المضادات الحيوية تنادي سرطان الأمعاء المبكر

وفق دراسة بريطانية، العقارات المثبطة لنمو البكتيريا تجرد الجهاز الهضمي من الكائنات الحية الدقيقة السليمة ما يتداخل بعد ذلك مع وظيفة المناعة الطبيعية.
مكملات البروبيوت يمكن أن تكون مفيدة لمواجهة الآثار السلبية للأدوية

لندن - تنقذ المضادات الحيوية الكثير من الأرواح، إذ تُستعمل للوقاية من الالتهابات البكتيرية وعلاجها وتُعتبر ضرورية في كثير من الحالات، ولكن يجب توخِّي الحذر عند تناولها، اذ انه فضلا عن تسببها في أحد أكبر التهديدات للصحة العالمية نتيجة اسهامها في تطوير بكتيريا خارق، ربط باحثون بينها وبين الاصابة المبكرة بسرطان الامعاء.

وحذر علماء من جامعة أبردين من أن استخدام المضادات الحيوية قد يكون السبب الكامن وراء الارتفاع بين الشباب خلال السنوات القليلة الماضية في اصابة الشباب بالمرض النادر والمميت الذي يصيب كبار السن عادة.

وجدت دراسة أن تناول المضادات الحيوية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة تصل إلى النصف في سن الخمسينيات.

كما ارتبط استخدام المضادات الحيوية بما يقدر بنسبة 9% من مخاطر الإصابة بسرطان القولون، لدى من هم في سن الخمسين وما فوق.

وقالت سارة بيرّوت، من جامعة أبردين، والمؤلفة الأولى المشاركة في الدراسة "وجدنا أن التعرض للمضادات الحيوية مرتبط بسرطان القولون بين جميع الفئات العمرية. وهذا، إلى جانب العديد من العوامل الأخرى المتعلقة بالنظام الغذائي ونمط الحياة، ما قد يساهم في زيادة حالات سرطان القولون بين الشباب".

وأضافت "استخدام المضادات الحيوية شائع جدا، ومن المهم ملاحظة أنه ليس كل من يستخدم المضادات الحيوية سيصاب بسرطان الأمعاء".

وأوضحت الدكتورة ليزلي صاموئيل، كبيرة المؤلفين واستشارية الأورام في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، إن الأطباء يرون المزيد من المرضى الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما مصابين بسرطان الأمعاء. وكثير منهم لا يتوقعون عوامل الخطر مثل تناول الكحول بكثرة أو مرض السكري".

ليس كل من يستخدم المضادات الحيوية سيصاب بسرطان الأمعاء

وأشارت الدكتورة صموئيل إلى أن "الميكروبيوم المعوي يشتمل على توازن دقيق للبكتيريا واضطراب لذلك، سواء كان ذلك من عوامل نمط الحياة أو من الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية كما رأينا هنا، يمكن أن تكون له عواقب وخيمة للغاية".

ولم يتمكن العلماء من تحديد مقدار استخدام المضادات الحيوية المرتبط بتطور سرطان الأمعاء.

وقالت بيرّوت إن الخطر بدا كما هو بعد التعرض البسيط للمضادات الحيوية.

ويعتقد الباحثون أن الرابط موجود لأن المضادات الحيوية تجرد الأمعاء من البكتيريا السليمة، والتي تتداخل بعد ذلك مع وظيفة المناعة الطبيعية.

ويمكن أن يؤدي هذا إلى التهاب مزمن، ومن الناحية النظرية، يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

وأوضحت بيرّوت أن المضادات الحيوية لها "تأثير ضار على ميكروبيوتا الأمعاء" ويمكن أن تؤدي إلى "تغييرات دائمة في بيئة الأمعاء الطبيعية".

وقالت "من المهم أن نلاحظ أن النظام الغذائي ونمط الحياة والتوتر والعديد من العوامل المختلفة يمكن أن تؤثر على صحة القناة الهضمية، واستخدام المضادات الحيوية هو مجرد أحد هذه العوامل".

وتشير الدراسة إلى أن المضادات الحيوية ليست مسببة للسرطان، ولكن التغيرات في فلورا الأمعاء التي تحدث بعد استخدامها، حسبما ذكرت مجلة "ميديكال نيوز توداي".

لذلك، يقول الباحثون إن مكملات البروبيوتيك، التي تعزز صحة الأمعاء، يمكن أن تكون مفيدة لمواجهة الآثار السلبية للأدوية.