القضاء الأميركي يتهم تيك توك بانتهاك خصوصية الأطفال

الدعوى تذكر أن المنصة تتيح 'عمدا' للأطفال إمكانية إنشاء حسابات وتصفّح الشبكة الاجتماعية.

سان فرانسيسكو (كاليفورنيا) - رفعت وزارة العدل الأميركية، الجمعة، دعوى قضائية اتهمت فيها منصة تيك توك والشركة المالكة لها بايت دانس بالتقاعس عن حماية خصوصية الأطفال على تطبيق التواصل الاجتماعي.

وتواجه المنصة المهددة أصلاً بالحظر في الولايات المتحدة، دعوى من الوزارة بتهمة "الانتهاك واسع النطاق للقوانين التي تحمي خصوصية الأطفال".

وذكرت الحكومة أن تطبيق تيك توك انتهك متطلبات قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت بحصول الخدمات التي تستهدفهم على موافقة الوالدين لجمع المعلومات الشخصية من المستخدمين دون سن 13 عاما.

وأشارت الوزارة، في بيان الجمعة، إلى أنّ ملايين الأطفال دون الـ13 عاما طالتهم بسبب المنصة عمليات "مكثفة لجمع البيانات"، كما أنهم "تفاعلوا مع مستخدمين بالغين وتمكّنوا من الوصول إلى محتوى للبالغين".

وذكرت الدعوى أنّ تيك توك أتاحت "عمدا" للأطفال إمكانية إنشاء حسابات وتصفّح الشبكة الاجتماعية التي يستخدمها 170 مليون شخص في الولايات المتحدة. ومن بين هؤلاء نسبة عالية من المراهقين والشباب الصغار.

وأوضحت الوزارة أنّ التطبيق والشركة المالكة له يقومان منذ العام 2019، بـ"جمع وتخزين مجموعة واسعة من المعلومات الشخصية عن هؤلاء القاصرين من دون إبلاغ والديهم أو الحصول على موافقتهم، وهو ما اعتُمد أيضا في الحسابات التي تُنشأ ضمن خاصية كيدز مود".

والدعوى القضائية هي أحدث إجراء أميركي يستهدف تيك توك والشركة الصينية المالكة للتطبيق بسبب مخاوف من أن الشركة تجمع كميات هائلة من بيانات الأميركيين لصالح الحكومة الصينية وتؤثر في المحتوى على نحو قد يضر بالأميركيين.

وقال ناطق باسم الشركة لوكالة فرانس برس "نرفض هذه الادعاءات التي يتعلق عدد كبير منها بممارسات سابقة عُرضت بشكل خاطئ أو سبق أن عولجت".

وأضاف "نحن فخورون بالجهود التي نبذلها لحماية الأطفال"، في إشارة إلى ضمانات أتاحتها الشركة "بشكل طوعي"، مثل حذف حسابات المستخدمين دون 13 عاما وتحديد ضوابط زمنية لتصفّح التطبيق.

وقال القائم بأعمال مساعد المدّعي العام براين بوينتون، في بيان، إن هذه الملاحقة القانونية "ضرورية لمنع الأطفال دون سن 13 عاما من استخدام تطبيق تيك توك العادي".

وأكد أن الدعوى ضرورية لمنع المتهمين "من أصحاب السوابق الذين يعاودون ارتكاب الجرائم ويعملون على نطاق واسع، من جمع واستخدام البيانات الخاصة بالصغار من دون موافقة الأهل أو رقابتهم".

رفعت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) تقريرا إلى وزارة العدل في يونيو/حزيران مؤكدة أن "لديها أسبابا للاعتقاد" بأنّ تيك توك وبايت دانس "ينتهكان القانون أو هما على وشك انتهاكه".

وكانت لجنة التجارة الفيدرالية تجري تحقيقا للتأكد من أن المنصة تحترم شروط الاتفاقية الودية التي تم التوصل إليها عام 2019، عندما اتهمت "ميوزيكال ال واي" التي كانت تستحوذ على تيك توك، بجمع البيانات الشخصية للقاصرين من دون مبرر.

ووافقت تيك توك على دفع تعويضات بقيمة 5.7 ملايين دولار، وتعهدت بالامتثال لأحكام قانون حماية خصوصية الأطفال عبر الإنترنت الذي أُقرّ عام 1998.

وبالإضافة إلى الأطفال، تتّهم الحكومة الأميركية وعدد كبير من المسؤولين المنتخبين المنصة بجمع بيانات عن مواطنين أميركيين لصالح بكين، معتبرين أنّ ذلك يمثل تهديدا للأمن القومي.

وصوّت الكونغرس الأميركي في أبريل/نيسان الماضي على نص يلزم شركة بايت دانس ببيع تطبيقها خلال الأشهر التسعة التالية، وإلا سيُحظَر في الولايات المتحدة.

وخلال جلسة في مجلس النواب في مارس/آذار 2023، تلقّى المدير العام لتيك توك شو تشيو أسئلة كثيرة بشأن مسؤولية المنصة عن الصحة الذهنية والجسدية للصغار.

وقال عضو مجلس الشيوخ الأميركي غاس بيليراكيس "إنّ شركتكم دمّرت حياتهما"، مشيرا إلى والدي مراهق انتحر، كانا حاضرين في الجلسة.

وتقدّم الوالدان بشكوى ضد الشبكة الاجتماعية، واتّهماها بعرض آلاف مقاطع الفيديو غير المرغوب فيها عن الانتحار على ابنهم.

وفي العام الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة غرامات على تيك توك بسبب طريقة إدارتها بيانات قاصرين.

وتواجه شركة ميتا أيضا دعاوى قضائية من ولايات أميركية رُفعت في أكتوبر/تشرين الأول، تتهم منصتيها فيسبوك وإنستغرام بإلحاق أضرار بـ"صحة الفئات الشابة الذهنية والجسدية".

ويبدي عدد كبير من النواب رغبتهم في تنظيم عمل الشبكات الاجتماعية بشكل أفضل وتعزيز حماية الأطفال على الإنترنت، لكن بين خلافات الأطراف السياسية والضغوط المكثفة من شركات التكنولوجيا الكبرى، بقي الكونغرس يناضل لسنوات من أجل إقرار تدابير ملموسة.

في منتصف يونيو/حزيران، دعا كبير المسؤولين الطبيين في الولايات المتحدة شبكات التواصل الاجتماعي إلى عرض تحذيرات حول المخاطر التي يواجهها الشباب الذين يمضون وقتهم على هذه المنصات، بما يشبه رسائل التحذير الإلزامية على علب السجائر.