اليمن يتجه نحو تمديد الهدنة

وزير الاعلام اليمني: مقتل 5 مهندسين تابعين لجماعة الحوثي بانفجار صاروخ باليستي أثناء تجميعه في ورشة بالقرب من مطار صنعاء.
عدن (اليمن)

أعلن مجلس القيادة الرئاسي في اليمن أنه تسلم من المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إطارا لتمديد الهدنة في البلاد، قبيل ساعات من موعد انتهائها المحدد في الـ2 من آب/ أغسطس القادم.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ أن مجلس القيادة الرئاسي اطلع خلال اجتماعه مساء السبت بالعاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد على رسالة مقدمة من غروندبرغ حول الهدنة والإطار المقترح لتمديدها.
وأضافت الوكالة "تسلم الإطار يأتي في ظل تعنت المليشيات الحوثية في الوفاء بالتزاماتها بموجب إعلان الهدنة وخروقاتها وانتهاكاتها المستمرة في مختلف الجبهات".
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الأحد، إن "صاروخا باليستيا انفجر أثناء تجميعه في ورشة لتجميع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة بالقرب من مطار صنعاء الدولي".

الولايات المتحدة ودول إقليمية تمارس ضغوطا كبيرة لتمديد الهدنة

وأضاف أن الانفجار أسفر عن مصرع 5 مهندسين تابعين لجماعة الحوثي بينهم أجانب، دون تحديد عددهم أو جنسياتهم، وإصابة مدنيين وتضرر منازلهم.
واعتبر الإرياني هذه الحادثة "تأكيدا على استغلال مليشيا الحوثي الهدنة لتكديس المزيد من الأسلحة الإيرانية وسط الأحياء السكنية واتخاذها المدنيين دروعا بشرية".

ومنذ أكثر من 7 سنوات يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي، وميليشيات الحوثي المدعومة من إيران والتي تسيطر منذ سبتمبر/ أيلول 2014 على عدة محافظات من بينها صنعاء.
وتسبب اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في توريط البلاد في حرب دامية تهدد أمن المنطقة برمتها مما دفع الجارة السعودية لقيادة تحالف عسكري لدعم الحكومة اليمنية.
وأفادت الأمم المتحدة التي وصفت الصراع بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أن الحرب تسببت في مقتل أكثر من 150 ألف شخص وتشريد ملايين المدنيين.
ووافقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، مطلع يونيو/ حزيران الماضي على تمديد هدنة إنسانية في البلاد، لمدة شهرين، بعد انتهاء هدنة سابقة مماثلة لها.
ورحبت دول عربية آنذاك بإعلان الأمم المتحدة تمديد الهدنة السارية منذ مطلع نيسان/ أبريل الماضي.
وأعربت الخارجية السعودية وقتها عن ترحيبها بإعلان تمديد الهدنة في اليمن، وقالت إنها "تأمل أن يتمكن المبعوث الأممي من فتح طريق تعز لحركة وتنقل آلاف المدنيين على هذا المعبر المهم للحياة اليومية والمعيشية للمواطن اليمني".
ومن أبرز بنود الهدنة، وقف إطلاق النار، وفتح ميناء الحديدة، إضافة إلى إعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ 7 سنوات.
ومع اقتراب انتهاء المهلة الحالية برزت خلال الأيام الماضية دعوات دولية واسعة للأطراف اليمنية لتمديد وتوسيع الهدنة في البلاد.
وكثفت الأمم المتحدة مساعيها لتمديد الهدنة السارية في اليمن لـ6 أشهر، بالتوازي مع الضغط الكبير الذي تمارسه الولايات المتحدة ودول إقليمية. 
ويرى مراقبون أن استمرار الحرب في اليمن يهدد المصالح الدولية في ما يتعلق بإمدادات النفط في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتفاقم أزمة الطاقة في العالم.
ويشير آخرون إلى ارتباط الحرب الدائرة في اليمن بالملف النووي الإيراني حيث يعتبرون أن ملف اليمن يمثل أحد الأوراق التي تناور بها طهران لإحياء الاتفاق النووي بينها وبين مجموعة دول 5 زائد 1.