المغرب يقطع خطوة هامة على طريق توطين صناعة بطاريات الليثيوم
الرباط - بدأت شركة "كوبكو" الصينية المغربية اليوم الأربعاء الإنتاج في مصنع لمكونات بطاريات الليثيوم أيون بمنطقة الجرف الأصفر الواقعة على بعد 125 كيلومترا جنوب الدار البيضاء، في خطوة من شأنها أن تعطي دفعة قوية لجهود المغرب الهادفة إلى تعزيز ريادتها في قطاع تصنيع وتركيب السيارات.
ويخطو المغرب نحو توطين صناعات مكونات البطاريات مما يعزز التكامل الصناعي ويقلل الاعتماد على سلاسل التوريد الخارجية، ويزيد من القيمة المضافة المصنعة محليًا، في إطار إستراتيجة تهدف إلى الرفع في صادرات قطاع السيارات وزيادة معدل الاندماج المحلي.
وكوبكو هي مشروع مشترك بين صندوق ''المدى'' الاستثماري المغربي وشركة ''سي.إن.جي.آر'' الصينية المنتجة لمكونات البطاريات.
والمغرب جذاب للشركات الصينية العاملة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية بسبب قربه من أوروبا وتحول إلى أكبر مركز لتصنيع المركبات في القارة الأفريقية، واتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمها وتوفر الفوسفات والكوبالت.
وكشفت دراسات حديثة عن وجود مكامن واعدة لليثيوم في المغرب، بالإضافة إلى احتياطيات من الكوبالت، النحاس، النيكل والمنغنير، ما يضع المملكة في موقع متميز لبناء سلسلة متكاملة لبطاريات الليثيوم، بدءًا من استخراج المواد الخام وصولاً إلى تصنيع المكونات والبطاريات النهائية.
ويتماشى هذا التوجه مع رؤية المغرب الطموحة للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، وتعزيز استخدام الطاقات المتجددة، باعتبار أن صناعة مكونات وبطاريات السيارات الكهربائية هي ركيزة أساسية لقطاع يهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية ومواجهة التغيرات المناخية، ما يؤكد التزام المملكة بالأهداف العالمية للتنمية المستدامة ويضعها في موقع ريادي على المستوى الإقليمي في هذا المجال.
وذكرت كوبكو في بيان أن المشروع سينتج في المرحلة الأولى مواد الكاثود الأولية، التي تعتمد على النيكل والكوبالت والمنجنيز، وهي مكونات أساسية في بطاريات السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة الثابتة.
وقال مصدر مطلع على المشروع إن المصنع الذي تبلغ كلفته ملياري دولار يستهدف في نهاية المطاف طاقة إنتاجية تعادل 70 جيغاوات ساعة سنويا موزعة على ثلاثة مشروعات صناعية متكاملة، وهو ما يكفي لتجهيز نحو مليون مركبة كهربائية سنويا.
ويشير البيان إلى أن المشروع المتكامل سيضم وحدة لإنتاج 120 ألف طن سنويا من مكونات الكاثود الأولية ووحدة لإنتاج 60 ألف طن سنويا من كاثود فوسفات الحديد الليثيوم، إضافة إلى وحدات لتكرير المعادن الاستراتيجية بطاقة معالجة تتجاوز 60 ألف طن سنويا.
وتتطلب صناعة مكونات بطاريات الليثيوم مهارات عالية وتقنيات متقدمة، مما سيؤدي إلى خلق الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، مع التركيز على الوظائف ذات القيمة المضافة العالية. هذا يساهم في تقليل معدلات البطالة ويعزز التنمية الاقتصادية الشاملة، ويجلب إيرادات كبيرة من العملات الأجنبية عبر الصادرات.
ومصنع كوبكو أول محاولة مغربية لإنتاج مكونات بطاريات السيارات الكهربائية في إطار سعي المملكة لتصبح مركزا ضمن سلسلة توريد هذا النوع من البطاريات وإلى توفيق صناعة السيارات لديها مع متطلبات صناعة المركبات الكهربائية.
وتقوم شركة "غوشن هاي تك" الصينية الأوروبية المصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية ببناء أول مصنع ضخم في أفريقيا في المغرب باستثمار إجمالي 6.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في الربع الثالث من 2026.
وأعلنت شركتا "هايليانغ" و"شينزوم" الصينيتان المصنعتان لبطاريات السيارات العام الماضي عن خطط لإنشاء مصنعين منفصلين بالقرب من طنجة، لإنتاج المكونات الرئيسية للبطاريات.
وتخطط مجموعة "بي.تي.آر نيو ماتيريال" الصينية المصنعة للبطاريات الكهربائية لإنتاج مكون الكاثود الرئيسي في طنجة.
وتعمل بالمغرب شركتا صناعة السيارات ستيلانتس ورينو، وأعلنت المملكة عن زيادة 6.3 بالمئة في صادرات قطاع السيارات لتصل إلى رقم غير مسبوق بلغ 157 مليار درهم (17 مليار دولار) في 2024.