القاهرة تستنكر تصريحات تشاوش أوغلو السلبية حول مصر
القاهرة - استنكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصري حديث وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو مع قناة 'سي ان ان' التركية والذي تضمن تناولا سلبيا حول ما شهدته مصر من تطورات سياسية منذ "ثورة 30 يونيو".
وقال المتحدث في بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية اليوم السبت، إن هذا "يؤكد استمرار التشبث بادعاءات منافية تماما للواقع بهدف خدمة توجهات أيديولوجية".
وأكد المتحدث الرفض الكامل لهذا النهج، منوها إلى أن "الاستمرار في الحديث عن مصر بهذه النبرة السلبية وفى نفس الوقت بهذا القدر من التناقض، إنما يكرس افتقار المصداقية إزاء أي ادعاء بالسعي لتهيئة المناخ المناسب لعلاقات قائمة على الاحترام والالتزام بقواعد الشرعية الدولية".
والعلاقات المصرية التركية متوترة أصلا على وقع قضايا متناثرة بين التدخل التركي في ليبيا وأنشطة التنقيب عن المحروقات في مياه البحر المتوسط.
واحتد التوتر أكثر بين البلدين خصوصا بعد أن وقعت القاهرة الشهر الماضي اتفاقا مع أثينا لتعيين الحدود البحرية بينهما في المتوسط، ما أثار غضب أنقرة التي أمضت قبل عام اتفاقا مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج لاستغلال المناطق البحرية الغنية بالمحروقات في شرق المتوسط من قبل تركيا الطامعة في توسيع نفوذها والاستيلاء على ثروات المنطقة.
كما أن مصر من بين أكثر الدول رفضا للتدخل العسكري في ليبيا ولانتهاكاتها "السافرة" في المنطقة، وتخشى القاهرة أن يسهم التدخل التركي في ليبيا في احتدام الصراع بين الأطراف المتناحرة في البلد الغارق في الفوضى والواقع في شق الغربي تخت سيطرة المليشيات الإرهابية المسلحة، ما يهدد الأمن القومي للجارة مصر.
وتدعم مصر اليونان في خلافها مع تركيا حول قضايا التنقيب في المياه المتنازع عليها بين أنقرة وأثينا في شرق المتوسط، وتدين القاهرة الانتهاكات التركية الواسعة في المنطقة.
وازدادت العلاقات المصرية اليونانية تقاربا بعد زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الثلاثاء الماضي أثينا تلبيةً لدعوة رسمية من نظيره اليوناني، في خطوة لبحث قضايا شرق المتوسط بما يضمن مصالحهما المشتركة، خصوصا مع تعاظم الخطر التركي بالمنطقة بعد إعلان أنقرة توسيع عمليات التنقيب بالمياه المتنازع عليها مع أثينا وتمددها الغير قانوني بالمياه القبرصية.
وشددت القاهرة الأسبوع الماضي خلال اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالتدخلات التركية في الدول العربية برئاسة مصر، على ضرورة انتهاج سياسة عربية موحدة وحازمة عبر مزيد من التنسيق بين دول المنطقة لردع أنقرة عن تدخلاتها العسكرية وتجاوزاتها في مياه المتوسط.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الممارسات والتدخلات التركية "السافرة" في العديد من الدول العربية تمثل أهم التهديدات المُستجدة التي تواجه الأمن القومي العربي.
واستعرض شكري خلال الاجتماع "الممارسات الهدّامة للنظام التركي الحاكم في عدد من الدول العربية، وبما يُرسخ للانقسامات المجتمعية والطائفية في المنطقة".