'الفن والدبلوماسية' يكشف مميزات الثقافة المغربية في نيويورك
نيويورك - نظمت جمعية القناصل الأجانب بنيويورك، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسها، أمسية فنية أثثها معرض تشكيلي بعنوان "الفن والدبلوماسية"، بمشاركة 11 دولة بينها المغرب.
واكتشاف الحاضرون خلال الحفل الذي جرى تنظيمه بالتعاون مع القنصلية العامة للمغرب بنيويورك، مميزات الثقافة المغربية العريقة، من خلال أعمال الفنانين التشكيليين عزيز السيد وعبدالإله الناصيف.
ويسافر عزيز السيد في لوحته التي تحمل عنوان "امرأة" بالشغوفين بهذا الفن في رحلة تستجلي صورا جمالية مستوحاة من الصناعة التقليدية المغربية، تمزج بين الألوان والأشكال والأضواء التي تذكر بالتنوع الثقافي للمملكة وتشبثها بقيم العيش المشترك.
ويشار إلى أن السيد حرص منذ معرضه الأول الذي أقامه في العام 1973، بالجسد بوصفه ثيمة أساسية لم يخرج عنها في سلسلة من المعارض التي تلته إلى اليوم، ضمن تنويعات مختلفة تُظهر العديد من التعبيرات الفنية والطقوس الاجتماعية والدينية والعوامل الثقافية.
أما الفنان عبدالإله الناصيف، فإنه يمنح الأولوية في أعماله لرسومات الطبيعة على الأقمشة التقليدية الشفافة، ليتيح لجمهوره اكتشاف قدرة الثقافة المغربية على التأقلم مع المتطلبات الراهنة، مع الحفاظ على أصالتها وتجذرها التاريخي والحضاري.
وتميز هذا المعرض الفني أيضا بعرض أعمال تمثل عددا من البلدان، من بينها جورجيا وباربادوس وسويسرا وصربيا والفلبين.
ويسلط المعرض الفني المنظم بشراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة الضوء على الدور الذي تضطلع به الدبلوماسية الثقافية من خلال التعبير والإبداع الفني، وفق رئيس جمعية القناصل الأجانب أمير فريد أبوالحسن، مشيدا بالتعاون المثمر مع المغرب في تنظيم تظاهرات من هذا القبيل تساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب.
ويرى أبوالحسن وهو أيضا القنصل العام لماليزيا في نيويورك أن الفن يسهم في تشجيع التقارب بين الشعوب والبلدان، مبرزا أهمية تعزيز التفاهم والتلاقح الثقافي في خدمة السلام والأمن في العالم.
واستعرض عبدالقادر الجموسي، القنصل العام للمغرب بنيويورك، وفق ما نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء، دور الثقافة والفن كمكون أساسي ضمن العمل الدبلوماسي الذي يحتفي بالتنوع ويشجع على تحقيق التقارب بين شعوب العالم، معتبرا أن الفن يشكل لغة كونية تخترق الحدود والاختلافات لتحمل رسالة "جمالية الإنسانية المشتركة".
ومن جانبهما، أبرز مفوض الشؤون الدولية بمجلس مدينة نيويورك، إدوارد ميرملستين، والمديرة الإقليمية لمكتب البعثات الأجنبية التابع لوزارة الخارجية الأميركية، كاثلين إيغن، أهمية تعزيز التعاون متعدد الأبعاد من أجل بناء "مجتمع مترابط وشامل"، معتبرين أن الارتقاء بالعالم نحو غد أفضل يمكن أن يتم من خلال تطوير الشراكات التي تعطي الأهمية للثقافة ودورها في تكريس التنوع والتعايش.
كما غاص الجمهور في الحفل الذي حضره على الخصوص السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، في عالم موسيقى كناوة، من خلال مقطوعات أدتها فرقة "المعلم" حسن حكمون.
وتميز الحفل أيضا بعرض شريط مؤسساتي يستعرض الغنى الثقافي والحضاري للمغرب ومكانته باعتباره وجهة مفضلة للسياحة في أفريقيا والعالم.
وكان الحاضرون كذلك على موعد مع أداء متميز للمجموعة الموسيقية التايلاندية "إيسان ميوزيكال"، وعازف البيانو الجورجي، إيركلي شارادزي.
وتعد جمعية القناصل الأجانب التي تأسست في 1925 وتمثل السلك القنصلي في نيويورك، أكبر جمعية دبلوماسية في العالم. وتضطلع بالنهوض بالعلاقات الثقافية والاقتصادية، لاسيما مع الحاضرة الأميركية وبين البلدان الأعضاء.