الكونغرس ينذر ترامب بشهادات إضافية تعزز قضية عزله

رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب لا يستبعد احتمال الإدلاء بمزيد من الشهادات وعقد المزيد من الجلسات والحصول على وثائق تساعد على إنجاز التحقيق.
الديمقراطيون يكثفون ضغطهم لعزل ترامب في قضية أوكرانيا

واشنطن - قال رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب أدم شيف الذي يقود تحقيق مساءلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأحد إنه لا يستبعد المزيد من الشهادات أو الجلسات العلنية في تحقيق المساءلة.

وقال شيف إن "فريقه سيواصل التحقيق في حين يعد تقريره بعد جلسات عامة وشهادات من مسؤولين حاليين وسابقين استمرت أسبوعين".

ويحقق المجلس الذي يقوده الديمقراطيون فيما إذا كان ترامب استغل سلطاته للضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحقيق مع منافسه السياسي جو بايدن، بالإضافة إلى التحقيق في نظرية لا تستند إلى أساس بأن أوكرانيا وليس روسيا هي من تدخلت في انتخابات الرئاسة الأميركية في 2016 .

وقال شيف لشبكة 'سي.إن.إن' "لا نستبعد احتمال الإدلاء بمزيد من الشهادات وعقد المزيد من الجلسات. نحن في مرحلة الحصول على مزيد من الوثائق طوال الوقت من أجل إنجاز التحقيق".

وأضاف "ما لن نفعله هو الانتظار لأشهر وأشهر في حين تعمل الإدارة على إنهاكنا في محاولة للتلكؤ. لسنا مستعدين للسير في هذا الطريق".

ورفضت إدارة ترامب تقديم مستندات طلبها الديمقراطيون للتحقيق ومنعت شهود منهم وزير الخارجية مايك بومبيو والقائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض ميك مولفاني، من الإدلاء بشهاداتهم، في حين خالف شهود آخرون توجيهات البيت الأبيض وأدلوا بشهادتهم بعد استدعائهم.

وكان ترامب قد قال أول أمس الجمعة "إنّه يرحب باحتمالية عقد محاكمة لعزله"، منتقدا خصومه "المجانين" و"الفاسدين" الذين يحققون في إساءة محتملة من قطب العقارات الثري لسلطاته الرئاسية.

وبعد أسبوع من شهادات درامية من مسؤولين حاليين وسابقين في إدارة ترامب، استخدم الرئيس الأميركي الذي يواجه أوقاتا صعبة محطة 'فوكس نيوز' المفضلة لديه، لعرض قائمة طويلة من المظالم التي يتعرض لها ضد مكتب التحقيقات الفيدرالي 'اف بي اي' وخصومه السياسيين وقادة التحقيق في مسألة عزله والدولة العميقة وغيرهم.

وقال ترامب "هؤلاء الاشخاص مرضى"، في خطاب طويل عبر الهاتف مع المحطة استمر 53 دقيقة أظهر مدى الغضب الذي يشعر به الرئيس من التحقيق الرامي لعزله والذي يهدّد فترته الرئاسية.

وعزّز شهود أدلوا بشهاداتهم تحت القسم، اتهامات بأن ترامب ربط دعما عسكريا تحتاج إليه أوكرانيا بشدة وزيارة مرغوبة للبيت الأبيض' بإجراء كييف تحقيقات مع خصومه السياسيين.

ومع عدم تأثر الجمهوريين على ما يبدو، وصف ترامب الشهادة بأنها "هراء تام"، معلنا أنه يستمتع بفرصة الدفاع عن نفسه.

وقال للبرنامج الصباحي فوكس اند فريندز "بصراحة، أريد المحاكمة".

رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب أدم شيف
رئيس لجنة المخابرات في البرلمان الأميركي يهدد ترامب بـ"متاعب جديدة"

ولم تختتم لجنة الاستخبارات في مجلس النواب رسميا دورها في التحقيقات، إذ يعتقد انها تنتظر قراراً قضائياً الاثنين قد يتيح لاعضائها إجبار كبار مساعدي ترامب على الإدلاء بشهادتهم.

لكنّ الديموقراطيين يبدو عازمين على إجراء تصويت لعزل ترامب في مجلس النواب بحلول نهاية العام الجاري، ما سيؤدي إلى محاكمة الرئيس امام مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون بنهاية يناير/كانون الثاني، إلا أنّ عزله من منصبه يحتاج إلى موافقة ثلثي مجلس الشيوخ.

ومع تزايد احتمالية أن يكون ثالث رئيس أميركي يواجه اتهامات رسمية لعزله، بعد أندرو جونسون وبيل كلينتون، استشاط ترامب غضبا وأطلق عدة هجمات ضد المنافسين الذين يقودون جهود عزله.

وقال أن خصمته الديموقراطية الرئيسية في الكونغرس رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي "مجنونة مثل بَق الفراش" لممارستها ضغوطا لإجراء محاكمة "مخادعة".

كما وصف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الذي يرأس المرحلة العلنية من التحقيق، بـ"المجنون"، وشبهه بـ"الجرو المريض" الذي يجب أن يحاكم بسبب "كذبه" حول جهوده في أوكرانيا "التي لا تشوبها شائبة".

ومع توالي عرض الشهادات أمام اللجنة، سارع الرئيس الأميركي إلى القول إنه "بالكاد" يعرف العديد من الشهود، بمن فيهم سفيره لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند، الذي قال إن "ترامب سعى إلى الحصول على مقابل من أوكرانيا".

لكنّ قطب العقارات المنتمي لولاية نيويورك سارع إلى الدفاع عن محاميه الشخصي رودي جولياني، الذي برز في العديد من الشهادات بأنه دبّر سياسة الضغط على أوكرانيا.

وقال ترامب "رودي مقاتل جريمة عظيم"، مانحا دعما غير مشروط لأحد الشخصيات الأكثر إثارة للجدل في هذه الملحمة المرتبطة بأوكرانيا.

وكرّر ترامب أيضًا نظرية المؤامرة التي تردد أنّ أوكرانيا وليس روسيا، تدخلت في الانتخابات الأميركية العام 2016، غداة شهادة العضو السابقة في مجلس الأمن القومي فيونا هيل التي نفت تلك الفرضية في شهادتها باعتبارها "قصة خيالية" قدمتها روسيا لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة الأميركية.