الماريغوانا الطبية بديل للمسكنات التقليدية لدى المسنين

الماريغوانا المستعملة لغرض العلاج تنتشر في صفوف كبار السن في أميركا وتعوض الأدوية المنومة المسببة لحالات إدمان أو قرحة كما تحارب آلام الظهر والأرق.
آثار جانبية أقلّ حدّة للقنب الهندي

واشنطن – تلقى الماريغوانا المستعملة لغرض العلاج رواجا في أواسط المسنين في الولايات المتحدة في ظلّ انتشار التشريعات الخاصة بهذه المخدرات الخفيفة في الولايات الأميركية وعلى رأسها كاليفورنيا.
تعمل مارتا ماكبث مستشارة لدى "أوكتافيا ويلنس"، وهي شركة ناشئة في سان فرانسيسكو تستهدف خصوصا المسنين في كاليفورنيا وهي أكبر ولاية أميركية شرعت الماريغوانا وإحدى أكبر الأسواق العالمية لهذه المخدرات الخفيفة في العالم. وهي تقول "يأتون بأعداد كبيرة للبحث عما قد يسكن آلامهم ويساعدهم على النوم".
وتتناول ماكبث القنب الهندي لتخفيف ألم النسا والنوم نوما هانئا وهي تؤكد أن اقبال الكبار في السن على هذا المنتج شديد جدا لدرجة أن عروضا توضيحية باتت تقام في دور العجزة، على غرار تلك التي تقيمها ماركة "تابروير" للترويج لسلعها.
وهي تكشف "نظمنا اجتماعا مؤخرا في سان خوسيه (شمال كاليفورنيا) تقاطر إليه 400 شخص".
وقد أظهرت عدة دراسات أن الكبار في السن هم الفئة العمرية التي تشهد أسرع نمو لاستهلاك القنب الهندي في أوساطها. وفي حال استمرّ النمو على هذا المنوال، قد يتخطى ذلك المسجل في أوساط الشباب.

الماريغوانا
الماريغوانا لا تناسب كلّ المشاكل الصحية

وفي كاليفورنيا وحدها، وهي إحدى الولايات الأميركية الـ29 التي أجازت استخدام الماريغوانا لأغراض العلاج وذلك قبل عشرين سنة من تشريعها لأغراض الترفيه، يقدرّ حجم السوق الشرعية بحوالى 6,5 مليارات دولار بحلول 2020.
من مزايا القنب الهندي هو أن آثاره الجانبية أقلّ حدّة من تلك التي قد تخلفها مسكنات الآلام التقليدية لا سيما تلك المصنوعة من مواد أفيونية.
وتقول بيفرلي بوتر صاحبة دليل "القنب الهندي للكبار في السن" إن "بعض المسنين يتناولون 20 دواء مختلفا كلّ يوم".
وهي تؤكد أن الاستفسارات تنهال عليها من كل حدب وصوب عندما تشارك في مؤتمرات، محذرة من أن الماريغوانا لا تناسب كلّ المشاكل الصحية لا سيما في ظلّ قلة الأبحاث في هذا الخصوص، مع التذكير بأن هذا النوع من المخدرات لا يزال غير قانوني على الصعيد الفدرالي.
غير أنها تقرّ بأن القنب الهندي يشكل، في حالات كثيرة، بديلا لمسكنات الآلام التقليدية والأدوية المنومة التي قد تسبب حالات إدمان أو قرحة.

الماريغوانا
تناولها بكميات قليلة في البداية

وتصرح بوتر "أنصح الراغبين في تجربة الأمر … بتناول كميات قليلة في البداية".
وتختلف الآثار باختلاف طريقة الاستهلاك، من المنتجات القابلة للأكل مثل السكاكر إلى الزبوت والكريمات والمساحيق.
عملت باربرا بليزر (72 عاما) في مجال التمريض لمدة خمسين عاما وهي باتت ترأس اليوم مستوصف "مغنوليا ويلنس" الذي يوفرّ الماريغوانا في شمال كاليفورنيا. ولا يسعى زبائنها إلى استعادة شبابهم الضائع بل إلى تحسين نوعية العيش، بحسب ما تقول.
وتخبر سيدة الأعمال هذه التي بدأت بتناول الماريغوانا بعد إصابتها بمرض خطر "يقول لي البعض إنهم يريدون الاعتناء ببستانهم لكن ركبهم تؤلمهم".
وتقول هذه المناضلة المتمسكة بقضيتها التي ترى أن العقليات بدأت تتغير في ما يخص استهلاك القنب الهندي "قد تغير الماريغوانا حياتكم إذا ما استخدمت وفق الأصول".
أسست كايل جونسون (68 عاما) ناديا للقنب الهندي مع جارتها ماري لو مولينارو (67 عاما) في مجمع المسنين الذي تقطنانه في برينتوود في شمال سان فرانسيسكو.
وتروي جونسون التي تستخدم القنب الهندي لمعالجة آلام الظهر والأرق "حضر الاجتماع الأول في آذار/مارس 160 شخصا وكانت معالم القلق بادية عليهم إذ إنهم يخشون أن يعرف أحد أنهم يتناولون القنب الهندي أو يهتمون لذلك".
وتختم بالقول إن الحال اختلف تماما الآن وبات الناس يستوقفونها في الطريق لتنصحهم بكيفية استخدام الماريغوانا لغرض العلاج.