الصدر ينسحب من العملية السياسية

قرار الصدر هو الأحدث في سياق الانسداد السياسي الذي يعيشه العراق منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة ويأتي بعد أيام من استقالة نواب كتلته من البرلمان.

بغداد - أعلن مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري اليوم الأربعاء انسحابه من العملية السياسية في قرار يأتي بعد أيام قليلة من استقالة كتلته البرلمانية من البرلمان وفي خطوة هي الأحدث في سياق الانسداد السياسي الذي يعيشه العراق منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وفاز فيها الصدريون بأكبر عدد من المقاعد.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الصدر قوله إنه قرر الانسحاب من العملية السياسية بالبلاد حتى لا يشترك مع الساسة الذين وصفهم بـ"الفاسدين".

ويمهد إعلان الصدر على ما يبدو لمرحلة جديدة من التصعيد ربما يكون عنوانها الاحتكام مجددا للشارع في مواجهة خصومه من البيت الشيعي المنضوين في ما يسمى بـ"الإطار التنسيقي".

وإعلان الانسحاب من العملية السياسية يبو في توقيته محاولة لتحمل قوى الإطار التنسيقي المسؤولية عن وصول جهود تشكيل الحكومة إلى طريق مسدود وبالتالي يخرج الصدر من الأزمة وكأنه اتخذ قرارا وطنيا وقد دأب على تلك المناورات السياسية وحتى لا يتحمل وزر تبعات الأزمة.

ويجمع عدد من المحللين على أن خطوات الصدر لا تخرج عن سياق التكتيك السياسي لإحراج الخصوم وأنها أيضا هروب إلى الأمام بينما باتت كل القوى بما فيها التيار الصدري عاجزة عن الخروج من المأزق.

وتذهب بعض القراءات إلى أن التيار الصدري سيعود مجددا للشارع خاصة في ذروة فصل الصيف حيث تعود مشاكل الخدمات بقوة من انقطاعات متواترة للكهرباء وسوء الخدمات الصحية وشح المياه وهي كلها شواغل لم تنجح الحكومات المتعاقبة في حلها.

ومن المتوقع أن يؤجج قرار الصدر الانسحاب من العملية السياسية التوترات القائمة أصلا وقد يعود عن قراره في أي لحظة ليظهر ذلك على انه استجابة لمطالب شعبية وخدمة لمصالح العراق العليا.

ومعروف عن الزعيم الشيعي تقلبه بين موقف ونقيضه بحسب المزاج السياسي العام وبحسب مصالحه ومصالح تياره.

وكان نواب الكتلة الصدرية قد قدموا الأحد الماضي استقالاتهم من البرلمان بناء على طلب من الصدر، فيما جاءت تلك الخطوة في خضم أزمة سياسية ناجمة عن خلافات بين الكتلة الصدرية وحلفائها والإطار التنسيقي الذي يضم قوى شيعية رئيسية معظمها خسر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة باستثناء ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي الذي حل ثالثا بـ33 مقعدا.