
كما كان للسعودية دور هام في محاولة نزع فتيل التوتر في السودان من خلال استقبال ممثلين عن الجيش وقوات الدعم السريع في جدة.