الناتو يجري مناورات تحاكي مواجهة عدوان روسي على النرويج

مناورات 'الرد البارد 2022' المقررة منذ وقت طويل، تهدف لاختبار قدرة النرويج على تلقي تعزيزات خارجية في حال تعرضها لعدوان من دولة ثالثة، بينما تأتي على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا.
200 طائرة وحوالي خمسين بارجة من 27 دولة تشارك في مناورات الناتو
روسيا تمتلك ما يكفي من الإمكانات الذاتية لمواصلة العملية في أوكرانيا
بريطانيا تتعهد بمواصلة تزويد كييف بالأسلحة الدفاعية

أوسلو/موسكو - أطلق حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم الاثنين مناورات عسكرية ضخمة في النرويج يشارك فيها 30 ألف عسكري من دول الحلف فيما تأتي هذه المناورات على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا وبعد يوم من قصف روسيا قاعدة عسكرية أوكرانية على الحدود مع بولندا كان الناتو يستخدمها في تدريبات عسكرية.

وشكل القصف الروسي لتلك القاعدة رسالة تحذير للدول الغربية التي تشدد ضغوطها على موسكو وتواصل مدّ أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة.

وتأتي المناورات على ما يبدو ردّا على التصعيد الروسي واستعراضا للقوة في خضم الأزمة الراهنة والتي تنذر بمواجهات أوسع نطاقا من الحرب الدائرة في أوكرانيا.

وتهدف مناورات "الرد البارد 2022" المقررة منذ وقت طويل، لاختبار قدرة النرويج على تلقي تعزيزات خارجية في حال تعرضها لعدوان من دولة ثالثة، عملا بالمادة الخامسة من ميثاق الحلف الأطلسي التي تنص على الدفاع المشترك في حال تعرض أحد أعضاء الحلف لهجوم.

وسبق أن حذّرت دول غربية من أن القصف الروسي للقاعدة العسكرية الأوكرانية قرب حدود بولندا تستدعي تفعيل البند المتعلق بالدفاع المشترك.

وقال رئيس القيادة النرويجية للعمليات الجنرال إنغفه أودلو الذي يشرف على المناورات "إنها تدريبات دفاعية"، مشددا في تصريحات لشبكة "تي في 2" على أنها "ليست عملية عسكرية ذات هدف هجومي".

وتنظم هذه المناورات البحرية والجوية والتي تتضمن عمليات إنزال وعمليات برية، على مساحات شاسعة من الأراضي النرويجية بما في ذلك فوق الدائرة القطبية الشمالية، مع البقاء على مسافة مئات الكيلومترات عن الحدود الروسية النرويجية.

وامتنعت روسيا عن قبول الدعوة لإرسال مراقبين وصرح سفيرها في أوسلو الأسبوع الماضي بأن "تعزيز القدرات العسكرية للحلف الأطلسي قرب حدود روسيا لا يساهم في تعزيز أمن المنطقة".

وأوضح الجنرال أودلو أن الروس "نشروا قدرات مشروعة تماما لمتابعة" المناورات، مضيفا "آمل حقا أن يلتزموا بالاتفاقات السارية".

وعلى غرار السنوات السابقة، تشمل مناورات "الرد البارد 2022" مشاركة من السويد وفنلندا، الدولتان الملتزمتان بسياسة عدم انحياز غير أنهما تقربتا من الحلف الأطلسي في السنوات الأخيرة، وحرك الغزو الروسي لأوكرانيا مؤخرا النقاش حول احتمال انضمامهما إلى الحلف.

وتشارك في التدريبات 200 طائرة وحوالي خمسين بارجة من 27 دولة على أن تستمر حتى الأول من أبريل/نيسان. وانطلقت التدريبات بعمليات بحرية ونقل قسم من قوة التدخل السريع الأطلسية برا، وهي مهمة موكلة هذه السنة إلى فرنسا وبقيادتها.

مناورات الناتو تشكل رسالة تحذير لروسيا من أي محاولة لتوسيع نطاق حربها في أوكرانيا
مناورات الناتو تشكل رسالة تحذير لروسيا من أي محاولة لتوسيع نطاق حربها في أوكرانيا

وتبدو مناورات حلف الناتو محاكاة لمواجهة اجتياح روسي للنرويج في مشهد يعكس ما يجري حاليا في أوكرانيا وهي دولة غير عضو في حلف شمال الأطلسي لكنها تسعى للانضمام للحلف وللاتحاد الأوروبي.

وتخشى دول غربية من أن يتوسع الغزو الروسي ليطال دولا أخرى من أعضاء الحلف مثل بولندا، بينما سبق للرئيس الأميركي جو بايدن أن تعهد بأن حلف الناتو سيدافع عن اي شبر من أراضي دوله الأعضاء.

وفي تطورات الوضع في أوكرانيا قال الكرملين اليوم الاثنين إن القوات الروسية بوسعها بسط السيطرة بشكل كامل على المدن الأوكرانية الكبرى وإنها تملك قوة عسكرية تكفي لتحقيق جميع أهدافها في أوكرانيا دون أي مساعدة من الصين.

وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون قد وصفوا الغزو الروسي بأنه اجتياح على الطراز الإمبراطوري تم تنفيذه بشكل سيئ حتى الآن بسبب استهانة موسكو بالمقاومة الأوكرانية وتوحيد الصف الغربي في ما يتعلق بمعاقبة روسيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "وزارة الدفاع في الاتحاد الروسي لا تستبعد إمكانية فرض السيطرة الكاملة على المراكز السكانية الرئيسية، مع ضمان أقصى درجات السلامة للسكان المدنيين".

وأضاف بيسكوف أن مزاعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأن الرئيس فلاديمير بوتين يشعر إلى حد ما بخيبة أمل إزاء تقدم ما يصفها الكرملين بأنها عملية عسكرية خاصة تصل إلى حد استفزاز روسيا لدفعها لاقتحام المدن.

وتابع أن الولايات المتحدة أظهرت استخفافها الكامل بحياة البشر بقصف يوغوسلافيا وعاصمتها بلغراد عام 1999 وحروبها في الشرق الأوسط وغزو أفغانستان.

وقال "لسنا بحاجة إلى نصيحة هؤلاء الاستراتيجيين...كل خطط القيادة الروسية سوف تتحقق بالكامل وفي الوقت المحدد لها".

وأشار إلى أن بوتين طلب بشكل واضح في بداية العملية من وزارة الدفاع تجنب اقتحام المدن الكبرى مثل كييف لأنه يعتقد أن القوات الأوكرانية ستستخدم المدنيين كدروع، مضيفا أن بعض المدن الأوكرانية محاصرة بالفعل من قبل القوات الروسية.

ورد بيسكوف بالنفي على سؤال حول تصريحات المسؤولين الأميركيين الذين قالوا إن روسيا طلبت من الصين معدات عسكرية.

وقال "تمتلك روسيا ما يكفي من الإمكانات الذاتية لمواصلة العملية. وكما قلنا، تسير العملية وفقا للخطة وستنتهي بتحقيق أهدافها بالكامل وفي الوقت المحدد لها".

وفي تطور آخر على علاقة بحرب أوكرانيا، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الاثنين إن الضربات الصاروخية الروسية على قاعدة أوكرانية قرب الحدود مع بولندا مقلقة للغاية لكنها لن تردع بريطانيا عن مواصلة تزويد كييف بالأسلحة الدفاعية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الضربات دمرت "مرتزقة أجانب وكميات كبيرة من الأسلحة الأجنبية".

وردا على سؤال عما إذا كان ذلك سيردع بريطانيا عن إرسال المزيد من الأسلحة قال المتحدث "لا، سنستمر بالتأكيد في تقديم هذه الأسلحة الدفاعية والقدرات القتالية للحكومة الأوكرانية. من المهم أن نقوم بذلك ونعلم أنها كانت مفيدة ونعلم أنها استخدمت بنجاح".