الوفاق تفضل الهيمنة التركية على الجهود العربية لإنهاء الصراع الليبي

حكومة السراج ترفض دعوة القاهرة إلى عقد اجتماع وزاري للجامعة العربية حول ليبيا خدمة للأجندات التركية ولإحباط المبادرة المصرية للسلام.
السراج ووزير داخليته في الجزائر في اطار جهود انقرة لاحباط المبادرة المصرية
حكومة طرابلس غير قادرة على رفض المطالب التركية

طرابلس - تصعد حكومة الوفاق الليبية من تحركاتها لإحباط جهود مصر لإنهاء النزاع الليبي وإحلال السلام والتصدي للتدخلات الأجنبية وفي مقدمتها التدخل التركي.
وفي هذا الصدد أعلن وزير الخارجية الليبي الطاهر سيالة، الجمعة، رفض بلاده دعوة مصر إلى عقد اجتماع وزاري للجامعة العربية حول ليبيا، لكون القاهرة لم تستشر طرابلس في ذلك.
جاء ذلك في اتصال هاتفي مع وزير الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي، رئيس المجلس التنفيذي للجامعة العربية، بحسب بيان للخارجية الليبية.
وقال البيان، إن سيالة أبلغ بن علوي "رفض ليبيا دعوة مصر لعقد اجتماع وزاري للجامعة العربية عبر تقنية الفيديو".
وأضاف أن سيالة أبلغ بن علوي أيضا، أن "ليبيا هي المعنية بالاجتماع، والقاهرة لم تلتزم بالقواعد الإجرائية في الدعوة للاجتماع، باعتبار أن ليبيا لم تُستشر في ذلك، كما أن الملف يحتاج إلى نقاشات ومداولات معمقة لا مجرد اتصال بالفيديو".
وفي وقت سابق الجمعة، قال مصدر في وزارة الخارجية الليبية، إن بلاده ترفض عقد الاجتماع ذاته، كما أنها "تحتفظ بحقها في الطعن في أي وثيقة قد تصدر عن أي اجتماع"، وفق ما نقلته قناة "ليبيا الأحرار" (خاصة).
وتلقت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الجمعة، طلبا من مصر لعقد اجتماع افتراضي طارئ على مستوى وزراء الخارجية من أجل بحث تطورات الأوضاع في ليبيا.
وقال حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة في بيان "إن الامانة العامة تلقت طلباً من وفد مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية ، لبحث تطورات الاوضاع في ليبيا، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرنس".

التدخل التركي في ليبيا يثير تنديدا داخليا وخارجيا
التدخل التركي في ليبيا يثير تنديدا داخليا وخارجيا

وأشار البيان إلى أنه من المتوقع أن يعقد الاجتماع خلال الأسبوع المقبل "بعد أن حصل الطلب المصري على التأييد المنصوص عليه في النظام الداخلي من جانب عدة دول".
وبالتزامن مع رفض حكومة الوفاق للدعوة المصرية لعقد اجتماع وزاري افادت مصادر مقربة من حكومة الوفاق إن رئيس الحكومة فائز السراج توجه برفقة وزير داخليته فتحي باشاغا إلى الجزائر السبت.

والتقى السراج السبت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في الجزائر التي تسعى الى القيام بوساطة لحل النزاع الليبي المستمر منذ سنوات.

وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن السراج يقوم بزيارة الى الجزائر "تدوم يوما واحدا" فيما افاد التلفزيون الحكومي أن السراج التقى تبون، وأن الزيارة تأتي في إطار "الجهود التي تبذلها الجزائر لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية".

وقال المتحدث باسم الرئاسة الجزائرية بلعيد محند أوسعيد في التاسع من حزيران/يونيو أن بلاده ترغب ب"لعب دور الوسيط الذي يسعى للجمع بين الفرقاء" في ليبيا، "من دون أن ينحاز لطرف ضد آخر أو أن ينتظر أمورا أخرى متعلقة بتطور الوضع العسكري في الميدان".

والاثنين الماضي تلقى سيالة تلقى اتصالا هاتفيا من وزير خارجية الجزائر صبري بوقادوم، للتشوار في تطورات الأوضاع في ليبيا، والتنسيق بين الدولتين.
وتقوم حكومة الوفاق باتصالات مختلفة في محاولة لارباك المبادرة التي اطلقتها مصر الفترة الماضية لانهاء الصراع الليبي حيث تاتي زيارة السراج وباش اغا الى الجزائر بعد اسبوع من زيارة مماثلة قام بها رئيس البرلمان عقيلة صالح الى الجزائر ولقاء الرئيس عبدالمجيد تبون.
وتتحرك حكومة الوفاق بدفع من الحكومة التركية التي تهيمن على القرار السياسي لطرابلس بعد ان تمكنت من تحقيق جزء من اطماعها في السيطرة على مقدرات الشعب الليبي.
وحصلت تركيا على ضمانات من حكومة السراج بالحصول على مكافآت مجزية نظير دعمها العسكري الذي قلب الموازين لصالحها في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وتركزت مباحثات الوفد التركي الذي ضم وزراء وكبار المسؤولين في الرئاسة لطرابلس،على صفقات إعادة الإعمار والطاقة والتي تشكل في مجملها متنفسا للاقتصاد التركي المتعثر.
وأعلن مسؤول تركي كبير اليوم الجمعة أن بلاده مستعدة للبدء بخطى سريعة في إعادة إعمار ليبيا التي تنهشها الصراعات وذلك بعد أن زار كبار مساعدي الرئيس رجب طيب أردوغان طرابلس هذا الأسبوع لمناقشة سبل التعاون في مجالات الطاقة والبناء والأعمال المصرفية.
وساعد الدعم التركي حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا على تحويل مسار الحرب وإبطاء الهجوم الذي شنته قوات الجيش الوطني الليبي على مدى 14 شهرا لتخليص العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات المتشددة.

مصر تريد احلال السلام في ليبيا في اطار الدفاع عن امنها القومي
مصر تريد احلال السلام في ليبيا في اطار الدفاع عن امنها القومي

وتحركت تركيا بدورها لاحباط الجهود المصرية وقطع الطريق امام القاهرة وذلك بالاتصال مع الجانبين الايطالي والروسي  حيث قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو الجمعة إن تركيا ستعمل مع إيطاليا لإرساء سلام مستقر وعملية سياسية تفضي إلى نتائج في ليبيا. وأضاف أن على الحلفاء بحلف شمال الأطلسي أيضا التعاون في شرق البحر المتوسط.
وقال جاويش أوغلو وهو يتحدث في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي لويجي دا مايو في أنقرة إن تركيا تريد أيضا العمل مع إيطاليا لتلبية احتياجات ليبيا من الطاقة مثل الكهرباء.
وكانت تركيا نسقت في الفترة الاخيرة مع الجانب الروسي في محاولة لتطويق الميادرة المصرية. 
وتقول تركيا انها تمكنت من تحقيق توازن في ليبيا بعد تدخلها العسكري ما يشير الى ان حكومة الوفاق ما هي الا اداة لبسط النفوذ التركي شرق المتوسط.
وقال متحدث رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم قالن، إن الجميع أقروا بأن بلاده أعادت لليبيا توازنها، مضيفًا "ونحن كذلك نرغب بتوقف الصراع هناك، وندعم أي حل يضع وحدة التراب الليبي كأحد أولوياته".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المسؤول التركي، الجمعة، خلال مشاركته بندوة نقاشية افتراضية نظمتها مؤسسة "كونراد أديناور" السياسية ومقرها ألمانيا.
وامام التغلغل التركي في المنطقة تحاول فرنسا دفع حلف شمال الاطلسي الى مواجهة تلك التجاوزات خاصة وان فرقاطة فرنسية تعمل ضمن عملية ايريني للمراقبة وضبط الاسلحة الى ليبيا تعرضت للتهديد من قبل قوات تركية.
وتصاعد الخلاف التركي الفرنسي بعد ان اتهمت باريس انقرة صراحة بتهديد امن المنطقة بنقل الأسلحة والمرتزقة.