المرزوقي يتنكر لحداثته المزعومة بالتقرب للإسلاميين

المرشح الرئاسي والحقوقي يتعهد برمي مشروع المساواة في الميراث في سلة المهملات اذا فاز بالرئاسة وذلك لكسب أصوات الإسلاميين.
المرشح الرئاسي برر مواقفه بكون مشروع المساواة في الميراث ليس اولوية في تونس
الرئيس السابق يحاول دغدغة مشاعر قواعد الإسلاميين ولا يمنعه ذلك الهدف من التنكر لمبادئه

تونس - أثار المرشح الرئيس والرئيس التونسي المؤقت السابق المنصف المرزوقي جدلا واسعا في بعد إعلانه صراحة التخلي نهائيا عن مشروع المساواة في الميراث الذي طالب به الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في حال وصوله الى منصب الرئيس.

وقال المرزوقي في حوار بث على قناة الحوار التونسي الخاصة الخميس انه سيرمي بالمشروع في سلة المهملات.

واطلق قائد السبسي في 2017 النقاش حول موضوع حساس يتمثل في المساواة بين الرجال والنساء في الارث، معتبرا أن بلاده تتجه إلى المساواة "في جميع الميادين" وهو ما اثار حفيظة الاسلاميين وحركة النهضة.

وتعتبر تونس منذ إصدار مجلة الأحوال الشخصية، رائدة في العالم العربي على صعيد حقوق النساء رغم أن التونسيات لا يرثن بحسب الشريعة الاسلامية إلا نصف ما يرثه الرجال.

وبرر المرزوقي موقفه بان بعض المسائل المتعلقة بالحقوق والحريات ومن بينها مسالة الميراث هي من القضايا الخلافية والتي تقسم التونسيين وهي ليست من الاولويات مشيرا بانه يريد توحيد الجهود التونسية لمواجهة مشاكل المياه والبذور والعمل على مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

والمرزوقي الذي تنكر لأفكاره اليسارية برر موقفه كذلك بان التطور والحداثة لا تفرض على المجتمعات بل تخلق من رحمها مشيرا بانه لا يرفض أية فكرة او مبدا يجتمع عليه التونسيون.

ويرى مراقبون ان الحقوقي المنصف المرزوقي تنكر لمبادئه وذلك طمعا في كسب اكبر نسبة من أصوات المحافظين للوصول الى قصر قرطاج وذلك على غرار دعمه في انتخابات 2014 والتي هزم فيها في الدور الثاني امام السبسي.

ويبدو ان الرئيس السابق يحاول دغدغة مشاعر قواعد الإسلاميين ولا يمنعه ذلك الهدف من التنكر لمبادئ لطالما دعا اليها بل ودافع عنها بشراسة باعتبارها جزء من الحداثة والأفكار التقدمية.

ويرى ملاحظون ان تبريرات المرزوقي غير مقنعة باعتبار ان تحديث المجتمع هو في النهاية قرار وإرادة سياسية يتخذها القادة في اطار مشروع متكامل يتداخل فيه السياسي بالثقافي بالمجتمعي.

مظاهرات المساواة في الميراث
مساواة يراها المرزوقي تقسم المجتمع

وذكر بعض المراقبين بالقرارات التي اتخذها الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة في القرن الماضي باصدار مجلة الاحوال الشخصية ومنع تعدد الزوجات في اطار رؤيته التحديثية رغم رفض الشعب ومكونات عديدة داخله لتلك المقترحات حينها لاعتبارات عديدة يتداخل فيها الموروث بالفكر الديني.

واليوم يرفض التونسيون وخاصة التونسيات حتى التفكير في مسالة تعدد الزوجات بل ويطمحون لحقوق وحريات اكبر منطلقين من فكرهم التحرري الذي بني طوال عقود ضمن الدولة الوطنية.

ويرفض كثيرون تبريرات المرزوقي باعتبار ان المجتمع التونسي اصبح اليوم اكثر تحررا وتوقا لمبادئ الحداثية ويؤكدون ان التصريح لا يخرج عن مساعي الرئيس السابق في الحصول على تأييد الإسلاميين قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية.

ومن المنتظر ان تجرى الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية المبكرة يوم 15 سبتمبر/ايلول المقبل بمشاركة 30 مرشحا بينهم امرأتان.