الهند تشرع في اعتماد الدرهم أو الروبية لتسوية المعاملات مع الإمارات
نيودلهي - حثّ البنك المركزي الهندي البنوك المحلية على مطالبة عملائها بتسوية المعاملات التجارية بين الإمارات والهند باستخدام الدرهم أو الروبية لتقليل المعاملات التي تعتمد على الدولار، فيما يأتي هذا القرار تنفيذا للاتفاقية الموقعة بين البلدين مؤخرا والتي تهدف إلى تسهيل تحويل الأموال عبر الحدود بما ينعكس إيجابا على التعاون الاقتصادي المتنامي بين نيودلهي وأبوظبي.
وقالت مصادر مصرفية لرويترز إن الخطوة تشكل جزءا من الهدف الأوسع لبنك الاحتياطي الهندي وهو تعزيز تسوية المعاملات بالعملات المحلية مع البلدان التي تزيد واردات الهند منها على الصادرات، مع ما ينطوي عليه هذا من تأثير غير مباشر يتمثل في تعزيز وضع الروبية عالميا.
وأظهرت بيانات حكومية أن العجز التجاري للهند في المعاملات مع الإمارات، أي زيادة واردات الهند على صادراتها إلى الإمارات، بلغ 21.62 مليار دولار في السنة المالية 2022 - 2023 أو 8.2 في المئة من إجمالي العجز التجاري للهند. وفي يوليو/تموز اتفق البلدان على تسهيل التجارة بالروبية بدلا من الدولار.
وقال مصدر حكومي إن الفكرة تتعلق بتقليص الإنفاق بالدولار بسبب هذا العجز التجاري، فيما أفاد مسؤول خزينة في أحد البنوك الخاصة بأن "بنك الاحتياطي الهندي طلب من البنوك تشجيع العملاء والشركات على الدخول في صفقات بالروبية الهندية والدرهم الإماراتي بشكل تدريجي، بدلا من استخدام الدولار".
وقالت أربعة من المصادر إن مسؤولا في بنك الاحتياطي الهندي نقل هذه الرسالة شفهيا إلى العاملين في مجال تداول النقد الأجنبي خلال ندوة هذا الشهر. ولم ترد تقارير عن هذه الرسالة من قبل. ولم يرغب أي من المصادر في ذكر اسمه لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وكانت مؤسسة النفط الهندية قد سددت بالفعل لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في وقت سابق من هذا الشهر بالروبية لشراء مليون برميل من النفط.
واتفق البلدان خلال الزيارة التي أداها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الإمارات الشهر الماضي على إنشاء رابط للدفع الفوري لتسهيل تحويل الأموال عبر الحدود.
وتسعى الهند إلى تعزيز شراكتها مع الإمارات في العديد من القطاعات من بينها السياحة والطيران والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى التحول الرقمي والنقل.
وقال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية في تصريح حينها إن "الشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات والهند تزداد رسوخا بعد احتفال الدولتين بمرور عام على دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما حيز التنفيذ".