الشرع يعدل عن المشاركة في قمة بغداد لرفع الحرج عن السوداني

نوري المالكي ينتقد اللقاء الأخير بين السوداني والشرع، مؤكدا أن الإطار التنسيقي لم يكن على علم به.

 دمشق/بغداد - يعكس عدول الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع عن المشاركة في القمة العربية السبت في بغداد، رغبته في رفح الحرج عن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي واجه انتقادات لاذعة من الفصائل والقوى السياسية الموالية لإيران، على خلفية الدعوة التي وجهها إلى الشرع لحضور الحدث.

وقال مصدر دبلوماسي عربي لفرانس برس "إن الشرع لن يشارك في أعمال القمة العربية العادية الرابعة والثلاثين المقرر عقدها في العاصمة العراقية يوم 17مايو/أيار الجاري"، موضحا أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سيتولى رئاسة وفد بلاده إلى القمة.

وعارضت قوى من الإطار التنسيقي، الجامع للأحزاب الموالية لطهران، انفتاح حكومة السوداني على التعاون مع إدراة الشرع، مدفوعة بهواجسها من اصطفافات جديدة لا تخدم مصالح إيران، بينما دافع زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم بشدة عن هذا التوجه، واعتبره ضمن القرارات السيادية للدولة العراقية، مشيراً إلى أن حضور سوريا القمة العربية لا يخضع للخيارات السياسية، بل لاعتبارات بروتوكولية بحكم عضوية دمشق في الجامعة العربية.

وانتقد نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون اللقاء بين السوداني والشرع الذي احتضنته الدوحة الشهر الماضي، في إطار جهود قطر لتوطيد العلاقات بين الرئيسين والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

ونقلت وكالة "بغداد اليوم" عن المالكي قوله إن "الاجتماع تم دون علم قادة الإطار أو رئاسة الجمهورية"، مرجحا أن "يفتح على العراق أبوابًا قانونية ودبلوماسية حساسة"، متابعا "لا نرى مبررا لهذا اللقاء في هذا التوقيت خاصة وأن أحمد الشرع لا يزال مطلوبًا للقضاء العراقي".

ووصلت العلاقات بين السوداني ورئيس الوزراء الأسبق إلى طريق مسدود، بعد احتدام الخلافات بينهما بسبب عدة ملفات من بينها ما يتعلق بإدارة الدولة، فيما دفع المالكي العام الماضي باتجاه انتخابات مبكرة، بهدف تقويض مساعي خصمه في الفوز بولاية ثانية.

ومنذ إطاحة حكم بشار الأسد الذي كان حليفا وثيقا لها، تتعامل بغداد بحذر مع دمشق التي تأمل بدورها نسج علاقة وثيقة مع جارتها.

وزار وفد عراقي برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني حميد الشطري دمشق نهاية الشهر الماضي والتقى الشرع ومسؤولين حكوميين للبحث في التعاون في الأمن والتجارة ومكافحة الإرهاب.

وبينما جاء الدعم الرئيسي للأسد من روسيا وإيران وحزب الله، شاركت فصائل مسلحة عراقية موالية لإيران في الدفاع عن نظامه خلال الحرب التي استمرت 13 عاما وأشعلتها حملته الدامية لإخماد الاحتجاجات المنادية بالديموقراطية.

وتواصل هذه الميليشيات مع مؤيديها على شبكات التواصل الاجتماعي، استخدام خطاب شديد اللهجة ضد الشرع.

وقالت مصادر أمنية عراقية إن هناك مذكرة توقيف قديمة بحق الشرع في العراق وتعود إلى فترة كان فيها مقاتلا في صفوف تنظيم القاعدة ضد القوات الأميركية وحلفائها وسُجن في العراق لسنوات إثر ذلك.

ووضع العراق الذي يشهد استقرارا نسبيا بعد أربعة عقود من النزاعات والحروب، "خططا أمنية متكاملة" لحماية الشخصيات المشاركة في القمة، حسبما أكّد وزير الداخلية عبد الأمير الشمري في مقابلة مع قناة "الحدث" الأسبوع الماضي.

ولدى سؤاله عمّا إذا طُلبت من العراق ضمانات أمنية لمشاركة الشرع، قال الشمري "لم تُطلب منّا أي ضمانات أمنية وإجراءاتنا الأمنية شاملة للجميع وكل الضيوف بنفس الأهمية".