العرب والانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي

فرصة تاريخية للعرب بأن يدعموا كفاح الشعب الإيراني من أجل التحرر.

هل هناك من بإمكانه القول وبثقة كاملة من الاتفاق النووي الذي تم عقده بين مجموعة 5+1 وإيران في تموز 2015، كان لصالح العرب؟ الاحداث والتطورات والمستجدات التي واجهتها المنطقة بعد الاتفاق أكدت حقيقة أن العرب كانوا من أكبر المتضررين وإنهم من ضحايا هذا الاتفاق الذي جاء كطعنة في ظهرهم، خصوصا وإن كل تطمينات الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري كانت هواء في شبك!

الانقسام العربي من حيث الموقف من القرار الاميركي، هو في حد ذاته من آثار وتداعيات الاتفاق النووي "المريب"، خصوصا بعد أن نجح نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من إستغلال الفترة التي أعقبت الاتفاق في ترسيخ نفوذه في بلدان في المنطقة وبشكل خاص بعد الاستفادة من الاموال الايرانية المجمدة التي تم إطلاقها والتي تم توظيفها من أجل خدمة المشروع الايراني كما صار واضحا للقاصي قبل الداني، خصوصا إذا ما علمنا بأن الاميركيين والاوربيين صاروا يعربون علنا عن إستيائهم ورفضهم للدور الايراني المتنامي في بلدان بالمنطقة وسعيهم لتحديد وتقويض هذا الدور.

الإنسحاب الذي أعلنه الرئيس ترامب من الاتفاق النووي، جاء بمثابة موقف كان يحلم به العرب من أجل تحديد وتحجيم النفوذ الايراني في المنطقة، ذلك إنه ليس الاقتصاد الايراني فقط وانما الكثير من الامور والاوضاع الايرانية ستصاب بعجز أو شلل جزئي وذلك من شأنه إضعاف الدور والنفوذ الايراني في المنطقة ويساهم بتقوية الموقف العربي ازاء ذلك. والاهم من ذلك إن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية يعتبران أيضا ظهيرين للبلدان العربية المناهضة للنفوذ الايراني في المنطقة، لأن كلاهما قد أعلنا مرارا وتكرارا رفضهما الكامل للتدخلات الايرانية في بلدان المنطقة ودعيا الى وضع حد لها، وهو أمر صار معروفا للعالم كله، وإن الذين لا يزالون يقفون موقف الصمت السلبي أو يٶيدون ضمنا التدخلات الايراني المشبوهة في المنطقة، فإن عليهم أن يعلموا بأن المستقبل دائما مع مواقف الشعوب وإرادتها الحرة والقوى الوطنية المعبرة عن آمالها وطموحاتها، وإن كافة التقديرات والتوقعات والتحليلات السياسية ترى بأن الموقف الايراني ضعيف جدا وإن النظام في أضعف حالاته وقد تعمل أصغر شرارة على إيقاد النار في هشيم النظام.

من المهم والمفيد جدا أن يعمل العرب ما بوسعهم من أجل إعداد أنفسهم ووحدة صفهم وكلمتهم للوقوف بوجه النفوذ الايراني الذي ثبت بأن أهدافه تستهدف المنطقة كلها، وإن أهم خطوة ضرورية تنتظر البلدان العربية بهذا الصدد هو دعم ومساندة نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير.