العراق.. ماذا يعد المطبخ الإيراني لسحور الكتلة الكبرى

جميع أحزاب الإسلام السياسي الشيعي هم خريجي المدرسة الإيرانية ومن متنعمي نعمتها وكرمها ومدارسها العسكرية والأمنية نعم تواجه إيران مصاعب كبيرة حيث أن طلاب الأمس ومريدي مدارسها أصبح كل واحد منهم يملك حزبا ومليشيا وأموالاً وفضائيات.

بقلم: حاكم كريم عطية

تسعى الجارة إيران لمساعدة الشعب العراقي للخروج بحل يتناسب مع أوضاع العراق وترتيب البيت العراقي ليكون تحت المضلة الإيرانية فمنذ فترة و سليماني يرابط في المنطقة الخضراء يفطر مع رئيس كتلة ويتسحر مع آخرين وكلهم من البيت الشيعي الذي ضربت فيه أوضاع العراق المأساوية ليعيش حالة من العزلة والفرقة كنتيجة طبيعية لأنتهاج سياسة المحاصصة الطائفية وأعتماد مبدأ تقاسم أدارة فساد العراق على أساس الطوائف الكبرى وليس على أساس المناهج والقوانين المعروفة في أرساء دعائم بناء الدولة ومؤسساتها ووضع البرامج والخطط لتسيرها بما يتناسب وأحتياجات شعبها بمختلف قومياته وأنحداراته الطبقية والعرقية والدينية.

لكن يبدو أن سليماني لم يعد قادرا على جمع فرقاء الكتل الشيعية مما جعل إيران توسع دائرة نفوذها بأرسال نجل خامنئي وبرعاية السفير الإيراني في هذا الشهر المبارك وذلك للعمل على جمع الفرقاء لتكوين الكتلة الأكبر من البيت الشيعي وتولي رئاسة الوزراء وبالتالي تشكيل الحكومة المقبلة في العراق.

تواجه إيران مصاعب كبيرة رغم أن جميع أحزاب الأسلام السياسي الشيعي موالي لها وجميع مسؤولي هذه الأحزاب والكتل هم خريجي المدرسة الإيرانية ومن متنعمي نعمتها وكرمها ومدارسها العسكرية والأمنية نعم تواجه إيران مصاعب كبيرة حيث أن طلاب الأمس ومريدي مدارسها أصبح كل واحد منهم الآن يملك حزبا ومليشيا وأموال وفضائيات ومارس وشارك في أدارة الحكم في العراق عن طريق حصته من الوزراء والوزارات حسب ما يمتلك من مقاعد برلمانية على مدى ثلاث دورات أنتخابية وعمل على خلق وتطوير أساليب مليشاوية جديدة ومتطورة للوقوف بوجه المعارضين وأصبحت لغة التهديد والوعيد هي اللغة المفهومة في العراق وعلى ضوئها يتم تحديد وزن الكتلة وقوتها ودورها في عراق مع الأسف أستسلم فيها شعب لجلاديه رغم كل المآسي والويلات والجرائم والفساد التي على مدى 15 عام لو نظرنا ألى دول العالم لكان جزء بسيط منها يسقط دول وحكومات والأمثلة كثيرة.

تسعى إيران للملمة البيت الشيعي ورعاية خريجي مدارسها الفقهية والعسكرية وما زالت لها القوة والنفوذ لتحقيق ذلك وسوف تنجح في ذلك المسعى مع الأسف لأن سياسة التحاصص الطائفي والعرقي مازالت سياسة رائجة في العراق وكل الكتل والأحزاب مستعدة لأعادة التجربة السابقة أذا ما جرى توفير الأرضية لتغانم الحصص عربا وأكرادا وأقليات تقبلت فكرة التحاصص بل وأبدعت في تطبيقاتها على مدى 15 عام فماذا سيمنع إيران من نجاح مسعاها لدورة حكم أخرى كل ذلك يجري تحت غطاء الفوضى الخلاقة التي تضرب العراق بأشكال متعددة من تفجيرات ألى مفخخات ألى بقايا الدواعش ألى حرق صناديق الأقتراع ألى أزمة الماء والكهرباء! وعصابات الخطف والجريمة المنظمة وكذلك شغف العيش والأزمات التي لن تنتهي حتى يتحقق الهدف المنشود.

التحاصص تعدى حدود المعقول في مجال الفساد وتوزيع المغانم وأصبح في بلادنا العمل في مجال السياسة مربحا للغاية ومريحا ويمكن لك في أربع سنوات أن تصبح ملونيرا وأن تتحول من مجرم ألى مناضل وتملك تأريخا نضاليا ومقاما عاليا وبشهادة الفاسدين وأن تتقاعد براتب وأمتيازات لا يحلم بها الموظف العراقي بعد خدمة ثلاثين ألى أربعين عاما وتضمن مستقبل حتى أحفادك الذين لم يولدو في رفحا ما لم يفيق الشعب العراقي من غفوته ويصحى قبل فوات الأوان.