الكتاب للطفل والشباب يستقبل دور نشر من 29 بلدا

المجلس الوطني لحقوق الإنسان يشارك في دورة هذا العام من المعرض الدولي المقام في الدار البيضاء، وذلك تحت شعار 'النهوض بفعلية حقوق الأطفال والشباب'.

الدار البيضاء (المغرب) - افتتحت، السبت، بفضاء "أنفا بارك" بالدار البيضاء، فعاليات الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، المنظمة إلى غاية الثاني والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الجاري.

ويشكل المعرض المنظم من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالشراكة مع ولاية جهة الدار البيضاء - سطات، والمجلس الجماعي للدار البيضاء، مناسبة لتقريب الكتاب من الأجيال الصاعدة وتشجيعها على القراءة.

وتروم هذه التظاهرة التي تستضيف والوني بروكسل (بلجيكا) كضيف خاص، تعزيز العرض الثقافي للدار البيضاء كقطب اقتصادي ووجهة ثقافية دولية، وكذا ترسيخ تقليد سنوي تصبح معه العاصمة الاقتصادية ضمن قائمة المدن المعدودة في العالم التي تحتضن معرضا دوليا خاصا بكتاب الطفل والشباب.

وقالت المندوبة العامة لوالوني بروكسل، شيراز الفاسي، في تصريح للصحافة، إن "حضور والوني بروكسل كضيف شرف خلال فعاليات هذا المعرض يشكل مناسبة لنا من أجل الاحتفاء بالعلاقات التاريخية والتعاون الثقافي الذي يجمعنا بالمغرب".

وتابعت "مشاركتنا في هذه التظاهرة تشمل إطلاع زوار المعرض على الموروث الثقافي الكلاسيكي المخصص للأطفال، مثل +تان تان+ و+السنافر+، بالإضافة إلى تقديم المؤلفات والمؤلفين القادمين من والوني بروكسل للتعريف بإصداراتهم وأعمالهم الثقافية، من أجل المساهمة في تحفيز الأطفال على القراءة".

ويهدف المعرض الذي انتظمت نسخته الأولى في الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى دعم صناعة الكتاب، لاسيما كتاب الطفل والشباب، وإتاحة رصيد وثائقي مغربي ودولي للقراء الصغار والشباب، وتقديم عرض ثقافي يجمع بين التحسيس والتثقيف والترفيه من خلال تقديم برنامج ثقافي غني ومتنوع يشمل ورشات وندوات وعروض.

وتعرف دورة هذا العام مشاركة 340 دار نشر من 29 بلدا، منها 85 دار نشر بطريقة مباشرة، بهدف تقديم عرض متنوع من الكتب والإصدارات الجديدة التي تغطي مجالات معرفية وتربوية مختلفة خاصة بالأطفال والشباب، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.

وقال وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد في تصريح للصحافة بالمناسبة إن هذا المعرض الدولي الذي يشهد إقبالا من طرف أهالي الدار البيضاء، يضطلع بدور مهم في دعم ومواكبة الاهتمام المتزايد لفئتي الأطفال والشباب بمجال القراءة.

وأوضح أنه "في إطار التحديات التي يعرفها العالم اليوم، لاسيما الاهتمام الذي يبديه الأطفال والشباب للتكنولوجيا الجديدة، فقد بادرت الوزارة إلى تعزيز مجال القراءة ودعم الكتاب بالنظر إلى الدور المهم للقراءة في تطور المجتمع والارتقاء به".

وأضاف أن الوزارة تنظر في كيفية دعم الناشرين لإصدار كتب وقصص مغربية بأبطال مغاربة، تتحدث عن تاريخ المملكة وتراثها المادي واللامادي، وتكون في متناول الأسر، بهدف ربط علاقة جديدة مع القراءة والكتاب.

وتتميز الدورة الثانية ببرنامج ثقافي مكثف ومتنوع، حيث ستشهد 7 فضاءات للتنشيط داخل صالات العرض تنظيم ما مجموعه 405 ورشة بمعدل 45 ورشة في اليوم، فيما تحتضن أربعة فضاءات أخرى للفعاليات تنظيم 66 نشاطا ثقافيا يستفيد منه المؤلفون والرسامون الشباب المقبلون على الاندماج في صناعة كتاب الطفل والشباب، في أفق إعداد جيل من المبدعين المغاربة القادرين على خلق منصة مغربية لصناعة كتاب الطفل، تأليفا ورسما وإخراجا فنيا.

كما يتضمن البرنامج حصصا في شكل ندوات وورشات ولقاءات تكوينية، إلى جانب برنامج خاص يستفيد منه أطر وزارة التربية الوطنية في مجال تدبير المكتبات المدرسية، فضلا عن جملة من البرامج التحسيسية التي تنظمها المؤسسات المشاركة داخل أجنحتها.

وتحت شعار "النهوض بفعلية حقوق الأطفال والشباب"، افتتح المجلس الوطني لحقوق الإنسان مشاركته في فعاليات الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب.

وتميزت الجلسة الافتتاحية التي حضرها على الخصوص الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان منير بنصالح، بتنظيم ندوة في موضوع "نحو مأسسة مشاركة الأطفال والشباب"، بشراكة مع المرصد الوطني لحقوق الطفل، والأكاديمية الجهوية بالدار البيضاء - سطات، وجمعية "بيتي"، ومركز "عبدالسلام بناني لحماية الطفولة".

ويهدف المجلس من خلال حضوره في هذا المعرض إلى ترسيخ ومأسسة مبدأ المشاركة بمختلف تجلياته، عبر إشراك الأطفال والشباب في فعاليات برنامج مشاركته في هذه الدورة وبلورة مضامين أنشطته، وكذا جعل مشاركة الأطفال والشباب حاضرة كموضوع للحوار والتداول، سواء في مجموعات المناقشة والندوات واللقاءات المفتوحة أو في الأنشطة الفنية والورشات.

ويعتبر المجلس مشاركته في هذه الدورة فرصة لطرح ومناقشة القضايا المرتبطة بولوج الأطفال والشباب إلى المعرفة، بكل أشكالها، وفق رؤية تمزج بين إعمال مقاربة حقوق الإنسان واستحضار القضايا الناشئة بتأثير من السياق الرقمي.

ويضرب المجلس على مدى تسعة أيام، موعدا مع زوار رواقه عبر تنظيم مجموعة من اللقاءات المفتوحة داخل الرواق وخارجه، تتيح للأطفال والشباب التعبير عن آرائهم والتفاعل مع الفاعلين بخصوص قضايا ترتبط بتفعيل حقوقهم: ورشات فنية وتعبيرية تشمل الرسم، المسرح، والتأليف الجماعي، كمنافذ لتمثيل تصورات الأطفال والشباب حول قضاياهم وانشغالاتهم.

ويتميز برنامج المجلس كذلك خلال هذه التظاهرة بتنظيم مجموعات نقاش تسلط الضوء على مواضيع من قبيل السياسات العمومية الخاصة بالشباب، المشاركة المدنية، فرص وتحديات الذكاء الاصطناعي، العمل التطوعي؛ وكذا لقاءات مع مؤلفين وناشرين لفتح النقاش حول الكتابة والنشر كوسيلة لتعزيز الإبداع والولوج إلى المعرفة، إلخ.