الشعوب الديمقراطي يزاحم حزب أردوغان والمعارضة على رئاسة بلدية إسطنبول

معارضو ترشح حزب الشعوب الديمقراطي في إسطنبول يتهمون الحزب المؤيد للأكراد بتسهيل فوز محتمل لحزب العدالة والتنمية من خلال حرمان رئيس البلدية المنتهية ولايته أكرم إمام أوغلو من أصوات الناخبين الأكراد.

اسطنبول - أعلن حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد اليوم الجمعة عن الترشح لرئاسة بلدية اسطنبول، مزاحما بذلك كلاّ من المعارضة وحزب العدالة والإسلامي الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب طيب.

وأكدت المتحدثة باسم "حزب المساواة بين الشعوب والديمقراطية" ايسيجول دوغان للصحافة أن ميرال دنيس بيستاس النائبة عن أرضروم (شرق) ستكون مرشحة الحزب في إسطنبول.
وعملت ميرال دنيس بيستاس (56 عاما) لفترة طويلة محامية متخصصة في مجال حقوق الإنسان قبل أن تنتخب أربع مرات نائبة عن الحزب المؤيد للأكراد منذ عام 2015.
ووفقا لنظام الرئاسة المشتركة المستلهم من حزب الخُضر الألماني المطبق على نواب الحزب، فإن مراد تشيبني النائب السابق سيكون المرشح المشارك. وقالت دوغان مبررة قرار حزبها "نحن حركة سياسية قوية لها خبرة كافية تسمح بأن تفوز على أحزاب أخرى أو تخسر".
وورد اسم باشاك دميرطاش زوجة الرئيس المشارك السابق للحزب صلاح الدين دميرطاش المسجون منذ عام 2016 والذي ابتعد رسميا عن الساحة السياسية، كمرشحة محتملة في إسطنبول، لكن دميرطاش أعلنت الأربعاء أنها لن تترشح بعد التشاور مع حزبها.

بدوره أطلق حزب العدالة والإسلامي الحاكم حملة مبكرة لخوض الانتخابات البلدية أملا في الانتقام لانتكاسة حزبه في انتخابات العام 2019 التي منحت المعارضة السيطرة على رئاسة بلديتي اسطنبول التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لتركيا وأنقرة التي تعد العاصمة السياسية.
وفي انتخابات العام 2019، دعم حزب الشعوب الديمقراطي وهو ثالث قوة سياسية في البلاد، مرشح حزب الشعب الجمهوري، الحزب المعارض الرئيسي، في مواجهة حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.
ويتهم معارضو ترشح حزب الشعوب الديمقراطي في إسطنبول الحزب المؤيد للأكراد بتسهيل فوز محتمل لحزب العدالة والتنمية من خلال حرمان رئيس البلدية المنتهية ولايته أكرم إمام أوغلو (حزب الشعب الجمهوري) من أصوات الناخبين الأكراد.
وفاز إمام أوغلو برئاسة بلدية اسطنبول في 2019 بفضل دعم حزب الخير (يمين) ودعم غير مباشر للحزب الموالي للأكراد الذي قرر عدم تقديم مرشح لتجنب تشرذم أصوات المعارضة، في المدينة البالغ عدد سكانها 16 مليون نسمة وتضم جالية كردية كبيرة.
ولم يغفر العديد من الناخبين الأكراد لحزب الشعب الجمهوري الذي انقلب ضدهم بين الدورتين الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية في مايو/ايار الماضي.
وفي يناير/كانون الثاني عهد أردوغان إلى وزير البيئة السابق مراد كوروم أن يستعيد بلدية اسطنبول أغنى مدينة في البلاد حيث ولد والتي كان رئيسا لبلديتها في تسعينات القرن الماضي وذلك لمحو أكبر هزيمة انتخابية تعرض لها حزب العدالة والتنمية في عقدين.
وكان الرئيس التركي قد رشح الأسبوع الماضي وزير بيئة سابق لمنصب رئاسة بلدية اسطنبول، في انتخابات يأمل أن يستعيد من خلالها السيطرة على المدينة والانتقام بعد أسوأ هزيمة سياسية تعرض لها حكمه القائم منذ عقدين بعد أن انتزع حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات السابقة رئاسة بلدية أكبر المدن التركية والتي لها ثقل اقتصادي وسياسي.
وسيمثل مراد كوروم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، في الانتخابات البلدية المقررة في 31 مارس وهي الانتخابات التي يخوضها الحزب الإسلامي المحافظ بأكثر حظوظ بعد خسارة ائتلاف من ستة أحزاب معارضة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وتسعى المعارضة إلى وضع حد للانقسامات الحادة التي تلت الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة شكلت اختبارا كذلك للمسار السياسي والانتخابي للانتخابات المحلية التي ستجرى في مارس/آذار القادم.