الطائرات التركية المسيرة صيد سهل للجيش الليبي

القوات المسلحة الليبية تتمكن من إسقاط طائرة مسيرة في منطقة الشويرف في وقت تصد فيه قواتها هجوما للميليشيات في محور الرملة جنوب طرابلس.

طرابلس - أكد الجيش الوطني الليبي إسقاط طائرة تركية مسيرة بالقرب من مدينة الشويرف جنوب غرب البلاد.
وأفادت غرفة عمليات الكرامة التابعة "للجيش الوطني الليبي" في تدوينة عبر صفحتها على الفايسبوك إن الدفاعات الجوية التابعة للجيش قامت الثلاثاء، بإسقاط طائرة تركية مسيرة قرب الشويرف.
كما أكدت كتيبة 82 مشاة التابعة للجيش الليبي أن الطائرة التركية أسقطت في وادي الرتم قرب منطقة الشويرف.
ومؤخرا تمكنت الدفاعات الجوية الليبية من إسقاط عدد كبير من الطائرات المسيرة التركية في اطار دعم متواصل من قبل انقرة لحكومة الوفاق وفي تحد للقرارات الدولية المطالبة بالتوقف عن تسليح اطراف النزاع في ليبيا.
كما يأتي نجاح الجيش الليبي في إسقاط الطائرة تزامنا مع تمكن عناصره في صد هجمات الميليشيات والجماعات المسلحة بمحور الرملة جنوب العاصمة طرابلس رغم محاولاتهم المتكررة للتقدم.

وكشف السقوط المتتالي للطائرات المسيرة التركية حجم الثغرات التقنية لطائرات البيرقدار التي تعتبرها انقرة فخر صناعتها العسكرية.

وضاعفت تركيا مؤخرا تهديداتها للقوات المسلحة الليبية حيث افادت الاحد إنها ستعتبر قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أهدافا مشروعة إذا واصلت هجماتها على مصالحها وبعثاتها الدبلوماسية في ليبيا.
وتأتي التهديدات التركية تزامنا مع طلب ما يسمى بـ"مجلس الدولة الليبي" من حكومة الوفاق رفع مستوى التنسيق العسكري مع الحلفاء الأتراك.
وتساند تركيا حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وتدعم الميلشيات الموالية لها بالعتاد والسلاح والعناصر والفصائل المسلحة التي القادمة من سوريا، ووقعت اتفاقا للتعاون العسكري مع رئيس الوفاق غايز السراج التي تحاول صد هجوم لقوات حفتر.
ويواصل الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر منذ أبريل/نيسان 2019 عملية عسكرية تهدف لتحرير العاصمة طرابلس من سيطرة الميليشيات، ضمن مساعي إرساء السلام في ليبيا ونزع السلاح من أيدي المتطرفين.
لكن التدخل العسكري التركي المستمر منذ أواخر العام الماضي يعثر الجهود الدولية لإرساء السلام في ليبيا، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تحظر إدخال السلاح للأراضي الليبية التي تشهد اضطرابات أمنية منذ سنوات.
وضرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عرض الحائط النداءات الدولية بوقف التدخل العسكري، مواصلا إرسال المقاتلين المرتزقة والفصائل المسلحة المتشددة من سوريا إلى ليبيا رغم مناشدات التوقف عن تغذية الصراع ووقف إطلاق النار في ظل انتشار فيروس كورونا.
ويقول الجيش الوطني الليبي إن تركيا أقامت قاعدة طائرات عسكرية مسيرة في معيتيقة لكن حكومة الوفاق الوطني تنفي ذلك.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "إذا تعرضت بعثاتنا ومصالحنا في ليبيا للاستهداف فسنعتبر قوات حفتر أهدافا مشروعة". وانتقد البيان الأمم المتحدة لعدم اتخاذها إجراء بعد هجمات حفتر.

تدخل تركي في ليبيا اثار انتقادات دولية
تدخل تركي في ليبيا اثار انتقادات دولية

ويبدو أن أنقرة تسعى من خلال انتقاداتها للأمم المتحدة بشأن تحركات حفتر المدعوم شرعيا بتفويض من الشعب الليبي لتحرير العاصمة طرابلس وتوحيد البلاد، لتضليل الرأي العام والتغطية على جرائمها الموثقة في ليبيا وتدخلها الخارق للقوانين الدولية والواثيق.
ويسعى أردوغان من خلال تحركاته في ليبيا وتمسكه بدعم حكومة الوفاق عسكريا إلى بسط نفوذه في ليبيا بعد سوريا و وتثبيت مشروعه في سيطرة الإخوان المسلمين على البلاد العربية، وعينه على الثروات النفطية بالمتوسط.
وجدد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء مطالبته بوضع حد للقتال في ليبيا وأبدى "تصميمه" على تطبيق حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على البلاد الغنية بالنفط والتي تشهد حربا مدمرة.
وأجرى وزراء دفاع الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي محادثات عبر الفيديو حول تداعيات جائحة كوفيد-19، المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، على الأمن الأوروبي.
وجدد إثرها وزير خارجية التكتل جوزيب بوريل الدعوة لوضع حد للحرب الأهلية التي تشهدها ليبيا.
وتعهّدت المهمة البحرية الجديدة للاتحاد الأوروبي المكلّفة بمنع تدفّق الأسلحة بحرا إلى ليبيا "إيريني" التي بدأت تنفيذ مهمتها الأسبوع الماضي بتطبيق الحظر وذلك في بيان صدر بإجماع الدول الأعضاء.