العقارات الفاخرة تزدهر في بكين

بكين - من اليزابيت زينغ
منازل فاخرة للأغنياء فقط!

يعرض الوسيط لبيع العقارات شينغ جيان، بارتياح وباعتزاز كبير فيلا فاخرة في مجمع اطلق عليه اسم "اورانج كونتي" يبعد ثلاثين كيلومترا شمال بكين، للبيع لقاء 14 مليون يوان (1.7 مليون دولار).
وقال شينغ وهو يفتح بابا ثقيلا من الخشب المحفور قبل ان يدخل بهو فسيح "انه منزلنا الفرنسي".
كل شئ في هذا المنزل معد ليثير اعجاب الزائر: ست غرف لكل منها حمام، وقاعة هائلة للجلوس مع مطبخ اميركي واربع مداخن وديكور وتزيينات اعدت بعناية ودقة.
واكد شينغ الذي يعمل في شركة الاستثمار "جونغيانغ شوانغجي" ان "مجسم البيت يشبه البيت الابيض"، قبل ان يشير الى السجاد الاحمر وثريات الكريستال في غرفة الطعام وكلها يفترض ان تمثل الذوق الفرنسي.
وقد انشئت حتى الآن 138 فيلا تتراوح مساحات البناء فيها بين مئتين و770 مترا مربعا، في مجمع يفترض ان يضم مئتي فيلا مع بداية العام المقبل. وستتم حماية هذه المنازل باسوار وكاميرات مراقبة وحراس.
ورغم ان اسعار هذه الفيلات تتراوح بين مليوني و14 مليون يوان، لم يبق سوى سبع منها معروضا للبيع في هذا المجمع المخصص للصينيين فقط. وقال شينغ ان المنازل الاقل ثمنا بيعت منذ بدء تسويقها في ايلول/سبتمبر الماضي.
وفي بلد بلغ فيه متوسط دخل الفرد في المدن 6869 يوان (830 دولار) العام الماضي مقابل 2366 يوان لسكان الارياف، يثير ازدهار مجمعات مثل "اورانج كونتي" الاستغراب.
والامر الاكثر غرابة ان اسماء باللغة الانكليزية اختيرت لهذه المجمعات مثل "ريفييرا بكين" و"كابيتال باردايز" و"دراغون فيلا".
وقد انشئت هذه المجمعات اولا لجذب الاجانب الذين يوافقون على دفع ايجارات قد تصل الى عشرة آلاف دولار شهريا قبل ان تركز على سوق الاغنياء الجدد الصينيين المزدهر.
وقال شينغ الذي لا تعمل شركته الا في مشاريع سكنية من هذا النوع ان "زبائننا هم خصوصا رجال اعمال صينيون صنعوا ثرواتهم في الخارج الى جانب بعض الفنانين".
وما زال اصحاب هذه المشاريع يستثمرون بقوة في العقارات الفاخرة، يشجعهم تنظيم الالعاب الاولمبية في بكين في 2008 ووصول اعداد كبيرة من الاجانب مع انضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية.
وقالت جانغ هونغ من مكتب "جونز لانغ ديلاسال" للعقارات ان "الطلب على الفيلات سيبقى قويا وسيزداد في الارتفاع في السنوات المقبلة لان الصينيين وليس فقط الاجانب كما كان الامر من قبل، سيسعون الى تغيير طريقة حياتهم بالانتقال من وسط المدينة الى الضواحي".
ولكن الامر لا ينطبق على العقارات المتوسطة والدنيا. فمن اصل 17.1 مليون متر مربع من المساكن التي انجز بناؤها العام الماضي في بكين، هناك 1.5 مليون فقط متر مربع من الشقق التي تدعمها الدولة والمخصصة للبيع، لكن لوائح طالبي الشراء طويلة.
ولقاء سعر متوسط يبلغ 4500 يوان يتدرج ليصل الى ما بين ثمانية وعشرة آلاف يوان في الاحياء الواقعة في وسط المدينة وحتى عشرين الف يوان، يصبح شراء شقة بسعر مقبول في بكين امرا اكثر صعوبة.
ولا يتجاوز متوسط دخل الفرد في بكين عشرة آلاف يوان (1200 دولار) سنويا، بينما تضم العاصمة الصينية فائضا من الشقق الخاصة المتوسطة.