المغرب يواجه التطرف بمقاربة الإصلاح والتأهيل

المغرب لا يعتمد فقط على المقاربة الأمنية في مكافحة التطرف والإرهاب فبقدر الحزم الذي يبديه في تحصين أمنه لا يغفل ضمن معالجاته الجانب الاصلاحي والتوعوي.
المغرب من بين الدول الناجحة في مكافحة الإرهاب وفق تقارير دولية
الرباط تعد المعتقلين للاندماج الاجتماعي والاقتصادي

الرباط - أعلن مسؤول مغربي الإفراج عن 202 سجينا ضمن برنامج مصالحة المخصص لإعادة تأهيل مدانين في قضايا التطرف والإرهاب أو مغرر بهم منذ إطلاقه في 2017 حيث نجحت الرباط بشكل كبير في مواجهة الفكر المتطرف من خلال التوعية ونشر قيم التسامح الديني وتعزيز التوعية ضمن مقاربته في معالجة هذه الظاهرة.
ولا تعول السلطات المغربية على المسألة الأمنية فقط لمواجهة المتطرفين فبالإضافة الى احباط الهجمات وتفكيك الخلايا وتجفيف المنابع المالية تقوم الرباط بتجفيف المنابع الفكرية للتطرف من خلال الاقناع والتوعية الدينية لانها الوسيلة الفعالة لقطع دابر الإرهاب.
وقال رئيس إدارة السجون وإعادة الإدماج (حكومية) محمد صالح التامك، خلال تقديمه ميزانية "إدارة السجون" أمام لجنة العدل بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي) انه "تم الإفراج عن 202 من المستفيدين من البرنامج، بينهم 150 بموجب عفو ملكي"، مضيفا  أن "23 نزيلا آخرين تم تخفيض عقوبتهم".
وأشار رئيس إدارة السجون إلى أن "عدد جميع المستفيدين من البرنامج منذ إطلاقه في 2017 بلغ 279 سجينا، يمثلون مختلف التوجهات الفكرية المتطرفة، منهم 202 تم إطلاق سراحهم".
وأقر المغرب في 2016 استراتيجية جديدة بشأن المعتقلين وموظفي السجون، تهدف إلى ضمان أمن وسلامة السجناء وتحسين ظروف الاعتقال وإعداد المعتقلين للاندماج الاجتماعي والاقتصادي.
وفي 2017 أطلقت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بالشراكة مع "الرابطة المحمدية للعلماء" و"المجلس الوطني لحقوق الإنسان" برنامج "مصالحة" الذي يعمل على محاربة التطرف بالاعتماد على التربية الدينية والمواكبة النفسية، وتنظيم ورش عمل تعنى بالقانون ونشر ثقافة حقوق الإنسان وتقديم تأطير سياسي اقتصادي. والمغرب من الدول القليلة الناجحة في مكافحة الإرهاب وفي برامج " المناصحة" لمواجهة الفكر الإرهابي.
وأشاد تقرير صادر عن الخارجية الأميركية حول مكافحة الإرهاب للعام 2021 في مارس/اذار الماضي على المغرب كشريك موثوق نجح إلى حد كبير في الحد من تنامي الأنشطة الإرهابية.
وأشار إلى أن المملكة المغربية استمرت في تطبيق إستراتيجيتها الشاملة والتي تشمل تدابير ويقظة أمنية إلى جانب تعاونها إقليميا ودوليا والتي تتضمن أيضا سياسات عملية ومنطقية في مكافحة التطرف.
ويعتمد المغرب منذ سنوات مقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب والتطرف ونجح إلى حدّ كبير في تفادي اعتداءات إرهابية من خلال يقظة أمنية أفضت إلى تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. كما تصدى للدعاية للتطرف واعتمد مناهج علمية في التوعية من مخاطر التشدد الديني ورسخت مبادئ التسامح والتعايش وفتحت الباب لتعاون واسع مع شركاء غربيين لمحاصرة الظاهرة التي تزايدت في السنوات الأخيرة.
ونجحت الأجهزة المغربية كذلك في منع عدة هجمات إرهابية في دول أوروبية من خلال تعاون وازن ومعلومات موثوقة أفضت إلى اعتقال متطرفين كانوا يخططون لاعتداءات في دول أوروبية.
وأقرت اسبانيا ودول أوروبية أخرى بدور المغرب في تجنيبها مخططات إجرامية سواء تلك المتعلقة بالإرهاب أو الجريمة المنظمة خاصة بعد اعتداءات باريس 2015 التي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية.