الطنطاوي يبني حملته الانتخابية على إثارة الجدل بعلاقته مع الإخوان

مصلحة مشتركة بين الإخوان والمرشح الرئاسي المحتمل، فكلاهما في حاجة إلى الآخر لتحقيق أهدافه، إذ يحتاج الطنطاوي إلى أصوات لخوض التجربة الصعبة، بينما الجماعة تريد منفذا للعودة إلى الشارع السياسي المصري.

القاهرة – تقوم الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي على إثارة الجدل وافتعال الضجة عبر المستجدات والتطورات المتلاحقة ابتداء من إعلان تنظيم الإخوان رسميا دعمه، إلى مسألة اختراق هاتفه وتوجيه أصابع الاتهام للحكومة المصرية بأنها وراء الهجوم الإلكتروني.

ويقول مراقبون، أن الطنطاوي رئيس حزب الكرامة السابق، يحاول تعظيم حظوظه في الانتخابات الرئاسية، التي سيحدد موعدها النهائي الاثنين المقبل، بالاستفادة من قدرات الإخوان التصويتية وخلاياها الكامنة في المجتمع.

وحسب المراقبين، فإن جماعة الإخوان ليس لديها ما تخسره بعد الهزائم المتتالية التي مُنيت بها، ما يعني أن دعمها للطنطاوي لن يفقدها شيئًا، بل قد يقودها إلى العودة للمشهد السياسي المصري، وإعادة تنظيم صفوفها.

وبعد تصريحات من المنسق العام للحملة محمد أبو الديار، يؤكد فيها ترحيبه بجماعة الإخوان، وعودتها للمشهد السياسي مرة أخرى أطل أمين التدريب، إسلام بهي الدين، بمنشورات عبر صفحته الشخصية على فيسبوك تؤكد ولاءه لجماعة الإخوان.

ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من تصريحات لحلمي الحزار، يعبر فيها عن إعجابه بأحمد طنطاوي، مشيرا إلى أن كلامه متزنا ومواقفه وطنية.

وأعرب الجزار، رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان، في حواره مع قناة "الشرق" التي تبث من اسطنبول،  أن الجماعة لن تتقدّم بمرشح في الانتخابات الرئاسية.

وقال ردًا على سؤال من المذيع حول مقارنة بين طنطاوي وباقي المُرشحين قائلًا "إن أحمد طنطاوي كلامه مُتقن ومُرتب ويُخاطب الوجدان المصري، وأنه يرى فيه حالة انضباط".

وأوضح المراقبون، أن هناك مصلحة مشتركة بين الإخوان والمرشح الرئاسي المحتمل، فكلاهما في حاجة إلى الآخر لتحقيق أهدافه، مشيرين إلى أنه بينما الطنطاوي بحاجة إلى أصوات لخوض التجربة الصعبة، فإن الجماعة بحاجة إلى العودة للشارع السياسي المصري.

وأثارت العلاقة بين الطنطاوي والإخوان جدلا وانتقادات واسعة في وسائل الإعلام المصرية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وقال الإعلامي مصطفى بكري إنه لا يختلف مع أحمد الطنطاوي أو ترشحه للرئاسة ويحترم رؤيته الناقدة للسياسات، لكن ظهور حلمي الجزار ودعمه وتأييده لـ"الطنطاوي" يحتاج ردا قاطعا منه.

وتابع بكري "هو سيترشح للانتخابات الرئاسية منافسا للرئيس السيسي، نظرا لأنه يختلف مع النظام وهذا من حقه، لكن مسألة الإخوان خط أحمر، وهي قضية مفصلية وأساسية والدستور نص على أن هذه الجماعة إرهابية محظورة، ومَن يضع يده في يدهم فهو مثلهم بالضبط خائن للوطن ويده مُلطخة بالدماء"

وتابع "نتمنى أن يكون الخطاب السياسي للمرشحين في الانتخابات الرئاسية محترمًا ومتوازنا، خاصة أن هناك ضمانات حقيقية لنزاهة الانتخابات، فالشعب لن يحتمل المرشح الواحد الذي ينافس نفسه".

وأضاف "لدينا ثقة في الهيئة الوطنية للانتخابات، فإننا سنكون على مسافة واحدة من الجميع. ومن حقنا أن يكون لدينا انتخابات رئاسية حرة".

ودعا بكري كل مرشح لهذا المنصب أن يعلن موقفه من "هذه الجماعة المحظورة لكي نعلم من الذي يريد بناء الدولة ومن يسعي لخرابها".

وكان بكري قد هاجم، في وقت سابق، الطنطاوي، معلقا على دعوته "الإخوان المسلمين" للعودة للمشهد السياسي، قائلا "أنت تلعب لعبة خطيرة".

وعلق على دعوة الطنطاوي، لعودة الإخوان للمشهد السياسي قائلا " هذا يزعج أي أحد يخاف على البلد.. هذا الذي يجري اتفاق جرى في لبنان بواسطة عراب الإخوان أيمن نور".

ولا يختلف المشهد الإعلامي عن نبض الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث جرى الحديث عن لقاء جمع الطنطاوي بأعضاء في الحركة المدنية المعارضة، أكد خلاله أن لديه أسلحته الخاصة لضمان النجاح في الانتخابات.

وأكد ناشط:

وتسبب الجدل والضجة التي أثارها الطنطاوي في هبة شعبية لتأييد الجيش المصري والرئيس عبدالفتاح السيسي، وجاء في تعليق:

وأعاد العديد من الناشطين التذكير بجرائم الإخوان وتاريخهم الدامي:

وازداد الجدل حول المرشح الرئاسي المحتمل، بعد تداول أخبار عن اكتشاف باحثين أمنيين اختراق هاتف السياسي المصري المعارض أحمد الطنطاوي ببرامج تجسس أكثر من مرة إثر إعلان ترشحه للرئاسة، وهو ما يعكس بحسب مراقبين تطورا تقنيا في أداء أجهزة الأمن المصرية المعروف عنها أنها تتّبع نهجا كلاسيكيا.

وبحسب المراقبين فإن هذا التطور التقني الذي يتيح للسلطة رصد معارضيها ينتظر أن يرافقه تغير في الأساليب أيضا؛ بحيث لا يتم استخدام التحركات المرصودة أمنيا باستغلالها في أول خطأ للمعارض وسجنه بل استخدامها سياسيا بأن تعرف كيف يفكر وتستبقه دون أن توحي بأنها تعرف ماذا يقول وماذا يفعل.

وأسهم اكتشاف البرمجيات الخبيثة، الذي أعلنه باحثون من سيتيزن لاب ومجموعة تحليل التهديدات التابعة لشركة غوغل، في إسراع شركة أبل إلى تحديث نظام التشغيل الذي تعتمده أجهزة آيفون وآيباد وكمبيوترات ماك وساعاتها الذكية لسدّ الثغرات الأمنية.

وقال مختبر سيتيزن لاب في تدوينة إن المحاولات التي انطلقت في أغسطس بهدف اختراق خصوصية أحمد الطنطاوي تضمنت استغلال اتصال هاتفه بشبكة الهاتف المحمول فودافون مصر لإصابته تلقائيا ببرنامج التجسس بريداتور، إذا زار مواقع معينة لا تستخدم بروتوكول نقل النص الفائق الآمن (إتش تي تي بي أس).

ورجّح مختبرُ سيتيزن لاب فشلَ الجهود لأن هاتف الطنطاوي كان في وضع الإغلاق، وهو ما توصي به شركة أبل مستخدمي آيفون المعرضين لخطر كبير، بمن في ذلك نشطاء حقوق الإنسان والصحافيون والمعارضون السياسيون في دول مختلفة.

وأوضح سيتيزن لاب قبل ذلك أن محاولات سُجّلت بداية من شهر مايو لاختراق هاتف أحمد الطنطاوي باستخدام برنامج بريداتور عبر روابط في رسائل قصيرة وعلى واتساب، وكان يجب النقر عليها لتمكين الفايروس من الدخول.

ويحوّل برنامج التجسس بريداتور الهاتف الذكي الذي يصيبه إلى جهاز تنصت عن بعد ويسمح للمهاجم بسحب البيانات منه.

ويُذكر أن مصر من المحترفين المعروفين لدى شركة سايتروكس التي تصنّع برنامج بريداتور، وأمكن تسليم برنامج التجسس عبر حقن الشبكة من الأراضي المصرية، وقال سيتيزن لاب إنه متأكد من كون الحكومة وراء الهجوم.