العراقيون يلوحون بالتصعيد ردا على تباطؤ تشكيل الحكومة
بغداد - دعا المتظاهرون بالعاصمة بغداد وعدة محافظات عراقية إلى زيادة وتيرة الاحتجاجات والاعتصامات، ردا على تباطؤ تشكيل حكومة مستقلة قادرة على إنقاذ العراق من أزمة سياسية واقتصادية متصاعدة.
وشهدت مراكز الاعتصام وساحات التظاهر في بغداد وتسع محافظات أخرى السبت توافد آلاف العراقيين وغالبيتهم من الطلاب ونشطاء المجتمع المدني، لاستئناف احتجاجاتهم على الطبقة السياسية الحاكمة والمطالبة بتشكيل عاجل لحكومة مستقلة غير خاضعة للمحاصصة الحزبية.
وعادت الاحتجاجات إلى ساحة السنك في العاصمة بغداد عقب أحداث عنف جدت الجمعة تسببت في مقتل متظاهران وإصابة أكثر من 35 آخرون، بعد أن أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود أغلقت جسر السنك الحيوي.
ويعيش العراق منذ استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل بدفع عبدالمهدي مطلع ديسمبر/كانون الثاني بدفع من الاحتجاجات، حالة شلل سياسي في ظل تعثر محاولات تشكيل محاولات تشكيل الحكومة.
ودفع تأخير تسمية رئيس وزراء المتظاهرين للخروج مجددا ومحاولة توسيع رقعة احتجاجاتهم والسيطرة على الرق والساحات الرئيسية بهدف الضغط على الحكومة تسمية رئيس وزراء مستقل.
وأفاد المتظاهرين في ساحة التحرير أنهم يعتزمون السيطرة على جسر محمد القاسم للمرور السريع لتوسيع رقعة المظاهرات الاحتجاجية .
كما دعا المحتجون في مدينة النجف إلى توسيع رقعة التظاهر ابتداء من الأحد من خلال إغلاق الطرق والجسور والأبنية الحكومية والجامعات والمدارس والجسور الرئيسية.
واتفق المتظاهرون في محافظة بابل على خلفية مماطلة الكتل السياسية بتسمية مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة، على ضرورة اتخاذ تدابير ابتداء من الأحد، تتضمن إغلاق جسور بته والثورة ونادر وتقاطع الطرق والشوارع، إضافة إلى دعوة فئات المجتمع للخروج في مسيرات لدعم الاحتجاجات في ساحات التظاهر والاعتصام .
ووزع متظاهروا محافظة ذي قار خارطة لقطع الطرق والجسور الداخلية والخارجية الرابطة بين ذي قار والمحافظات المجاورة وفي مناطق متفرقة والسماح فقط لمرور الحالات الطارئة وحركة القوات الأمنية وتكثيف التواجد في ساحة التظاهر المركزية في الحبوبي .
وأعلنت مصادر أمنية في محافظة كربلاء نشر قواتها لمنع حصول أعمال عنف وتخريب، مشيرة إلى اعتقال خمسة أشخاص حاولوا إضرام النيران في المباني والممتلكات العامة.
وتستمر الاحتجاجات التي شملت جل المحافظات العراقية منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادي وتغلغل الفساد الإداري في مفاصل الدولة وتفاقم البطالة. وقتل منذ بداية الحراك أكثرمن 670 متظاهرا وإصابة الآلاف.
وترددت أنباء بالعراق عن نية الفاصائل العراقية المسلحة الخروج بمظاهرات مليونية يقودها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للمطالبة بخروج القوات الأميركية.
وتصاعد التوتر في العراق بتصفية واشنطن للجنرال الإيراني قاسم سليماني والقيادي بفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران أبو مهدي المهندس إثر غارة جوية ببغداد.
وزاد القلق من تتحول العراق إلى ساحة حرب بالوكالة بين طهران وواشنطن، واستهدفت ميليشيات الحرس الثوري بصواريخ قاعدتان أميركيتان في أربيل والأنبار شمالي وغربي العراق.
وتعالت الدعوات الدولية إلى خفض التصعيد بين طهران وواشنطن، محذرين من مغبة حرب مفتوحة بين إيران وأميركا تلقي بضلال وخيمة على المنطقة.
وفي هذا السياق حذر السبت وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال لقائه بنظيره العراقي محمد علي الحكيم في بغداد، من أن المنطقة ستخسر الكثير ما إذا تحول العراق إلى ساحة حرب بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال الصفدي إن "المنطقة ستخسر كثيرا إذا تحول العراق إلى ساحة صراع بين طهران وواشنطن، مشددا على ضرورة خفض التصعيد".
وأضاف أن "الحفاظ على أمن العراق وسيادته ضرورة إقليمية"، مبينا أن استقراره سيعزز استقرار المنطقة التي "ستخسر كثيرا إذا تحول العراق إلى ساحة صراع".
وتابع "يجب على الجميع العمل على زيادة وتيرة الجهود للحفاظ على الهدوء وخفض التوتر"، معتبرا أن "خطر داعش لا يزال قائما".