المحتجون العراقيون يتعرضون لهجمات من مجهولين
بغداد - تعرض عدد من المحتجين العراقيين الى اعتداءات من قبل مجهولين كانوا يستقلون سيارات نقل جماعي قرب ساحة التحرير بالعاصمة بغداد اليوم الجمعة.
واشارت مصادر طبية ان الهجوم اسفر عن سقوط قتيل وجرح اخرين تم نقلهم الى المستشفيات لتلقي العلاج.
كما قام مجهولون بالهجوم على المحتجين عند طريق محمد القاسم حيث فتحوا النار عليهم وسط انباء عن سقوط اصابات.
وشهد نفس الطريق عمليات كر وفر بين الاجهزة الامنية ومحتجين الذين تعرضوا لوابل من القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم لكنهم تمكنوا من السيطرة عليه وغلقه الفترة الماضية.
وكان الجيش العراقي تبرا الخميس من قتل المتظاهرين خلال الاحتجاجات المناوئة للحكومة والنخبة السياسية الحاكمة منذ 2003، متهما مندسين بأنهم وراء عمليات القتل لـ"إلصاق التهمة" بقوات الأمن.
وليست هذه المرة الأولى التي تثار فيه قضية قتل المحتجين فقد واجهت الحكومة العراقية التي تتولى حاليا تصريف الأعمال بعد استقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي مكرها تحت ضغط الشارع، اتهامات بالإفراط في استخدام القوة وباستخدام الرصاص الحي في التعامل مع أكبر وأوسع احتجاجات شهدها العراق منذ الغزو الأميركي في 2003.
وكانت حكومة عبدالمهدي قد أشارت في السابق إلى مندسين تعمدوا قتل محتجين لإثارة الفوضى في تناغم مع المزاعم الإيرانية الرسمية.
واتهم محتجون ومنظمات دولية قوات الأمن العراقية وقناصة من ميليشيات الحشد الشعبي بقتل المتظاهرين فيما أكد تقرير محيّن لمنظمة العفو الدولية أن قنابل الغاز التي استخدمتها الشرطة العراقية إيرانية الصنع وقد صممت لأغراض قتالية وليس لتفريق المحتجين.
وتأتي اتهامات مندسين بقتل المتظاهرين في أعقاب حملة ترهيب استهدفت المحتجين حيث تعرض كثير من نشطاء الحراك العراقي للخطف من قبل ميليشيات ترجح مصادر عراقية محلية أنها موالية لإيران التي حاولت منذ البداية اختراق الاحتجاجات لتفكيكها.
ويعتقد أن الأمر يتعلق بمحاولة ترهيب المحتجين ووأد انتفاضتهم، لكن رغم القوة المفرطة وعدد قتلى المفزع لم يتراجع العراقيون عن حراكهم متمسكين برحيل النخبة الحاكمة ووقف التغلغل الإيراني في مفاصل الدولة ومحاسبة الفاسدين.
كما انطلقت في بغداد الجمعة مظاهرات شعبية كبيرة دعا إليها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر للمطالبة بخروج القوات الأمريكية والأجنبية من العراق، وضرب جميع الفاسدين في البلاد.
وتجمع آلاف من المتظاهرين وجميعهم من أتباع الصدر والأحزاب والفصائل الشيعية المسلحة في شوارع حي الجادرية في منطقة الكرادة حاملين أعلام العراق ويهتفون بشعارات للمطالبة بإخراج القوات الأميركية والأجنبية من العراق وضرب جميع الفاسدين.

واكتظت الشوارع منذ ساعات الصباح الأولى بجموع المتظاهرين في ظل إجراءات أمنية مشددة وانتشار كبير لقوات الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية والجيش والأجهزة الاستخبارية لتأمين الشوارع أمام حركة المتظاهرين حاملين أعلام العراق وبعضهم ارتدوا الاكفان .
ودائما ما تحشد الميليشيات الشيعية الالاف من انصارها للدعوة للخروج القوات الاجنبية من العراق دون ذكر لايران التي تسيطر على القرار السياسي في البلاد والتي يطالب المحتجون العراقيون بمواجهة نفوذها.
وقال الشيخ صلاح العبيدي المتحدث باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الخميس إن المظاهرات "المليونية" التي ستشهدها مدينة بغداد تأتي بدعوة من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وسترفع شعاري إخراج القوات الأميركية والأجنبية من العراق وضرب جميع الفاسدين في البلاد.
وأضاف العبيدي في تصريحات صحفي إن بغداد ستشهد اليوم مظاهرات مليونية بدعوى من الصدر وترفع شعار إخراج القوات الأمريكية والأجنبية من العراق وضرب الفاسدين في العراق ولا يرفع فيها شعارات لأي جهة سياسية وحزبية أو فصائلية والذي يرفض ذلك لانطلب منه المشاركة .
لكن تصريحات العبيدي لم تجد اذاما صاغية لدى المحتجين الذين حملوا الميليشيات المدعومة ايرانيا مسؤولية المازل الذي تعيشه البلاد.
ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2019 تخللتها أعمال عنف خلفت 510 قتيل فضلا عن آلاف الجرحى، معظمهم من المحتجين، وفق مصادر حقوقية وطبية وأمنية وأخرى دولية.