المعارضة الإسرائيلية تُنظم صفوفها للإطاحة بحكومة نتنياهو
القدس - دعا رئيس حزب الديموقراطيين المعارض يائير غولان اليوم الاثنين إلى وقف الحرب في غزة، معتبرا أن حكومة بنيامين نتنياهو لم تعد تمثل غالبية الإسرائيليين، في وقت يواجه فيه الائتلاف الحاكم أزمة سياسية تختبر صموده في وجه الدعوات إلى حل البرلمان "الكنيست" وإجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة جديدة تضع في صدارة أولوياتها إعادة الرهائن.
وذكر غولان، النائب الأسبق لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي بمقر الكنيست، إن "شعار النصر المطلق الذي استخدمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كذبة".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن غولان قوله "هذا مصطلح لا يحمل أي معنى عسكري أو سياسي حقيقي، هذه ليست استراتيجية، بل دعاية".
وتابع أن "احتلال قطاع غزة ليس هدفا أمنيا، بل على العكس تماما: إنه خطوة سياسية تُضعف أمن إسرائيل، وتُعرّض الرهائن وجنود الجيش الإسرائيلي للخطر".
وأضاف للصحافيين إن إسرائيل "يجب أن تنهي الحرب في أسرع وقت ممكن" بعد أكثر من 20 شهرا من اندلاعها إثر هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول2023 في جنوب البلاد.
وحزب غولان الذي يجمع فصائل يسارية يشغل فقط أربعة مقاعد من أصل 120 في الكنيست. لكن يمكن للأحزاب الصغيرة أن تؤدي دورا في تشكيل تحالفات لتحقيق الأغلبية.
وأضاف أن الحكومة الحالية، وهي من أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، تمثل تهديدا للديموقراطية، قائلا إنه يمثل أولئك "الذين يريدون إنقاذ الديموقراطية الإسرائيلية من مستقبل فاسد ... ومن الرؤية القومية والمتطرفة التي يحملها فصيل صغير جدا في المجتمع".
وأضاف أن "الغالبية العظمى تريد الحفاظ على إسرائيل كموطن للشعب اليهودي وفي نفس الوقت دولة حرة ومتساوية وديموقراطية وإنهاء الحرب في غزة فورا، وإعادة جميع الرهائن المحتجزين في صفقة تبادل واحدة.
وتابع "أعتقد أنه بإنهاء الحرب وتحرير الرهائن، سنتمكن من بناء بديل لحماس داخل قطاع غزة". وتعرض غولان لموجة انتقادات مؤخرا لقوله إن "دولة عاقلة... لا تقتل الأطفال كهواية".
وقال الإثنين أيضا إن معظم الإسرائيليين يؤيدون إلزام اليهود المتشددين "الحريديم" بالتجنيد، وهو موضوع سبب توترا بين نتنياهو والأحزاب المتطرفة في حكومته، مع تهديد نواب بإسقاطه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.
وتسعى بعض أحزاب المعارضة إلى إدراج مشروع قانون لحل الكنيست في جدول أعمال الجلسة العامة الأربعاء، أملا في استثمار غضب الحريديم. وقال غولان إن "الغالبية العظمى تريد انتخابات جديدة في أسرع وقت ممكن".
وفي سياق متصل هاجم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش اليوم الاثنين، محاولة المعارضة "حل الكنيست" والإطاحة بحكومة نتنياهو.
ويأتي ذلك تعليقا على إعلان حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراه" التصويت لصالح مشروع قانون "حل الكنيست"، الأربعاء المقبل، ما لم يضمن نتنياهو تمرير قانون يعفي متديني "الحريديم" من الخدمة العسكرية.
وقال زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف في مؤتمر صحفي بمقر حزبه في الكنيست "إسرائيل في لحظة حرجة، ونحن في حالة حرب، ليس فقط من أجل أمننا الجسدي، ولكن من أجل وجودنا كشعب حر في أرضه، هذا ليس وقتا عاديا، وبالتأكيد ليس وقت الانتخابات".
ونقلت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" قوله "أدعو جميع شركائي في الائتلاف إلى وضع الخلافات جانبا"، متابعا "تحلّوا بالمسؤولية، فالتاريخ لن يغفر لمن يحل الحكومة ويجرّ البلاد إلى انتخابات في خضم الحرب، قبل عودة الرهائن وقبل أن تتحقق أهدافنا ضد غزة وإيران بالكامل".
وفي حال التصديق على حل الكنيست بالقراءات المطلوبة، يجب تحديد موعد لانتخابات مبكرة. ولدى "يهدوت هتوراه" 7 مقاعد في الكنيست، فيما يملك حزب "شاس" 11 مقعدا من أصل 120، الأمر الذي يضمن نجاح تصويت الأربعاء، بعد إعلان المعارضة تصويتها لصالح حل البرلمان.
ويملك الائتلاف الحكومي حاليا 68 مقعدا ويحتاج إلى 61 مقعدا على الأقل للاستمرار في السلطة. وخلال الأيام الماضية، سعى نتنياهو لحل الخلاف مع الأحزاب الدينية الشريك في الحكومة ولكنه فشل.