الشاهد يستقطب ناخبي الخارج بإطلاق حملته الانتخابية من ليون

رئيس الحكومة التونسية المتخلي بشكل مؤقت عن منصبه، يغازل صوت الناخبين في فرنسا التي تضم جالية تمثل ثقلا انتخابيا مهما.

السباق إلى قصر قرطاج ينفتح على المزيد من الغموض
الشاهد يراهن على أصوات الناخبين في الخارج

ليون - أطلق يوسف الشاهد المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية المبكرة المقررة في 15 سبتمبر/ايلول حملته الانتخابية السبت من مدينة ليون الفرنسية مدافعا عن حقوق الإنسان، في خطوة تستهدف استقطاب صوت الناخبين التونسيين في الخارج الذين يمثلون ثقلا انتخابيا.

وقال الشاهد الذي تخلى عن رئاسة الحكومة مؤقتا وفوض وزير الوظيفة العمومية كمال مرجان للقيام بمهامه، قبل أن يشرف على اجتماع لأنصاره في ثالث أكبر مدن فرنسا "نريد مخاطبة التونسيين لنفسر لهم لماذا أطلقنا الحملة للرئاسة وما هي أهدافنا ورؤيتنا لتونس أقوى وتونس عصرية ومتطورة وتونس التي تؤمن بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان".

وجدد تأكيده على استقلالية القضاء ردا على سؤال حول المرشح للرئاسة والموقوف بتهم تبييض أموال نبيل القروي.

وكان الشاهد قد قال إن عملية توقيف المرشح البارز للانتخابات الرئاسية نبيل القروي بتهمة تبييض أموال، تؤكد أن القضاء في بلاده مستقل.

وحاول النأي بنفسه عن إيداع القروي السجن بموجب مذكرة جلب، فيما واجه اتهامات بأنه هو من يقف وراء ما حدث على ضوء الشعبية التي يحظى بها منافسه (القروي) الذي قاد حملة ذات أبعاد إنسانية قبل ثلاث سنوات معززة بتغطية إعلامية من قناته "نسمة" بتقيدم مساعدات للعائلات الفقيرة في المناطق الداخلية للبلاد.

وهناك حوالي 1.2 مليون تونسي في الخارج غالبيتهم في دول أوروبية، وفقا للشاهد (43 عاما) الذي يتزعم حزب 'تحيا تونس'، ثاني أكبر الكتل البرلمانية بعد حزب 'النهضة' الإسلامي.

ووُجِّهت إلى القروي وشقيقه غازي في 8 يوليو/تموز تهمة "تبييض الأموال" وقد أوقف الأول منذ أسبوع في أثناء عودته من باجة في شمال غرب البلاد حيث افتتح مقرا جديدا لحزبه.

وكان الشاهد قد قال في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الجمعة، إن تونس تحتاج إلى اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبي، مضيفا "ديمقراطيتنا الناشئة تحتاج إلى دعم أكبر من الضفة الشمالية للمتوسط ، نحن في الخط الأمامي للتصدي للإرهاب والهجرة غير النظامية في الضفة الجنوبية".

كما أكد أن أمن التونسيين وتعافي الاقتصاد اهم قضايانا في الفترة القادمة يعتبر من أولوياته كمرشح للرئاسة.

وقال الشاهد أيضا، إن تونس تحتاج إلى اقتصاد قوي و متعافى لتلتحق بمصاف الديمقراطيات القوية، مضيفا "اقتصاد قوي من أجل حياة كريمة للشعب التونسي وإعادة الأمل للشباب العاطل بخلق المزيد من مواطن الشغل".

وتشكل هذه الأولويات المعلنة جزء من وعود المترشح عن حزب 'تحيا تونس' وهي وعود يطلقها معظم المرشحين للرئاسة، فيما تأتي وسط حالة من اليأس والإحباط لدى غالبية التونسيين من تحقيق تلك الوعود بالنظر لتجارب سابقة لوعود تبخرت بمجرد وصول للسلطة أو البرلمان.

ورغم التقدّم الكبير الذي حقّقته تونس في المسار الديمقراطي منذ سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في 2011 وكذلك انتعاش النمو الاقتصادي مؤخرا، إلاّ أنّ الحكومة ما زالت عاجزة عن تلبية الاحتياجات الاجتماعية للسكّان ولا سيّما بسبب تسارع التضّخم البالغ 6.5 بالمئة ونسبة البطالة 15.3 بالمئة.

وقد صوت التونسيون المقيمون في فرنسا في الانتخابات الرئاسية عام 2014 لصالح الباجي قائد السبسي (الرئيس الراحل) بمواجهة منافسه حينها المنصف المرزوقي.

لكن انتخابات الرئاسة 2019 تختلف عن تلك التي جرت في 2014، من حيث عدد المرشحين وأيضا الظروف السياسية.

وينفتح المشهد التونسي في العام الحالي على المزيد من الغموض مع كثرة المرشحين للرئاسة وتعدد البرامج الانتخابية وأيضا هيمنة مناخ من الشك في الأحزاب السياسية ومرشحيها.