القاهرة تسعى لتعزيز قدراتها الجوية بسرب جديد من رافال ونقل تقنياتها

مصر تدرس عروضًا من الصين لاقتناء مقاتلات "جي-10سي" ما يعكس مساعيها لتنويع مصادر تسليحها وتحقيق توازن بين الموردين الغربيين والشرقيين.

القاهرة – كشفت تقارير إخبارية أن مصر تخطط لشراء سرب ثالث من المقاتلات الفرنسية "رافال"، بهدف تعزيز قواتها الجوية، مع إمكانية تصنيع هذه الطائرات محليا وتوسيع الصفقة مستقبلًا لتشمل المزيد من الأسراب، وقد تصل قيمة الصفقة إلى مليارات الدولارات، بالتوازي مع مباحثات مع الصين لاقتناء مقاتلات "جي-10سي".

وذكر موقع "تاكتيكال ريبورت" المتخصص في الشؤون الدفاعية، أن مصر تجري محادثات متقدمة مع فرنسا لشراء دفعة إضافية من مقاتلات رافال التي تنتجها شركة داسو للطيران. وقد تتضمن بندًا غير مسبوق لنقل التكنولوجيا، بما يسمح للقاهرة بتصنيع أجزاء من المقاتلة على أراضيها، ما قد يشكل تحولًا استراتيجيًا في مساعيها نحو تعزيز قدرات سلاح الجو وتقليص الاعتماد على الخارج.

وتأتي هذه الأنباء في ظل تداول شائعات على منصات التواصل الاجتماعي تفيد بأن مصر تدرس أيضًا عروضًا من الصين لاقتناء مقاتلات "جي-10سي" ما يعكس مساعي القاهرة لتنويع مصادر تسليحها، وتحقيق توازن بين الموردين الغربيين والشرقيين.

وأفاد موقع الدفاع العربي أن مصر تسعى منذ سنوات إلى تحديث أسطولها الجوي الذي يضم طائرات من أجيال مختلفة. وفي حال أبرمت الصفقة الجديدة مع فرنسا، فستعزز من قدرات القوات الجوية التي تُعد من الأضخم في المنطقة. ومن الملاحظ أن هذه المفاوضات تكتسب بعدًا استراتيجيًا جديدًا مع الحديث عن إدراج محتمل لبند نقل التكنولوجيا، وهو ما سيسمح لمصر بالمشاركة في إنتاج بعض مكونات الطائرة، سواء كانت هيكلية أو إلكترونية، وبالتالي تقليل الاعتماد على الدعم اللوجستي والصناعي الفرنسي مستقبلاً.

وتعتبر هذه الخطوة استراتيجية ضمن توجه القاهرة طويل الأمد نحو تطوير قاعدة صناعية عسكرية مستقلة.

وتُعد رافال طائرة مقاتلة متعددة المهام، قادرة على كشف وتتبع الأهداف بدقة. كما تُزود بنظام الحماية الإلكترونية "سبيكترا" الذي يوفّر تغطية 360 درجة ضد مختلف التهديدات، بما في ذلك التشويش وإطلاق الشراك الخداعية.

ومنذ دخولها الخدمة عام 2001، أثبتت رافال كفاءتها في ميادين متعددة، من أفغانستان إلى ليبيا وسوريا ومالي، حيث شاركت في عمليات دقيقة ضد التهديدات.

ويمتلك سلاح الجو المصري حاليًا 54 مقاتلة رافال، حصل عليها عبر صفقتين في عامي 2015 (24طائرة) و2021 (30 طائرة). وتتمركز هذه الطائرات في قاعدة جبل الباسور الجوية، تحت إمرة الجناح 203 المقاتل التكتيكي، وتشكل جزءًا أساسياً من منظومة الردع المصرية.

وفي عام 2017، شاركت طائرات رافال مصرية في غارات على أهداف لتنظيم داعش في ليبيا. وفي مارس 2023، أعلنت القاهرة عن تسجيل أكثر من 10 آلاف ساعة طيران على هذا الطراز، ما جعلها أول زبون أجنبي يحقق هذا الرقم القياسي.

وتأتي هذه الخطوة بعد تجارب سابقة أظهرت القيود التي تفرضها بعض الدول الغربية على تصدير أنظمة تسليحية حساسة لمصر.

ففي إحدى المرات امتنعت الولايات المتحدة، الشريك الدفاعي الأكبر للقاهرة، عن تزويدها بصواريخ متقدمة بعيدة المدى، مراعاةً لما يسمى التفوق النوعي لإسرائيل، حسب تقرير تشاتهام هاوس لعام 2024. وفي المقابل، كانت فرنسا قد رفضت إدراج صواريخ ضمن صفقة 2021، مكتفية بصواريخ ميكا.

وتزامنًا مع هذه المفاوضات، تزايد الحديث عن اهتمام مصري بالمقاتلة الصينية "جي-10سي"، التي تنتمي للجيل 4.5، وتعد منافسًا اقتصاديًا وعمليًا لرافال.
وقد شاركت هذه الطائرة في معرض مصر الدولي للطيران في سبتمبر/أيلول 2024، كما ظهرت ضمن مناورات "نسور الحضارة 2025" التي جمعت القوات الجوية المصرية والصينية، حيث تم رصد طيار مصري داخل طائرة تدريب.

ورغم نفي وزارة الدفاع الصينية في مارس/آذار 2025 وجود صفقة مع القاهرة، ما تزال المؤشرات تُشير إلى تقارب متزايد بين البلدين، خاصة بعد انضمام مصر إلى تكتل بريكس، ولقاءات رفيعة المستوى جرت بين مسؤولي سلاحي الجو المصري والصيني.