الصين تملك مفاتيح فهم منشأ كورونا

مدير منظمة الصحة العالمية يؤكد أنه بدون الوصول الكامل إلى المعلومات الصينية لا يمكنك قول هذا أو ذاك.

جنيف - حث تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الصين على مشاركة معلوماتها حول منشأ جائحة كورونا، قائلا إنه لحين حدوث ذلك تظل جميع الفرضيات مطروحة على الطاولة، بعد أكثر من ثلاث سنوات من ظهور الفايروس لأول مرة.

وأكد ردا على سؤال حول منشأ الفايروس "بدون الوصول الكامل إلى المعلومات التي تمتلكها الصين، لا يمكنك قول هذا أو ذاك".

وأضاف "جميع الفرضيات مطروحة على الطاولة، هذا هو موقف منظمة الصحة العالمية ولهذا السبب كنا نطلب من الصين أن تتعاون في هذا الشأن"، متابعا "إذا فعلوا ذلك فسنعرف ما حدث أو كيف بدأ".

وقال في مارس/آذار "نواصل دعوة الصين للتحلي بالشفافية في تبادل البيانات وإجراء التحقيقات اللازمة ومشاركة النتائج".

وكلفت منظمة الصحة العالمية مجموعة استشارية علمية تابعة لها بمواصلة التحقيق في أصول الجائحة التي أودت بحياة ما يقرب من سبعة ملايين شخص حول العالم.

بيانات
'نواصل دعوة الصين للتحلي بالشفافية'

وكشفت منظمة الصحة وعلماء آخرون أنهم لا يستطيعون استبعاد احتمال خروج الفايروس من مختبر شديد الحراسة في ووهان يدرس مسببات الأمراض الخطيرة، في حين تنفي الصين أي علاقة من هذا القبيل.

وتم اكتشاف الفايروس لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر/كانون الأول 2019، إذ اشتبه الكثيرون في أنه انتشر في سوق للحيوانات الحية قبل أن ينتشر في جميع أنحاء العالم.

وقام علماء صينيون بتحميل بيانات الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19 على نحو موجز إلى قاعدة بيانات دولية الشهر الماضي.

وتضمنت التسلسلات الجينية الموجودة في أكثر من 1000 عينة بيئية وحيوانية تم أخذها في يناير/كانون الثاني 2020 في سوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان، موقع أول انتشار معروف لفايروس كورونا.

وأظهرت البيانات أن الحمض النووي من أنواع حيوانية متعددة، بما في ذلك كلاب الراكون، موجود في العينات البيئية التي ثبتت إصابتها بفايروس سارس-كوف 2، وهو الفايروس المسبب لمرض كوفيد-19، مما يشير إلى أنها كانت "الوسائط الأكثر احتمالية" لنقل المرض، وفقا لفريق من الباحثين الدوليين.

ووهان
احتمال خروج الفايروس من هنا

ومع ذلك، ففي دراسة غير خاضعة لمراجعة الأقران ونشرتها دورية نيتشر هذا الأسبوع، شكك علماء من المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في نتائج الفريق الدولي، قائلين إن العينات لا تقدم دليلا على إصابة الحيوانات بالفعل، كما تم أخذها أيضا بعد شهر من انتقال العدوى من إنسان إلى آخر لأول مرة في السوق، لذلك حتى لو كانت نتيجة الفحص إيجابية فمن الممكن أن تكون الحيوانات قد التقطت الفايروس من البشر.

وأفادت ماريا فان كيركوف من منظمة الصحة العالمية، المسؤولة الفنية عن مكافحة كوفيد-19، أن أحدث المعلومات الصينية قدمت بعض "القرائن" على منشأ الفايروس ولكن لا توجد إجابات.

وأضافت أن المنظمة تعمل مع العلماء لمعرفة المزيد عن الحالات المبكرة من عام 2019 مثل أماكن وجود المصابين.

وذكرت أن منظمة الصحة لا تزال تجهل ما إذا كانت بعض الأبحاث المطلوبة قد أجريت في الصين، متابعة أن منظمة الصحة طلبت أيضا من الولايات المتحدة الحصول على بيانات أصلية تدعم دراسة حديثة أجرتها وزارة الطاقة الأميركية أشارت إلى أن تسربا معمليا في الصين هو ما تسبب على الأرجح في انتشار جائحة كوفيد-19.

وكان مجلس النواب الأميركي وافق بالإجماع على مشروع قانون يهدف إلى رفع السرية عن المعلومات الاستخبارية حول وجود روابط محتملة بين وباء كوفيد – 19، الناجم عن فايروس كورونا، ومختبر صيني يشتبه بأن الفايروس تسرب منه.