المسكّن الأكثر شيوعا يغذي نزعة التهور

بعد التوحد والسكتات القلبية والدماغية ومخاطر توريث فرط النشاط، دراسة جديدة تجد ان الباراسيتامول يزيد من سلوك المخاطرة.

واشنطن – عززت دراسة جديدة لائحة التبعات الخطيرة لاستهلاك المسكن الاكثر شعبية والمتوفر في الصيدليات بلا وصفة، الأسيتامينوفين، اذ وجدت ان الاخير قد تكون له تأثيرات خطيرة على السلوك.

وبعد التوحد، والسكتات القلبية والدماغية، ومخاطر توريث فرط النشاط، وجدت دراسة نتائجها في مجلة "علم الأعصاب" ان الدواء المعروف أيضا باسم الباراسيتامول، والذي ويباع على نطاق واسع تحت الأسماء التجارية تايلينول وبانادول، يزيد من سلوك المخاطرة.

وبدأ استخدام عقاقير الباراسيتامول منذ خمسينيات القرن الماضي، ويُحتفظ بها ضمن الأدوية المنزلية التي تُستَخدم لتسكين الآلام الخفيفة والمتوسطة وخفض الحُمى، ويوصى بها كعلاج آمن للأطفال والبالغين من قبل خدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة.

وقال عالم الأعصاب، بالدوين واي، من جامعة ولاية أوهايو عندما تم نشر النتائج "يبدو أن الأسيتامينوفين يجعل الناس يشعرون بمشاعر سلبية أقل عندما يفكرون في أنشطة محفوفة بالمخاطر - فهم لا يشعرون بالخوف".

وتضاف النتائج إلى مجموعة متزايدة من الأبحاث التي تشير إلى أن آثار الأسيتامينوفين للحد من الألم تمتد أيضا إلى العمليات النفسية المختلفة، إذ يسبب انخفاض التعاطف، وحتى إضعاف الوظائف المعرفية.

يبدو أنه يجعل الناس يشعرون بمشاعر سلبية أقل عندما يفكرون في أنشطة محفوفة بالمخاطر

ويشير البحث إلى أن قدرة الناس العاطفية على إدراك وتقييم المخاطر يمكن أن تضعف عندما يتناولون الأسيتامينوفين. على الرغم من أن التأثيرات قد تكون طفيفة.

ويتواجد الأسيتامينوفين في أكثر من 600 نوع مختلف من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية والأدوية الموصوفة طبيا.

وشملت الدراسة أكثر من 500 طالب جامعي كمشاركين، منحوا جرعة واحدة من 1000 ملغ من الأسيتامينوفين، مقارنة بمجموعة أخرى منحت دواء وهميا.

وطلب من من المشاركين ضخ بالون غير منتفخ على شاشة الكمبيوتر، مع كل مضخة واحدة تكسب أموالا خيالية. كانت التعليمات هي كسب أكبر قدر ممكن من المال الخيالي عن طريق ضخ البالون قدر الإمكان، ولكن مع الحرص على عدم فرقعة البالون، وفي هذه الحالة سيفقدون المال.

وأظهرت النتائج أن الطلاب الذين تناولوا الأسيتامينوفين كانوا أكثر مخاطرة في ضخ البالون وانفجرت بالوناتهم مقارنة بمن تناولوا الدواء الوهمي.

وكان قلق الطلاب الذين تناولوا الدوء أقل من انفجار البالون.

وخلص فريق البحث إلى أن هناك علاقة كبيرة بين تناول الأسيتامينوفين واختيار المزيد من المخاطر، حتى لو كان التأثير طفيفا.

وكان الباراسيتامول يعتبر سابقا أكثر أمانا من مسكنات ألم أخرى، مثل الإيبوبروفين، التي يُعتقد أنها ترفع ضغط الدم لدى بعض الأشخاص.

ووجدت دراسة حديثة تجد ان الاستخدام طويل الأمد لمسكن باراسيتامول يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم بنحو 20 بالمئة.

كما ان الدواء المستخدم في العادة لتخفيف الألم وتقليل درجة الحرارة يرفع خطر اصابة الأطفال بالتوحد وباضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وفق اخر الداراسات.

كما ان دراسة بريطانية نبهت الى ان تناول عقاقير الباراسيتامول المسكنة في منتصف فترة الحمل يعرض المواليد لخطر فرط النشاط ومشاكل الانتباه والسلوكيات الصعبة الأخرى بين سن 6 أشهر و11 عاما.