السعودية تعمل على التحول لمركز عالمي لنشاط الذكاء الاصطناعي

محافظ صندوق الاستثمارات العامة يؤكد وجود الإرادة السياسية لتنفيذ مشاريع الذكاء الاصطناعي وأموال وفيرة يمكن تخصيصها لتعزيز تطوير التكنولوجيا.
صندوق الاستثمارات يخصص أكثر من 70 بالمئة من التمويل لمشاريع واستثمارات داخل السعودية

الرياض - وصف محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر الرميان  الخميس المملكة بأنها مركز محتمل لنشاط الذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة، وأرجع هذا إلى مواردها من الطاقة وقدرتها التمويلية حيث يأتي هذا الاهتمام وسط جهود للتطوير والتحديث في المملكة وفق رؤية 2030.
وقال الرميان في فعالية استثمارية في ميامي برعاية صندوق الثروة السيادي "إننا في وضع جيد يؤهلنا لأن نكون مركزا للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة" متابعا "سيستهلك الذكاء الاصطناعي الكثير من الطاقة ونحن رواد عالميون عندما يتعلق الأمر بطاقة الوقود الأحفوري وعندما يتعلق الأمر بالطاقة المتجددة".
وأوضح الرميان أن المملكة، أكبر منتج للنفط في العالم، لديها أيضا "الإرادة السياسية" لتنفيذ مشاريع ذكاء اصطناعي ولديها أموال وفيرة يمكنها تخصيصها لتعزيز تطوير التكنولوجيا.

سيستهلك الذكاء الاصطناعي الكثير من الطاقة ونحن رواد عالميون في طاقة الوقود الأحفوري

وتشير تعليقاته إلى أن مراكز البيانات قد تكون جزءا أساسيا من استراتيجية الرياض للاستفادة من الطلب المتزايد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي تتطلب قدرات معالجة هائلة.
وتستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي مجموعات من آلاف الرقائق في مراكز البيانات الضخمة لإعداد الخوارزميات لإكمال المهام. وارتفعت تكاليف الكهرباء لشركات التكنولوجيا مع تنافسها لبناء نماذج ذكاء اصطناعي متطورة بشكل متزايد وطرح منتجات توليدية لمليارات المستخدمين.
وقال الرميان إن صندوق الاستثمارات العامة يخصص أكثر من 70 بالمئة من التمويل لمشاريع واستثمارات داخل السعودية ويستهدف توجيه ما يتراوح بين 20 إلى 25 بالمئة لتمويل في الخارج. وأضاف أن نحو 40 بالمئة من استثمارات الصندوق الدولية هي في الولايات المتحدة مضيفا أن صندوق الاستثمارات العامة يضخ نحو 40 إلى 50 مليار دولار سنويا وسيزيد ذلك إلى 70 مليار دولار سنويا بين 2025 و2030.
ومنذ سنوات تهتم السعودية بمجال الذكاء الاصطناعي حيث نظمت في 2020 أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي حيث وقعت خلالها ثلاث اتفاقيات استراتيجية مع شركات اي بي ام، وعلي بابا، وهواوي إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع الاتحاد الدولي للاتصالات لوضع إطارٍ عالميٍ يدعم التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي.
وعملت المملكة مع البنك الدولي على مبادرة مشتركة في سياق سعي المملكة لتعزيز الاقتصاد الرقمي في البلدان النامية، وتمكينها من تسريع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحويلها إلى محركاتٍ للتنمية الاقتصادية. إضافة إلى استضافة جلسة استشارية خاصة بالتعاون مع الأمم المتحدة، لإنشاء هيئة استشارية بشأن التعاون العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي لمعالجة القضايا حول الاندماج والتنسيق وبناء القدرات.
وتسعى السعودية إلى تدريب ألفي متخصص سعودي في البيانات والذكاء الاصطناعي خلال السنوات العشر المقبلة. 
وتريد المملكة لتحصيل استثمارات بقيمة 500 مليار دولار في نيوم، المدينة الحديثة التي تبنيها في البحر الأحمر لتوفير معيشة ذكية لسكانها الذين سيبلغ عددهم مليون نسمة، قد تشمل مستقبلا سيارات إجرة طائرة.
ويشكّل الذكاء الاصطناعي محور المشاريع السعودية الأخرى بما في ذلك مشروع البحر الأحمر، المنطقة السياحية الجديدة التي ستستخدم أنظمة ذكية لرصد الآثار البيئية وتحرّكات الزوار.