المِسْك عند العرب

الطيب هو طبيعة من طبائع الغزال فعندما تندفع مواد الدم إلى سرّته يفزع عندئذ إلى صخرة حادة، فيحتك بها مُلتذًا بذلك، فتنفجر المادة حينئذ وتسيل على ذلك الحجر كانفجار الخرّاج والدماميل إذا نضجت، فيجد الغزال بخروجها لذةً، والناس يتابعون مراعيها في الجبال.

"قالت كليوباترا: لم يكن انطونيو معي، صليت للربة إيزيس أن تمنحنى عطرًا لا يفنى، ذا رائحة نفاذة لا تبلى من أخلاط المسك والعنبر والزعفران والأعشاب النامية على سفح جبل في قبرص.

كانت ممالكي تزداد ورقعة حكمي تتسع مع كل رشة عطر، كنت أكتبُ بالمسك على صدر انطونيو، ويكتب هو بالعنبر والقبلات على خدي وشفتي، كان يودعني قلبه بكل أشواقه وحبه، وأودعه خدي بكل صفائه وحمرته وحرارته".

وفي مسرحية "عنترة" لأحمد شوقي، يقول عنترة لعبلة (من البسيط):

لقد مررتُ بواد غير ذي شجرٍ ** نَضْرٍ وإن لم يُصبْه الغيثُ ضحَّاكِ

مُطيَّبٌ نفحتْني منْه رائحةٌ ** كالمسكِ يا عبلَ أو تعلو على ذاكِ

فقلتُ عبلةُ في الوادي مَشَتْ ورمتْ ** على نواحيهِ مِنْ فيها بمسْواك

المِسكُ: طِيبٌ، وهو من دم دابَّة كالظبي أو الغزال يُدعى "غزال المِسْك".

وهو طبيعة من طبائع الغزال، فعندما تندفع مواد الدم إلى سرّته، يفزع عندئذ إلى صخرة حادة، فيحتك بها مُلتذًا بذلك، فتنفجر المادة حينئذ وتسيل على ذلك الحجر كانفجار الخرّاج والدماميل، إذا نضجت، فيجد الغزال بخروجها لذةً، والناس يتابعون مراعيها في الجبال، فيجدون ذلك الدم قد جفَّ على الصخور، فيحملونه ويدعونه في نوافج أو قوارير معدّة لذلك، وهذا هو أصل المسك الذي يستعمله الملوك ويتهادونه فيما بينهم.

أما مسك الظبي فيكون في سرتها أيضا، وقد تكون غير نضجة أو فيها زهومة، ومثله مثل الثمار إذا قطعت قبل الإدراك فإنها تكون ناقصة الطعم والرائحة.

والمسك يعد أجود أنواع الطِّيب، يتطيبُ به الناس، والقطعة منه: مِسْكةٌ. والجمع: مِسَكٌ. ومسَّكَه تَمْسِيكًا: طيَّبه به.

ومسَّكَه: أي طيبه بالمسك.

والمَشْمُوم: المِسك، وكذلك: اللَّطِيم واللَّطِيمة (جمع: لَطَائِم). كما تطلق اللطيمة على نافجة المِسْك، أو وعاء المِسك، أو سوقه.

والجَدِيَّة: القطعةُ من المِسْك.

والشَّذْو: المِسْكُ أو ريحُهُ.

وشَذَا شذوًا: تطيَّب بالمسك.

وأَقْدَى المِسْكُ إقْدَاءً: فاحتْ رائحته.

زكا المسكُ زكاءً: أي سطعتْ رائحتُهُ فهو زكيّْ.

ويقال أيضا: مِسْكٌ زكيٌّ وزاكٍ وزكية: أي ساطعٌ ريحُهُ.

وفارَ المِسْكُ فَوَارًا وفَوَرَانًا وفُؤُورًا: أي تضوَّعَ وانتشر.

وضَاعَ المِسْكُ ضَوْعًا: تحرَّك فانتشرتْ رائحته.

وتضوَّع وتَضَيَّعَ المِسْكُ: فاحَ، أو ضاع.

وتَضَيَّعَ المسكُ: تضوَّع وانتشر.

والضَّيَاع: ضربٌ من الطيب.

ومِسكٌ رَحِيقٌ: لا غِشَّ فيه.

ومِسكٌ خَطَّامٌ: يملأ الخياشيم.

ومِسْكٌ مَدوفٌ ومَدُووفٌ: أي مبلول أو مسحوق.

وكَنَعَ المِسْكُ بالثوب: لزق به.

ومسكٌ أَذْفَر وذَفَر: جَيدٌ إلى الغاية.

ومِسكٌ مَشْمُوعٌ: أي مخلوط بالعنبر.

والفَنَعُ من المِسْكِ: ذكاءُ ريحِه. أو نفحة المسك. يقال "مِسْكٌ ذو فَنَع" أي رائحته منتشرة.

والصِّمْرُ: رائحة المسك الطري (من الأضداد).

والقارِتُ من المِسْكِ: أجْوَدُهُ، وأَجَفُّهُ، أو أَخَفُّهُ.

والقارت والقرَّات: أجود المِسْك.

والنَّافِجَةُ أو النَّافِقَةُ: وعاءُ المِسك (وهي لفظةٌ معرَّبَةٌ). ويُطلق عليها أيضا اللَّبِيخَة. أو هي الجلدة التي يجتمع فيها المسك. وهي سُرَّة غزال المسك (كلمة أصلها فارسي).

والتَّلبخُّ بالمسكِ: أي التطيُّب به.

وتَلَبَّخَ: تَطيَّب باللَّبِيخَة.

والصَّوْرُ: الرائحةُ الطيبةُ، والقليلُ من المسك. والجمع: أَصْوِرَةٌ.

الرُّضاب: فتات المِسْك.

الأَنَاب (كالسَّحَاب): المسكُ أو عطرٌ يضاهيه.

والعِتْرَة: قلادة تُعجن بالمسك والأفاويه. وهي القطعةُ من المِسْكِ الخالص.

والعِتْوَارة: أيضا القطعة من المِسْك.

والتَّسْعِيفُ: تخليط المسك ونحوه بأفاويه الطيب.

والفَأْرُ: المِسْكُ. والفَأْرَةُ: نافجة المسك، أي وعاؤه.

والتطَّ بالمسك: أي تَلَطَّخَ به.

ويقال سَطَعَتْنِي رائحةُ المِسك: أي طارتْ إلى أنفي.

ويطلق العرب لقب الغَلْفَاء على معد يكرب بن الحرث، لأنه أول من غلَّف بالمسك.

ونَمَّ المسكُ: سطع.

وقَتَنَ المِسْكُ قُتُونا: يَبِسَ وزالتْ نُدُوَّتُه.

ومِسْكٌ كَدِيٌّ وكَدٍ: لا رائحةَ له.

نَشَّ المِسْكَ: دقَّه.

فَتَّقَ المِسْكَ: استخرجَ رائحته. والمسك الفتيق المستخرجة رائحته بشيء دخل عليه، ويصح أن نقول: فتق المسك بغيره. وفَتَقَ الطيبَ يفتقه فتْقا: طيَّبه وخلطه بعود وغيره.

فَاجَ المِسْكُ فَوْجًا: انتشرتْ رائحتُهُ. مثل فاحَ المسكُ فَوْحًا.

صَارةُ المسك: وعاؤه. وكذلك الصُّوار، والصِّوار (الجمع: صِيران). وهو أيضا القليل من المسك.

ومِسكٌ شديدُ الرائحة: أي قويُّها وزكيُّها.

وسعَّفَ المسكَ: روَّحه بأفاويه الطيب وخلطه.