العلاج المبكر والدعم يكبحان تقدم الفصام

التدخل في الوقت المناسب ضد المرض النفسي يساهم في تحسن أفضل في حدة الأعراض ويقلل احتمالات عدم مواصلة العلاج أو دخول مستشفى.
العلاج المبكر والدعم الإضافي يساعدان في تحسن حالة مرضى الفصام

واشنطن - أظهرت دراسة حديثة أن مرضى الفصام الذين يتلقون علاجا في مرحلة مبكرة من المرض مع توفر دعم إضافي لهم إلى جانب الأدوية والعلاج النفسي قد تتحسن حالتهم بشكل أفضل مقارنة بمن يتلقون علاجا عاديا ينقصه التنسيق عادة ويبدأ بعد سيطرة الهلاوس على المريض.

واختبر الباحثون بيانات من عشر تجارب سابقة تشمل 2176 مريض فصام. وشملت جميع التجارب اختيار بعض المرضى بشكل عشوائي لتلقي علاج معتاد بينما تلقى آخرون علاجا مبكرا بخدمات أكثر شمولا.

وتبين أن التدخل المبكر ساهم في تحسن أفضل في حدة أعراض الذهان لدى المرضى مقارنة مع تلقي العلاج المعتاد. وكانت احتمالات عدم مواصلة العلاج أو دخول مستشفى لتلقي رعاية نفسية أقل لدى المرضى الذين حظوا بتدخل مبكر.

وقال قائد فريق البحث الدكتور كريستوف كوريل باحث الطب النفسي في مستشفى زوكر هيلسايد في نيويورك "تتجاوز خدمات التدخل المبكر مجرد تناول الدواء وتتكامل مع عناصر خطة العلاج مثل التثقيف النفسي للمرضى وعائلاتهم والعلاج النفسي للأفراد والعلاج الأسري والاستشارات المهنية والتعليمية والتعامل مع الحالة والاستجابة للأزمة وإدارتها".

وقال كوريل عبر البريد الإلكتروني "الرعاية العادية توفر نسبة أقل بكثير من عناصر العلاج تلك. لا يوجد تدريب محدد أو خبرة معينة بخصوص أفضل طرق التعامل مع المرضى في مراحل الذهان المبكرة ولا يوجد منهج جماعي متكامل لتنسيق الرعاية وفقا لاحتياجات المرضى وعائلاتهم".

 

الفصام

وقال الباحثون في دورية غاما للطب النفسي إن الفصام أحد أهم أسباب الإعاقة الحركية في الولايات المتحدة وعادة ما تكون نتائج العلاج دون المستوى المتوقع حيث يعزف المرضى عن العلاج عادة في وقت مبكر جدا أو لا يتلقون مساعدة كافية للتعافي من نوبات الذهان.

وكان العلاج في برامج التدخل المبكر مكثفا بدرجة تزيد على مثلي العلاج العادي خلال التجارب.

وفي جميع التجارب توقف نحو 21 بالمئة من المرضى في برامج التدخل المبكر عن العلاج في وقت مبكر مقارنة مع 31 بالمئة بين مرضى الرعاية العادية. ويحدث التوقف عن العلاج عادة عندما لا يجري التحكم في الأعراض بشكل ملائم.

وتبين أيضا أن نحو 32 بالمئة من مرضى التدخل المبكر مكثوا في المستشفى لمرة واحدة على الأقل لتلقي علاج نفسي مقارنة مع 42 في المئة تلقوا علاجا عاديا.

غير أن التجارب كانت قصيرة بالنسبة لتقييم أي آثار طويلة الأمد لبرامج التدخل المبكر لدى مرضى الفصام.

لكن على الرغم من ذلك قال الدكتور باتريك مكغوري من مركز الصحة العقلية للشباب في جامعة ملبورن الاسترالية إن النتائج توفر أدلة جديدة على الإمكانيات الكامنة في برامج التدخل المبكر لتوفير منهج أكثر شمولية وفاعلية لرعاية مرضى الفصام.