العراق.. وصول سليماني مبعوثاً من الولي الفقيه

وجود سليماني يعبر عن مدى الحضور الإيراني في الشأن العراقي وكذلك يدلل على أن اللاعب الأبرز في السياسة العراقية ما زال ينطلق من الأراضي الإيرانية واستمرار المليشيات بالتحكم بمصير العراقيين.

بقلم: حاكم كريم عطية

كشفت مصادر مطلعة، الثلاثاء، أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وصل الى المنطقة الخضراء في بغداد، والتقي بأربع شخصيات سياسية.

جاء ذلك تزامناً مع انتهاء جولة الانتخابات النيابية لاختيار ممثلي الشعب العراقي للبرلمانـ والذي يتوقع أن يكون تعدادهم 320 نائبا وقد تنافست قوائم عديدة لخوض هذه الأنتخابات ورغم النسبة المتدنية التي صوتت لهذا الأختيار وذلك لأسباب عديدة أهمها أن الناخب العراقي يائس من تكرار نفس الوجوه التي عانى منها العراقيين على مدى 14 عام وهو سبب يعبر عن فقدان المواطن العراقي الثقة بالسياسة والسياسيين العراقيين أذا كان هناك من تنطبق عليهم هذه التسمية!

انتهت جولة التصويت في الخارج والداخل وأعلنت النتائج وجاء أئتلاف سائرون بالمركز الأول على مستوى المحافظات يليه الفتح وهكذا وحددت أعداد المقاعد التي فازت بها كل الكتل المشاركة في هذه الأنتخابات وبات الشارع العراقي يتطلع للمهمة الأخطر والأهم ألا وهي من سيشكل الحكومة العراقية المقبلة وبنظرة حسابية بسيطة فأن أي من الكتل لا تملك الأعداد الكافية من المقاعد لتشكيل الحكومة وعليه ستكون هناك عدد من الأحتمالات لتشكيل تحالفات لتكوين الكتلة الأكبر في البرلمان والتي ستضطلع بتشكيل الحكومة القادمة وعملية بناء هذه التحالفات مع كتل بنيت على نهج المحاصصة والطوائف سوف يعيد نفس سيناريو نهج المحاصصة وتمثيل الطوائف وأذا ما تكونت كتلة شيعية مع أحزاب من كوردستان تتماثل مصالحها مع هذه الكتل مثلما حدث على مدى 14 عام فأننا سوف نتوقع أن تعاد عملية تكريس المنهج الطائفي المحاصصاتي وأعتقدأن مهمة قاسم سليماني سوف تتركز على أنجاح هذه المهمة وجمع الفصائل الموالية لأيران لأستبعاد كتلة سائرون والشيوعيين من لعب دور في السياسة العراقية ويبقى دور واحد فقط أذا ما أنزلقت كتلة سائرون لهذا التحالف يبقى خيار المعارضة البرلمانية الخيار الوحيد أمام كتلة سائرون/ الشيوعيون.

أن وجود سليماني يعبر عن مدى الحضور الإيراني وتدخله بالشأن العراقي وكذلك يدلل على أن اللاعب الأبرز في السياسة العراقية ما زال ينطلق من الأراضي الإيرانية والذي يطبخ للشعب العراقي في المطبخ الإيراني هو قيمة حسينية تكرس مبدأ الولاء لإيران وأستمرار المليشيات بالتحكم بمصير العراقيين.

هل ستقوم كتلة سائرون برفض التدخل الإيراني ووجود سليماني مبعوثا لخامنئي في المنطقة الخضراء هذا ما ستكشفه الأيام القادمة وسيكون طعم القيمة الحسينية علقما إيرانيا يتذوقه العراقيين ويتذكرون كيف خرج المنهج الطائفي المحاصصاتي من الباب ليعود من الشباك بلباس وشخوص آخرين ووجوه معدة ومدربة في المطبخ الإيراني.