الصدر يريد استعادة الشرعية عبر الخوض في قضايا دينية محسومة

زعيم التيار الصدري يطلق حملة جمع تواقيع مليونية لمناهضة مجتمع الميم والمثلية الجنسية في محاولة لاستعادة نفوذه الديني بعد خلافه مع المرجع الحائري.
مقتدى الصدر يريد استعادة غطاء ديني نزعه عنه قرار المرجع الحائري بالاعتزال
الصدر يثير ملفات محسومة من جانب شق كبير من العراقيين بمختلف توجهاتهم السياسية

بغداد - دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الخميس إلى إطلاق "حملة جمع تواقيع مليونية لمناهضة مجتمع الميم والمثلية الجنسية في محاولة لاستعادة الشرعية من خلال الخوض في قضايا دينية محسومة في العراق بعد التراجع على المستوى السياسي.
وقال بيان صادر عن المكتب الخاص للصدر، نشرته وكالة الأنباء العراقية "واع" ان الصدر "أوعز بالتنسيق الكامل مع مكتبه الخاص، لجمع تواقيع مليونية مساندة لمناهضة الشذوذ الجنسي ومجتمع الميم، من خلال صلاة الجمعة كمرحلة أولى".
ونقل المكتب عن الصدر دعوته "العاملين والإداريين في مفاصل التيار الصدري للمشاركة في حملة جمع التواقيع، فالأقربون أولى بالمعروف".
وأشار في بيانه إلى أن "البدء بجمع التواقيع سيكون من هذه الجمعة وإلى آخر جمعة من شهر شعبان".
ومساء الأربعاء، دعا الصدر إلى مناهضة مجتمع الميم بالتثقيف والتوعية والمنطق والطرق الأخلاقية، لا العنف والقتل والتهديد.
وفي تغريدة، توجّه الصدر للبشرية عامّةً، قائلاً: "ليس الوازع الديني والعقائدي هو الوحيد الذي يستدعي ما سأقول، بل هو وازع إنساني وأخلاقي وحفظاً للبشرية من الضياع والاندثار".
ورأى أنه "ينبغي مداراة وعلاج أفراد مجتمع الميم طبيًا ونفسيًا، وبصورة منظمة وموحّدة، كي لا يستطيعوا نشر الرذيلة والفاحشة وضياع البشرية".

في المقابل يرى مراقبون أن دعوة الصدر لا يمكن فصلها عن التطورات السياسية الحاصلة في العراق وخاصة خلافه مع المرجع آيةالله كاظم الحائري الذي قرر التنحي عن المرجعية، وطلبه من مقلديه اتّباع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في ضربة موجعة لزعيم الصدريين .
وفهم موقف الحائري حينها انه دعم للإطار التنسيقي الذي شكل حكومة برئاسة محمد شياع السوداني فيما بعد لكنه مثل بالنسبة للصدر طعنة في الظهر حيث خسر مقتدى الصدر بإعلان الحائري الاعتزال التفويض الديني الذي كان قد منحه إياه.
وكان الصدر ظهر قبل إعلانه اعتزال السياسة وخسارة الصراع السياسي مع الإطار التنسيقي وكأنه يقود حملة الدفاع عن مرجعة النجف في مواجهة مرجعية قم التي باتت اليوم صاحبة القرار الأول في العراق لكن يبدو ان زعيم الصدريين يسعى لتجاوز هذه المرحلة بإثارة ملفات دينية محسومة من جانب شق كبير من العراقيين بمختلف توجهاتهم السياسية وطوائفهم.

ويتحرك البرلمان العراقي لاقرار قوانين تجرم المثلية حيث افادت اللجنة القانونية النيابية في يوليو/تموز الماضي عن وجود "تحرك نيابي لتشريع قانون يحظر المثلية في العراق" فيما قالت بعض القوى السياسية ان اثارة هذه الملفات هو هروب عن استحقاقات اقتصادية.
ويرى مراقبون ان الصدر الذي تراجع سياسيا خلال الفترة الماضية بدا يشدد على مسائل دينية واجتماعية إضافة إلى عظات تتعلق بمجملها بفقدانه غطاء الشرعية التي كان يوفرها الحائري لكنها تثير مشاعر العراقيين الذين عبروا عن تأييدهم غالبا لمواقف السلطات القطرية في منع إشارات المثليين خلال المونديال.
ونجح الصدر في السابق في استغلال ملفات دينية لتأجيج الشارع واستقطاب الأنصار لكن يلام عليه فشله في استغلال الدعم الشعبي سياسيا.
وتعرضت دولة قطر التي تستضيف بطولة كأس العالم الجارية حاليا إلى حملات الأوروبية ضد حظرها رفع المثليين شعاراتهم خلال المباريات.
وفي إطار الحملة، دافع وزراء أوروبيون وفي مقدمتهم ألمان، عن حق منتخبات بلادهم لكرة القدم في التعبير عن آرائهم الداعمة لمجتمع المثليين.
وأظهرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، دعمها لمنتخب بلادها عندما حضرت مباراته أمام اليابان مرتدية شارة المثلية الملونة.
وأكدت السلطات القطرية ان مواقفها مبنية على مجموعة من التقاليد ولا يمكنها التراجع عنها.