العقوبات الأميركية على حزب الله تعجل بولادة حكومة لبنانية

رئيس الوزراء اللبناني المنتهية ولايته يشير إلى وجود قرار بتشكيل حكومة جديدة على وجه السرعة معتبرا أن للعقوبات الأميركية على حزب الله تأثير ايجابي.

حلفاء الأسد يسيطرون على البرلمان اللبناني
نبيه بري مرشح بلا منافس لرئاسة البرلمان
ايلي الفرزلي حليف الأسد وحزب الله المرشح الأبرز لنيابة بري
سعد الحريري يرفض ترشيح الفرزلي لمنصب نائب رئيس البرلمان
مهمة صعبة تنتظر الحريري اذا اعيد تكليفه بتشكيل الحكومة

بيروت - نسب تلفزيون الجديد اللبناني إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته سعد الحريري قوله الثلاثاء، إن قرارا اتخذ لتشكيل حكومة جديدة على وجه السرعة.

وقال الحريري "هناك قرار بالإسراع في تأليف الحكومة وأعتقد أن العقوبات على حزب الله قد يكون لها تأثير إيجابي وإمكانية في تسريع ولادة الحكومة الجديدة".

وأجرى لبنان انتخابات برلمانية في السادس من مايو/أيار وانتهت ولاية البرلمان ليل الاثنين.

ويسعى حزب الله المدجج بالسلاح والمدعوم من إيران بعد فوزه وحلفائه بالغالبية البرلمانية في الانتخابات الأخيرة إلى الاحتماء بالغطاء السياسي لتحصين نفسه من العقوبات الأميركية.

لكن واشنطن أشارت في الفترة الأخيرة عقب فرض عقوبات تشمل دائرة صناعة القرار في الجماعة الشيعية اللبنانية بما في ذلك الأمين العام للحزب حسن نصرالله ونائبه نعيم قاسم وقيادات في مجلس الشورى، أكدت أن فوز حزب الله لا يحصنه من العقوبات.

وتأتي هذه التطورات بينما من المقرر أن ينتخب البرلمان اللبناني غدا الأربعاء نبيه بري رئيسا له وهو المنصب الذي يشغله منذ العام 1992 بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في السادس من مايو/أيار وعززت سيطرة حزب الله وحلفائه.

ويرأس بري (80 عاما) حركة أمل الشيعية كما أنه حليف وثيق لحزب الله الشيعي المدجج بالسلاح منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.

وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته سعد الحريري زعيم تيار المستقبل وأحد معارضي حزب الله قد أعلن دعمه لبري.

وأعلنت كتلة تيار المستقبل الثلاثاء على تويتر تسمية الحريري لرئاسة الحكومة وبري لرئاسة البرلمان.

وبري مرشح دون أي منافس لهذا المنصب المخصص للمسلمين الشيعة وفقا لنظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان.

وتحسبا لإعادة انتخاب بري أصدر مكتبه بيانا حث فيه أنصاره على تجنب اطلاق النار خلال الاحتفالات.

ويعد ايلي الفرزلي وهو حليف آخر لحزب الله المرشح الأبرز لانتخابه نائبا لرئيس البرلمان مما يعكس تحولا في المشهد السياسي لصالح حزب الله وحلفائه منذ الانتخابات البرلمانية في العام 2009.

ويرتبط الفرزلي مثل بري وحزب الله بعلاقات وثيقة بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وفازت الأحزاب والشخصيات التي تدعم حيازة حزب الله للسلاح بسبعين مقعدا على الأقل من مقاعد البرلمان المؤلف من 128 عضوا.

وفي آخر مرة جرت فيها انتخابات عام 2009 فاز تحالف مناهض لحزب الله بزعامة الحريري بالأغلبية وبدعم من المملكة العربية السعودية.

وتولى أحد معارضي حزب الله منصب نائب رئيس البرلمان - المخصص للروم الارثوذوكس منذ عام 2005 وهو العام الذي اجبرت فيه القوات السورية على الانسحاب من لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري والد سعد.

ولقد أعلن الحريري معارضته لفرزلي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بزمن الهيمنة السورية على لبنان.

والفرزلي هو واحد من مجموعة سياسيين مؤيدين لحزب الله ودمشق والذين عادوا الى مناصب عامة للمرة الأولى منذ العام 2005.وكان وزيرا للإعلام أثناء اغتيال الحريري.

وبمجرد انتخاب رئيس البرلمان سيجري الرئيس ميشال عون وهو مسيحي ماروني مشاورات مع أعضاء البرلمان لإعلان اسم رئيس الوزراء وهو منصب مخصص للسنّة.

سلاح حزب الله
حزب الله يثقل على لبنان بترسانة أسلحة مثيرة للقلق

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يتم تسمية الحريري رئيسا للوزراء مرة أخرى وسيواجه مفاوضات صعبة لتشكيل حكومة ائتلافية تجمع كل الأحزاب الرئيسية في لبنان بما فيها حزب الله.

ولقد خسر الحريري أكثر من ثلث مقاعده وذهب الكثير منها إلى حزب الله أو إلى سياسيين متحالفين معه.

وألقى الحريري باللائمة على نظام انتخابي جديد وعلى تقصير "تيار المستقبل" للخسائر مما دفعه إلى إعادة ترتيب داخلي في الحزب.

وزادت تشكيلة البرلمان الجديد من التوقعات بأن الحكومة القادمة ستتجه لتوسيع العلاقات مع سوريا خاصة وأن عون وغيره من الزعماء اللبنانيين يسعون إلى عودة حوالي مليون نازح سوري إلى بلادهم.

وقال حزب "القوات اللبنانية" المناهض لحزب الله بزعامة السياسي الماروني سمير جعجع إن نوابه سيدلون بأوراق بيضاء في تصويت الأربعاء.

وكان حزب القوات اللبنانية قد ضاعف تقريبا عدد نوابه في الانتخابات وحصل على 15 مقعدا.

ويرشح حزب القوات اللبنانية شخصا آخر لمنصب نائب رئيس البرلمان وهو أنيس نصار.