السوداني يضغط لكبح هجمات الميليشيات على القوات الأميركية

رئيس الوزراء العراقي يستنجد بشخصيات إيرانية لإقناع الفصائل الموالية لطهران بمنحه فرصة جديدة لتسوية ملف انسحاب القوات الأميركية من البلاد.

 بغداد - يمارس رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ضغوطا على الميليشيات الموالية لإيران لوقف هجماتها على القواعد والمصالح الأميركية، فيما لا تلوح في الأفق بوادر للتهدئة في ظل تهديد هذه الفصائل بالتصعيد في حال عدم انسحاب قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ''داعش" الذي تقوده الولايات المتحدة من البلاد.

ويأتي تحرك السوداني خشية من ردّ أميركي على الهجمات التي تنفذها الميليشيات الموالية لإيران وآخرها القصف الذي استهدف الخميس قاعدة عين الأسد الجوية العراقية التي تضم قوات أميركية، وفق ما أكدته مصادر مطلعة لموقع "شفق نيوز" العراقي.

وتباحث رئيس الوزراء العراقي مع عدد من الشخصيات الإيرانية، معوّلا على أن تضغط طهران على الفصائل المسلحة الموالية لها لوقف هجماتها على المصالح الأميركية، مطالبا بمنحه فرصة جديدة لإنهاء تواجد القوات التابعة للولايات المتحدة في البلاد.

وبحسب المصدر نفسه فقد رفضت الميليشيات العراقية الرضوخ لضغوطات السوداني والمقربين منه، ما يؤشر على نواياها في التصعيد، ضمن مساعيها للضغط بهدف التسريع في انسحاب القوات الأميركية.

ونفذت الفصائل الموالية لطهران خلال الأشهر الأخيرة العشرات من الهجمات التي استهدفت القوات والقواعد الأميركية في البلاد وأسفرت عن إصابة عدد من الجنود.

وتضغط إيران عبر ميليشياتها والقوى السياسية الموالية لها في العراق بهدف التسريع بانسحاب القوات الأميركية من جارتها الغربية، ضمن مساعيها للاستفراد بالبلاد بما يضمن مزيد تعزيز نفوذها على مختلف المستويات.

وأكد مسؤولون أميركيون في بيانات سابقة أن القوات الأميركية والدولية التي تشكل التحالف الدولي لمحاربة فلول "داعش" تم استهدافها أكثر من 60 مرة في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول.

ونفذت الولايات المتحدة في وقت سابق ضربات استهدفت مواقع ميليشيات عراقية وأسفرت عن مقتل عدد من قياداتها، فيما شددت واشنطن على قدرتها على حماية قواتها في العراق.

ويجري العراق والولايات المتحدة مناقشات لإنهاء مهمة التحالف الدولي لمكافحة "داعش"، فيما لا يوجد جدول زمني يحدد مواعيد الانسحاب.

وكانت مصادر حكومية عراقية قد أفادت في وقت سابق بأن السوداني يسعى إلى التوصل إلى حلول بشأن هذا الانسحاب في إطار الحوار والتفاوض مع الولايات المتحدة، في وقت يراهن فيه على تعزيز العلاقات مع واشنطن بما يشمل إقامة شراكة في مختلف القطاعات بعد أن ظل التعاون بين البلدين مقتصرا على المسألة الأمنية، لا سيما جهود مكافحة الإرهاب. 

وكان السوداني قد أكد خلال لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض في أبريل/نسان الماضي أن "العراق يعمل الانتقال من العلاقة العسكرية مع الولايات المتحدة إلى الشراكة الكاملة".

ويشكّل التصعيد من جانب الميليشات الموالية لإيران إحراجا لحكومة السوداني التي تواجه انتقادات بفشلها في حماية المصالح الأميركية في البلاد وكبح سلاح هذه الفصائل وتحجيم نفوذها.

ويبلغ عدد الجنود الأميركيين في العراق نحو 2500 جندي وتؤكد واشنطن أن "مهمتهم تقتصر تقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية التي تحاول منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى في عام 2014 على مساحات شاسعة من أراضي البلدين قبل هزيمته".