الطبوبي ينفض الغبار عن مبادرة الحوار بتهويل الوضع

أمين عام اتحاد الشغل التونسي يقول "للصبر حدود"، مشددا على دور النقابيين والعملة في التصدي لما وصفها بـ"محاولات الجذب إلى الوراء".

تونس - وجه نورالدين الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل رسائل مباشرة إلى السلطة السياسية القائمة، معتبرا أن المنظمة الشغيلة التزمت بالحكمة والرصانة طيلة الفترة الماضية، لافتا إلى أنها راعت مصالح البلاد، داعيا إلى توفير الأرضية الملائمة لما أسماه "إنقاذ البلاد"، في أحدث حلقة من حلقات الترويج لمبادرته التي يسوّق لها على أنها تشكّل خارطة طريق لحلّ الأزمة، لكنها لم تحظ بأي تجاوب من الرئيس قيس سعيد الذي رفض الرضوخ لكافة ضغوطات المنظمة لاستعادة دورها في صنع القرار السياسي.

ونقل راديو 'موزاييك' المحلي عن الطبوبي قوله في كلمة ألقاها خلال تجمع عمالي اليوم السبت بمناسبة الذكرى 78 لتأسيس الاتحاد "إن المنظمة الشغيلة أحدثت بهدف تحرير البلاد من قيود الاضطهاد الاستعماري والعيش بحرية وبناء دولة مستقلة تصان فيها الحريات والعدالة الاجتماعية".

واستعرض الطبوبي المعارك التي خاضها اتحاد الشغل من أجل نموذج تنموي وطني يكرس السيادة الوطني، قائلا إن "التاريخ قد يعيد نفسه"، مشددا على دور النقابيين والعملة في القطاعين العام والخاص للتصدي لما وصفها بـ"محاولات الجذب إلى الوراء"، فيما يبدو أن الأمين العام للمنظمة يستعرض قدرته على شنّ تحركات احتجاجية بذريعة الدفاع عن حقوق الطبقات الشعبية. 

ولفت إلى أن موقف المنظمة يتقاطع مع موقف السلطة السياسية الرافض للتفويت في المؤسسات العمومية. وحذر مما أسماه "شيطنة الاتحاد"، معبرا عن رفضه لما وصفه بـ"المحاكمات الكيدية" التي شملت النقابيين والإعلاميين والسياسيين، داعيا إلى "قضاء مستقل وعادل لا يخضع للضغوطات".

واعتقلت السلطات التونسية خلال الآونة الأخيرة عددا من النقابيين في إطار تحقيقات في قضايا مختلفة، فيما وجهت إلى بعضهم تهم تتعلق بتعطيل سير العمل، في خطوة غير مسبوقة أربكت أكبر مركزية نقابية في البلاد واتهم الطبوبي في مناسبات سابقة الرئيس التونسي بالسعي إلى ترهيب الشعب وتخويفه.

وأكد الطبوبي "تمسّك الاتحاد بالحوار الاجتماعي وبحقّ المفاوضة"، قائلا إن "المنظمة ستسمر في النضال من أجل حقوق الجهات والقطاعات وحماية المقدرة الشرائية للعمّال في مواجهة الغلاء والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الاستهلاكية والخدمات".

واعتبر أن المنظمة راعت الوضع الاقتصادي للبلاد وأمضت اتفاقا مع الحكومة على أن تتم مراجعته في حال تحسنت الأوضاع، مشددا على أن "اتحاد الشغل الذي يستمد قوته من العمال والنقابيين لا يستجدي الحكومات"، داعيا إلى الدخول في حوار اجتماعي، قائلا إن "الحقوق تفتك".

وقال الطبوبي "للصبر حدود"، معتبرا أن "البلاد في الوقت الراهن في حالة سكوت له دلالاته"، مضيفا "لا نريد أن تنجرّ تونس إلى ما لا يحمد عقباه".

وهذه ليست المرة الأولى التي يسعى فيه الطبوبي إلى تهويل الأوضاع والتسويق على أن البلاد على حافة انفجار اجتماعي كلما أراد الضغط على السلطة السياسية من أجل استعادة دور المنظمة كشريك في المنظومة السياسية مثلما كان الوضع خلال العشرية السابقة.

واستنفد الاتحاد العام للشغل كافة أوراقه خلال معركة لي الأذرع التي خاضها من أجل ابتزاز السلطة السياسة القائمة، كما فشل في تأليب الشارع على الرئيس التونسي الذي تحظى قراراته بتأييد واسع، فيما يذهب بعض التونسيين إلى حد المطالبة بوضع حد لما يصفونه بـ"تغوّل" النقابات. 

وشدد سعيّد في العديد من المناسبات على أن الحق النقابي يكفله الدستور التونسي، معربا عن رفضه لتحويله إلى وسيلة لتحقيق مآرب سياسية.