السوداني يطلب دعم الأصدقاء لتجنيب العراق امتداد الحرب

ترجيحات باحتمال تعرض مقار تابعة لميليشيات موالية لإيران في العراق إلى الاستهداف جراء شنها هجمات على إسرائيل.

بغداد - وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رسالة الى الرئيس الأميركي جو بايدن ودول الاتحاد الأوروبي، محذرا فيها من أن المنطقة تقف على أعتاب منزلق خطير قد يجرّها والعالم لحروب مستمرة، وذلك وسط خشية بغداد من التورط في الحرب بسبب تصعيد الميليشيات الموالية لإيران.

وأضاف السوداني في بيان في ذكرى مرور عام على اندلاع أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، و"استمرار العدوان الصهيوني على غزة وامتداده إلى لبنان، وتهديد المنطقة بأسرها، يذكر العراق بموقفه المبكر، الذي حذر فيه من مغبة سعي الكيان الغاصب إلى توسعة الحرب والصراع ونتائج تركه يتمادى في ارتكاب الجرائم، وسط عجز المجتمع الدولي عن القيام بدوره".

وتحاول بغداد تجنب الانخراط في الصراع عبر الحراك الدبلوماسي والتنسيق مع الدول الكبرى ودول المنطقة لمنع توسع الصراع، من خلال التواصل مع واشنطن لممارسة ضغوط على إسرائيل، وفي نفس الوقت تسعى لإقناع إيران لتمارس مزيدا من التأثير على الفصائل في العراق، بألا تتخذ البلد ساحة لانطلاق الهجمات.

وقال السوداني أن المنزلق الخطير "قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة ويهز الاقتصاد العالمي، ويعرّض التنمية إلى انتكاسة كبرى، لاسيما أن منطقتنا تمثل الرئة التي يتنفس منها العالم بالطاقة، وهنا لا بد لنا من أن نثمن الموقف المهم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي دعا فيه لوقف توريد السلاح للكيان الغاصب، والعمل على إنهاء الحرب، لأنه موقف ينبع من تقدير حقيقي لخطورة الأوضاع في المنطقة".

السوداني يحذر من منزلق خطير قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة ويهز الاقتصاد العالمي ويعرّض التنمية إلى انتكاسة كبرى

ويأتي حديث السوداني بعد يومين من مقتل جنديين إسرائيليين جراء انفجار مسيّرة "قادمة من الشرق"، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي، بينما أفادت شبكة "كان" العامة بأن الطائرة أطلقت من العراق وأصابت قاعدة عسكرية في الجولان.

وأعلنت جماعة مدعومة من إيران تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، في بيان أن مقاتليها هاجموا "فجر الجمعة ثلاثة أهداف بثلاث عمليات منفصلة في الجولان وطبريا بواسطة الطائرات المسيّرة".
وتدفع أنشطة الميليشيات العراقية الموالية لإيران إلى جعل العراق طرفا في حرب لا يريدها. فيما الحكومة العراقية تسعى إلى البقاء بعيدا عن دائرة التصعيد الذي تشهده المنطقة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ورجح مراقبون احتمال تعرض مقار تابعة لميليشيات موالية لإيران في العراق إلى الاستهداف، جراء شنها هجمات على إسرائيل.

وقال السوداني، "لقد عملت حكومتنا بجهد كبير لتجنيب العراق آثار هذا التصعيد، ونجحنا في ذلك بمعيتكم وبالتعاون مع جميع الأصدقاء في العالم، وتتطلب المرحلة الراهنة مضاعفة جهودنا، وأن يكون على رأس أولوياتنا إيقاف استهداف المدنيين، وإنقاذ المنطقة من شرور حرب لن يكون فيها رابح سوى منطق القتل والتخريب والدمار، كما نؤكد أن العراق سيواصل جهوده ومساعيه مع الدول الصديقة والشقيقة، والعمل المشترك من أجل التهدئة، وعدم اتساع الصراع الذي يؤثر على أمن المنطقة والعالم".
ويشير السوداني أيضا في حديثه إلى السعودية التي تقوم بدور مهم في محاولة احتواء الصراع حيث أطلقت مؤخرا مبادرة "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين" في مسعى لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مما يقود الى التهدئة في المنطقة.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي خلال مقابلة مع قناة "الرابعة" المحلية، الأحد، إن "من مصلحة العراق تجنب التصعيد العسكري، وترك الفرص للحكومة ولعملها الدبلوماسي والضغط بكافة المجالات وخفض التصعيد، ووقف آلة القتل والحرب".

من جهته، أشار المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، إلى أن "بغداد بذلت جهوداً استثنائية محلية وإقليمية ودولية، لإبقاء العراق بعيداً عن ميدان الحرب".

وقال العوداي في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية، إن "الحكومة تواصلت مع كل الأطراف المعنية داخلياً وخارجياً، وأرسلت الرسائل الواضحة بأن تعريض استقرار العراق للخطر، ستنتج عنه أجواء سلبية تضر بالمصالح العليا للبلد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً".

ومع ذلك، تواجه الحكومة العراقية تحديات داخلية كبيرة تتمثل بوجود فصائل مسلحة تتحرك وفق قرارات إيران، وطالما استخدمت هذه الفصائل الأراضي العراقية كقاعدة لإطلاق صواريخ ضد قوات التحالف الدولي الموجودة في العراق.